شفقنا -هناك سؤال يطرح: ما معنى النور في الآيتين الكريمتين: ((يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ ..)) و((اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّور))؟ وقد جاء الرد على هذا السؤال في الموقع الالكتروني لمركز الابحاث العقائدية الذي يشرف عليه مكتب المرجع السيد علي الحسيني السيستاني.
السؤال:
إذا كان النور يعني الإيجاد، فما معنى الآية الكريمة: ((يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ)) (النور (24): 35) و((اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّور))(البقرة (2): 257)؟
الجواب: النور مصطلح يستعمل في موارد مختلفة لبيان مفاهيم غامضة، فيعطي صورة واضحة عن مراد المستعمل، والحكمة في الموضوع أنّ معنى (النور) في اللغة هو المصدر الذي يضيء وفي نفس الوقت هو مضيء، ومنه قد استعير في كلّ مورد يحتوي على صفة من جهة وهو يعطي تلك الصفة من جهة أخرى.
وعلى هذا الأساس تفسّر الآية: ((اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ))(النور (24): 35)، فإنّ (النور) هنا الموجد الذي له الوجود، إذ إنّ صفة الخالقيّة في الله عزّ وجلّ تقتضي إعطاء الوجود للمخلوق مضافاً إلى كونه ــ الوجود ــ عنده تبارك وتعالى، وهذا يمثل في عالم المادّة بالنور الذي يضيء ما حوله مع إضائته في نفسه.
وأمّا (النور) في الآيتين الآخريتين فهو بمعنى الهداية والصراط المستقيم، وهنا أيضاً بما أنّ الله عزّ وجلّ يعطي الهداية وهو مهتد في نفس الوقت، استعمل (النور) في تصوير معنى (الهداية).
النهایة