بشكل مفاجئ أقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزير خارجيته ريكس تيلرسون وعين بدله مدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو في منصبه، الثلاثاء 13 مارس/آذار 2018.
الرئيس الأميركي كعادته لم يتأخر كثيراً لكشف تفاصيل أسباب التغييرات الهامة التي طرأت على إدارته وكان أبرزها الإطاحة برأس الدبلوماسية الأميركية وكذلك تعيين امرأة لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة في منصب مدير الاستخبارات.
الخلاف مع تيلرسون
وبحسب وكالة رويترز قال ترامب إنه اختلف كثيراً مع تيلرسون، خاصة في ملف الاتفاق النووي مع إيران.
ملف إيران
فمنذ وصول الرئيس الأميركي قبل عام كان دوماً يعلن أن سيمزق الاتفاق التاريخي الذي وقع بين طهران والمجموعة الدولية عام 2015، والذي نص على تخلص إيران من برنامجها النووي في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها.
لكن وزير الخارجية السابق كان له رأي مخالف لترامب، إذا كان يصر تيلرسون على الإبقاء على الاتفاق النووي مع ضرورة متابعة احترام طهران للاتفاقية وكذلك بقاء بعض العقوبات عليها.
الأزمة الخليجية
أيضاً ثمة أمر هام كان فيه تباين بين ترامب وتليرسون، وهو الأزمة الخليجية التي هزت منطقة الخليج العربي في يونيو/حزيران 2017، ففي الوقت الذي كان يدعم ترامب موقف الدول الخليجية التي تحاصر قطر (الإمارات، والسعودية، والبحرين) إضافة إلى مصر، كان موقف وزير الخارجية مختلفاً، ففي الوقت الذي كانت تغريدة الرئيس الأميركي بشأن الأزمة الخليجية تثير الجدل بسبب انحيازه لطرف ما في الأزمة، كان وزير الخارجية يزور قطر ووقع معها اتفاقية تتعلق بمكافحة الإرهاب، كما كرر زيارته للأطراف الخليجية من أجل الحل الذي لم يتم التوصل إليه حتى الآن.
روسيا
التراشق الإعلامي بين تيلرسون والروس لم يكن بعيداً عن سبب الإقالة، فالرئيس الأميركي دائماً ما يتجنب الإساءة إلى روسيا غريم الولايات المتحدة الدائم، خاصة في ظل التحقيقات التي يجريها روبرت مولر حول مزاعم تدخل محتمل لموسكو في بالانتخابات الرئاسية الأخيرة، لكن وزير الخارجية كان دائماً ما يهاجم الروس وكان آخرها قبل أيام حول ما يتعلق بمزاعم حول وقوف روسيا خلف تسميم جاسوس روسي مزدوج في المملكة المتحدة، مشدداً على وجوب محاسبة المسؤولين عن محاولة الاغتيال هذه.
كوريا الشمالية
أيضاً ملف كوريا الشمالية، قبل أن يغير ترامب موقفه الأسبوع الماضي من الزعيم الكوري كيم جونغ أون، كان حاضراً في الخلاف بين الرجلين، إذ هاجم ترامب وزير خارجيته واصفاً إياه بانه يضيع وقته في المساعي الدبلوماسية مع بيونغ يانغ في الوقت الذي كان يهدد ترامب فيه بتطور عسكري في شبة الجزيرة الكورية.
دبلوماسية أميركية على هوى ترامب
عقب الإقالة وتعيين الوزير الجديد مايك بومبيو الذي كان يتولى إدارة الاستخبارات الأميركية، قال ترامب إنه وبومبيو على نفس الموجة دائماً، في الإشارة إلى الانسجام بين الرجلين، خاصة وأنه أحد الأعضاء البارزين والناشطين في الحزب الجمهوري الذي ينتمي له ترامب، كما أنه معروف بمواقفه الحادة من إيران وكوريا الشمالية.
وكان وزير الخارجية الأميركي الجديد قد وصف إيران سابقاً بأنها “أكبر داعم للإرهاب في العالم”.
وعن موقفه من كوريا الشمالية، يرى بومبيو أن واشنطن لا يجب أن تقدم أي تنازلات لبيونغ يانغ خلال لقاء الرئيس دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، وأن كوريا الشمالية يجب أن تتحاور بشأن نزع سلاحها النووي.
إقالة ترامب لتيلرسون سبقتها تكهنات كثيرة حول عدم انسجام الرجلين في عدة مواقف، كما كان يتوقع المتابعون للشأن الأميركي بأن ترامب سيطيح بتيلرسون في وقت قريب وهو ما حدث بالفعل الثلاثاء.