الديار :
بعد كتابتنا خبر تهديد واشنطن في ضرب دمشق والجيش السوري فيها ورد موسكو بأنها قلقة للغاية في شأن تهديدات الولايات المتحدة وان تصريحات اميركا تسبب سخطا وقلقا بالغا وان هذا الامر غير مقبول، ورد ليلاً عن الجنرال فاليري غيراسيموف في الجيش الروسي وهو رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية المنتشرة من منطقة القوقاز في روسيا الى كازاخستان، الى سوريا، وقائد القوة البحرية الجوية للاسطول البحري الروسي في البحر الابيض المتوسط.
حيث قال الجنرال فاليري غيراسيموف ان لروسيا مستشارون عسكريون من الجيش الروسي داخل وزارة الدفاع السورية كذلك لدينا ممثلين من كبار الضباط الجيش الروسي في مركز المصالحة الروسي المتواجدين في دمشق ومواقع سلاح الجو ومواقع وزارة الدفاع السورية بكامل ابنيتها، كذلك لدينا مركز هام على مدخل دمشق لاقامة مصالحات واتصالات وربط دمشق بالساحل السوري مع القواعد الجوية حيث يتواجد اكثر من 600 ضابط وجندي روسي.
وقال: اذا تعرض اي ضابط او جندي روسي اثناء اي عمل عسكري اميركي يستهدف دمشق او منطقتها، وتم قتل او جرح ضابط او جندي روسي، فنقول الى واشنطن انه سيكون لدينا ضربات رديّة ستكون ردات رديّة صاعقة، تبدأ من جزيرة القرم باطلاق صواريخ تصل الى 3 الاف ميل، اي 5 الاف كيلومتر تقريبا، اضافة الى ان الـ 150 طائرة في قاعدة حميمم سوف تشترك في ضرب اي طائرة اميركية في هذه الحال اذا تم اصابة ضباط وجنود لدينا، كما اننا اعطينا الاوامر منذ الان في ارسال 72 منظومة دفاع من طراز اس – 400 سيقوم جسر جوي ابتداء من الغد في نقلها مع طواقمهما المهندسين والضباط الى سوريا رغم ان سوريا لا تحتاج الى اكثر من 30 منظومة دفاع، لكن سننشر 72 منظومة دفاع اس 400 في سوريا وخاصة حول دمشق المنطقة وسنقوم باسقاط اي هدف جوي سواء كانت طائرة او صاروخ في الاجواء السورية، وقال يبدو ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب يخاطر بالسلام العالمي ولا يعرف ان هكذا امر قد يصل الى حرب اميركية – روسية. ونقول له اننا نحن الجيش الروسي مستعدون الى خوض المعركة ضد الجيش الاميركي منذ الان، واتمنى على رئيس اركان الجيوش الاميركي الذي هو لديه وعد ومعرفة بالقدرة العسكرية الروسية وما معنى ارسال طائرات اميركية لضرب دمشق في ظل وجود قوات روسية فيها اطلب من رئيس اركان الجيوش الاميركية ان يتصل فورا وان يقوم بزيارة الرئيس الاميركي ترامب ويحذره من شن اي ضربات ضد دمشق والمواقع الحكومية السورية او موقع يتواجد فيها جيش رو سي، واكرر اننا سنتخذ تدابير ردية الصاعقة التي ستلزم الولايات المتحدة في حال قيامها بعمليات حربية وعسكرية بالحاق خسائر كبيرة فيها ونحن بالتحديد نشير الى ان الاسطول السادس الاميركي في البحر الابيض المتوسط سيكون عرضة لقصف صاروخي وقصف جوي والاهم قصف الصواريخ من روسيا على كافة المدمرات وحاملات الطائرات والبوارج التي تؤلف الاسطول السادس الاميركي في البحر الابيض المتوسط والمؤلف من 53 منها 3 حاملات طائرات والبقية بوارج ومدمرات وقاذفات صواريخ مع 5 غواصات نووية. لكن كل ذلك لا يعني لنا شيئا ونكرر القول في أنه سنتخذ تدابير ردية صاعقة في حال قيام الولايات المتحدة في شن هذه الضربات.
اعلنت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الامن الدولي ان الادارة الاميركية ستقدم خلال 24 ساعة القادمة مشروع لوقف اطلاق النار لمدة 30 يوما في الغوطة الشرقية، وان القرار 2401 الذي اعلن عن وقف اطلاق النار لم تحترمه سوريا، وبالتحديد الجيش السوري والرئيس السوري الدكتور بشار الاسد. ولذلك ستقدم مشروع قانون يزيل العقبات السورية والروسية والايرانية من امامه كي يوافقوا عليه ويتم التوصل الى وقف اطلاق النار في منطقة الغوطة الشرقية لمدة 30 يوما، مع السماح بدخول كافة القوافل الغذائية والاطقم الطبية والادوية والمستشفيات الميدانية الى الغوطة الشرقية، وبالتحديد الى 5 مدن اهمهم حرزتا دوما وعربين.
ثم اكملت خطابها بالقول انه اذا لم يتم التوافق على مشروع الولايات المتحدة لوقف اطلاق النار في الغوطة الشرقية فالجيش الاميركي سيأخذ خطوات مباشرة عبر عمليات عسكرية ضد الجيش السوري في منطقة دمشق بكاملها وبالتحديد حول الغوطة الشرقية، وان طائرات اميركية وفق صحيفة نيويورك تايمز ستقوم بتنفيذ غارات جوية مكثفة على كامل مواقع الجيش السوري في ريف دمشق، ثم في المدينة حيث تتواجد القطع العسكرية للجيش العربي السوري، ثم القوى العسكرية السورية التي تقوم بتطويق منطقة الغوطة الشرقية.
وقد رد مندوب سوريا السفير الجعفري بأن هذا اوقح تهديد اميركي وتدخل سافر في الشؤون السورية الداخلية، وان اميركا تكذب عندما تقول انها تحارب الارهاب وتقوم بتوجيه التهديدات لضرب الجيش العربي السوري الذي يقاتل ضد الارهاب في عاصمته، عاصمة سوريا دمشق، كي يعيش مواطنو العاصمة في سلام وامان، وان الامر سيكون خطيرا جدا اذا قامت الولايات المتحدة بقصف الجيش السوري في دمشق وريف دمشق ومحيط العاصمة، وانه اعلان حرب من اميركا على سوريا.
اما المندوب البريطاني والفرنسي فيوافقون على الخطوة الاميركية، دون ان يعلنوا ذلك في مجلس الامن، وهم مع ضربة عسكرية اميركية ضد الجيش السوري في دمشق وحول الغوطة الشرقية وفي كامل ريف دمشق. كذلك يؤيدون ضرب الجيش السوري في جنوب سوريا حول مدينة درعا عاصمة الجنوب السوري والواقعة على الحدود السورية – الاردنية.
وازاء تصريحات مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الامن علّق مسؤول في البنتاغون اي وزارة الدفاع الاميركية اننا جاهزون لتوجيه ضربات جوية بكثافة كبرى للجيش السوري في شكل نجعله يفك التطويق عن الغوطة الشرقية اذا لم يلتزم في وقف اطلاق النار كذلك سندمر له مواقع عسكرية كثيرة موجودة حول دمشق في ريفها، اضافة الى ضرب الجيش السوري في الجنوب حيث درعا، لكن الاهم ان هذا القرار الذي ستقدمه الولايات المتحدة لوقف اطلاق النار في الغوطة الشرقية لمدة 30 يوما، اذا لم يتم الموافقة عليه من روسيا، او غير ذلك، فان اميركا ستتصرف بقرار ذاتي وتنفذ قرار وقف اطلاق النار مع انذار واضح في ضرب العاصمة دمشق حيث يتواجد الجيش السوري فيها، وان الطائرات الحربية الاميركية قادرة على اصابة الاهداف العسكرية السورية في العاصمة دمشق وفي ريف دمشق دون اصابة المدنيين لانها لديها الدقة العسكرية في اصابة الاهداف.
في موسكو ردت روسيا بأن تفكير واشنطن في عمل عسكري ضد العاصمة السورية – دمشق هو امر خطير يعرض منطقة الشرق الاوسط الى حرب كبيرة، وانه يوجد جيش روسي في دمشق، وان اي قصف جوي اميركي يؤدي الى مقتل جنود روسيين او ضباط من الجيش الروسي سيدفع روسيا للدفاع عن نفسها، وفسّر المراقبون ذلك بأن روسيا قد تستعمل منظومة الدفاع اس – 400 الموجودة في سوريا ضد الطائرات الاميركية، مع العلم ان مراسل تلفزيون سكاي نيوز نقل عن مصادر في ساحل سوريا حيث القاعدة الجوية الروسية والقاعدة البحرية الروسية العسكرية قد بدأت تنتقل منها منظومات دفاع اس – 400 وتتجه نحو العاصمة دمشق.
في وقت اعلنت وكالة سبوتنيغ الروسية ان الجيش الروسي سيرسل مزيد من منظومات الدفاع اس – 400 الى سوريا كي تشمل كامل العاصمة دمشق وكامل المحافظات في سوريا باستثناء منطقة الجنوب حول هضبة الجولان.
وهذا اول تهديد روسي بالرد على اي خطوة عسكرية اميركية يقرر الجيش الاميركي فيها قصف الجيش السوري في دمشق وحول الغوطة الشرقية.
اما ايران فقالت ان الانذار الاميركي باستعمال القوة لقبول وقف اطلاق النار بعد القرار الذي سيقدم من مجلس الامن هو عمل يهدد السلام في كامل المنطقة، وانه اذا قامت اميركا في ضرب دمشق والجيش السوري فان المصالح الاميركية كلها ستتعرض للخطر في كامل الشرق الاوسط. وان ايران ستقف الى جانب سوريا في الدفاع عن نفسها ضد اي ضربة عسكرية جوية اميركية.
وهذه اول مرة تصل الامور الى هذه الحدة من التهديد، فاذا كانت واشنطن قد دعت الى اجتمداع في الاردن من اجل بحث الوضع في جنوب سوريا، لكن اعلان واشنطن انها ستقدم في الساعات القادمة مشروع لوقف اطلاق النار لمدة 30 يوما في الغوطة الشرقية وما لم يوافق عليه مجلس الامن فستقوم الولايات المتحدة في تنفيذه بالقوة دون السؤال عن موقف روسيا او اي دولة اخرى، وهذا يشكل اعلى تهديد اميركي ردت عليه روسيا في ان الجيش الروسي متواجد في دمشق وله جنوده وضباطه وان اصابة وقتل ضباط وجنود من الجيش الروسي يعني تصعيدا كبيرا سترد عليه روسيا اولا في قصف كل الاهداف الجوية، اي الطائرات الاميركية التي ستهاجم دمشق ومحيطها، اضافة الى ان روسيا قد تسلح سوريا بصواريخ بعيدة المدى تصل الى اهداف في العراق لقواعد عسكرية جوية اميركية وربما تصل الى اهداف اميركية في الخليج العربي.
وكما كتبنا في الديار منذ يومين، فان محور طهران – بغداد – سوريا – فلسطين الذين انتصروا سواء في ايران ام في العراق ام في سوريا وعزيمة الفلسطينيين في القتال فان ذلك سيؤدي الى الانعكاس على لبنان والسؤال هو هل يكون لبنان على الحياد تحت المظلة الدولية ام تنعكس عليه التهديدات الاميركية في ضرب دمشق جويا وعسكريا.
كان هذا السؤال الجواب سهل عليه، لان تيلرسون وزير خارجية اميركا كان يريد ذلك، اما بعد اقالة وزير خارجية اميركا من قبل الرئيس الاميركي ترامب اي الوزير تيلرسون وتعيين مدير المخابرات الاميركية وزيرا للخارجية فلم يعد في الامكان الاجابة عما اذا كان لبنان سيبقى تحت مظلة استقرار دولي ام يصبح حليفا في محور ضد محور آخر.