اعتبر جل المحللين أن مشاركة تسع لاعبات صهيونيات في الدورة الدولية للجيدو في مدينة أكادير المغربية، وارتفاع العلم الصهيوني في سماء المغرب مع عزف النشيد الوطني للكيان الغاصب، هو تطبيع مغربي مجاني مع الكيان الصهيوني، فالجدل ما زال محتدماً بشأن القدس التي يرغب الصهاينة بمعية الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الاستحواذ عليها، وجعلها عاصمة للكيان الغاصب، وما زال جرحها غائرا لم يندمل بعد ويقتضي تظافر كل الجهود للحيلولة دون استفحاله.
كما يرى محللون بأن ما حصل في المغرب هو صفعة للجهود المبذولة في تونس من أجل سن قانون لتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني والذي قد يطرح قريبا للتصويت عليه في البرلمان، فيما توقّع أغلب المراقبين أن يدفع القانون التونسي دولا عربية أخرى للنسج على منوال “الخضراء”، لكن ما حصل هو العكس تماما وإذا بالقوم يسبحون ضد التيار في تحد صارخ لمشاعر الملايين.
لجنة القدس
ولعل ما يزيد الطين بلة أن المغرب وفي شخص ملِكه وهو رئيس لجنة القدس التي أقرتها منظمة “المؤتمر الإسلامي” لم تفعل شيئاً منذ تأسيها نصرة للمدينة المقدسة، حيث تتالت الإعتداءات الصهيونية على مدينة القدس ولم تتحرك هذه اللجنة طيلة سنوات إلا لإصدار بعض البيانات المتعلقة بالشجب والإدانة والتي لا تسمن ولا تغني من جوع.
ويرجع البعض في تفسير ما حصل في أكادير إلى قوة اللوبي الصهيوني في المغرب الذي تمكن من أهم المفاصل في الدولة، بدءاً من أعلى هرم السلطة، أي المخزن، وصولا إلى القاعدة أي عموم المواطنين المغاربة، ففي دول أخرى لا يسمح بمثل هكذا مشاركات منذ البداية وكثيرا ما يرفض رياضيون من تونس والجزائر وغيرها منافسة صهاينة في الدورات الدولية باعتبار أن ذلك يمثل برأيهم اعترافا ضمنيا بالكيان الصهيوني.
لقد كان متوقعاً أن يخرج نشطاء مغاربة احتجاجاً على هذا التطبيع المجاني، إلا أنّ هذه الإحتجاجات أتت متأخرة ولم يحركها إلا عزف النشيد الصهيوني على الأراضي المغربية، فقد كان من المفروض أن يتم منع مشاركة الصهيونيات شعبياً منذ البداية، لا انتظار أن تفوز إحداهن فتصعد على منصة التتويج لتشعر السلطات المغربية كما عموم المواطنين بالحرج.
ويشار إلى أن الحراك الشعبي المنتفض على هذا الإستفزاز لمشاعر عموم المغاربة دعا إلى طرد اللاعبات الصهيونيات من البلاد ومعاقبة الجهة التي سمحت بدخولهن والمرافقين إلى المغرب.
كما دعا الحراك البرلمان إلى سن قانون لتجريم التطبيع أسوة بتونس التي كانت سباقة في هذا المجال وملهمة لجيرانها المغاربيين.