منذ استنجادها بالفصائل المسلحة في سوريا لنصرتها والانضمام إليها في 27 فبراير 2018، أعلنت عدة فصائل انضمامها لكتيبة “حراس الدين”، كان آخرها كتائب “كتيبة أبو عبيدة بن الجراح”، و”سرية الغرباء”، لتتوالى بيانات الانضمام للتنظيم الجديد الذي يعد أحدث أفرع تنظيم “القاعدة” في سوريا، بقيادة “أبو همام الشامي” ويعمل التنظيم في منطقة الساحل. واستطاع التنظيم منذ بيان الاستجداء من ضمّ فصائل “جيش البادية، وجيش الساحل، وسرايا الساحل، وسرية كابل، وجيش الملاحم، وجند الشريعة”، والتي انشق معظمها عن “جبهة فتح الشام” سابقا، لتصل الفصائل المنضمة لحراس الدين إلى 11 فصيل مسلح. البيان الذي كشف ضعف تنظيم القاعدة في سوريا خاصة بعد الخلافات العميقة الموجودة بين “جبهة النصرة” بقيادة الجولاني، وبين أيمن الظواهري زعيم التنظيم الحالي، والتي على إثرها قام الجولاني بفك الارتباط بالتنظيم الأم في 27 يونيو 2016. وكان تنظيم القاعدة منذ فك الارتباط يحاول من تأسيس جماعة تعمل كذراع عسكري له في سوريا، إذ قام في 9 أكتوبر 2017، بالإعلان عن تأسيس جماعة “أنصار الفرقان في بلاد الشام”، وكان من أبرز قياديه سامي العريدي، على أن يكون المرجعية الفكرية له هو أبو مصعب السوري، أحد أشهر منظري السلفية الجهادية لتنظيم القاعدة، ولكن مع احتدام الخلافات بين الجولاني والظواهري، قامت هيئة تحرير الشام في أواخر عام 2017، باعتقال كل من العريدي والسوري أبرز قيادي القاعدة المناهضين لفك الارتباط، ليظهر “الظواهري” بتسجيل صوتي هاجم فيه “تحرير الشام” واتهمها بـ”نكث البيعة” التي عقدت له قبل أكثر من خمس سنوات. وعرفت “أنصار الفرقان” نفسها في بيان التأسيس على أنها: “كيان جهادي سني مسلم يتكون من مهاجرين وأنصار ممن حضر أغلب أحداث الشام الأولى”، مشيرة إلى هدفها هو “إعادة الخلافة بالجهاد والإعداد له”، وفي جزء آخر من البيان توضح الجماعة الإرهابية هذا الإعداد من خلال “تملك السلاح”، فتقول: “تملك السلاح بكافة أنواعه واقتناؤه وحمله حق وواجب على كل مسلم، ولا يجوز تركه، ولا يحل لأحد المساس بهذا الحق، كما لا يجوز لأي كيان منع المسلمين من امتلاك السلاح، ويتعين على الناس الإعداد والتحضير والتسلح للوقوف بوجه أعداء الدين والدنيا”. ولكن منذ بيان التأسيس لم تقم هذه الجماعة بأية عمليات عسكرية في الساحة السورية، وبعدها قامت القاعدة بتأسيس تنظيم جديد له في 10 يناير 2018، ونشرت القاعة بيانًا بعنوان “وكان حقاً علينا نصر المؤمنين”، وجّه فيه “التنظيم” رسالة إلى عناصره في سوريا بالتوحيد لتكوين كيان جهادي تابع له، رغم أنه لم يعلن عن اسمه حينها، مرجحًا أن تكون قيادته بيد الأردنيين “سامي العريدي” أو “أبو جليبيب طوباس”. ولكن قبل انصرام الشهر الماضي فبراير 2018، وبالتحديد في 27 فبراير 2018، شكّلت فصائل عدة تتبع تنظيم “القاعدة”، جسما عسكريا جديدا تحت اسم “تنظيم حرّاس الدين”، وأصدرت بيانها الأول بعنوان: (أنقذوا فسطاط المسلمين)، تستنجد فيه بالفصائل المسلحة الموجودة في سوريا لنصرتها، ودعا التنظيم إلى إنقاذ المسلمين في الغوطة الشرقية، ووقف اقتتال الفصائل شمالي سوريا، قائلًا: “يا أمّة الإسلام، أنقذوا أهلكم وإخوانكم في فسطاط المسلمين (الغوطة الشرقية) واعلموا يا قومنا إن انتهى النظام من الغوطة فمصيركم مصيرهم إن لم تنصروهم من الآن، وجّهوا حمم بنادقكم وأسلحتكم نحو عدوكم.”، مطالبًا الفصائل المسلحة بالانضمام إليهم لمقاتلة أعدائهم، قائلًا: “نطالب الفصائل المتقاتلة في الشام بوقف الاقتتال فيما بينها حتى نتفرّغ لهذا الواجب العظيم، فالوقت يدركنا والواجب كبير، والأمانة عظيمة”. ويضم التنظيم الجديد قيادات سابقة من “جبهة النصرة” (المكون الأساسي لـ”هيئة تحرير الشام”) أبرزهم “”أبو جليبيب طوباس، وأبو خديجة الأردني، وسامي العريدي، وأبو عبدالرحمن المكي”، الذين أعلنوا رفضهم لفك ارتباط “النصرة” سابقاً بتنظيم “القاعدة”، وتبديل اسمها لـ”جبهة فتح الشام”، قبل أن تشكّل مع فصائل أخرى “هيئة تحرير الشام”. وأنشأ “تنظيم حراس الدين” حسابات جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي ونشر البيان الأول تحت عنون “أنقذوا فسطاط المسلمين”، دعا فيه إلى “نصرة غوطة دمشق الشرقية، وتوعّد بشن عمليات عسكرية ضد قوات النظام السوري”، كما دعا الفصائل العسكرية في الشمال السوري لوقف الاقتتال فيما بينها. ويأتي البيان، بالتزامن مع معارك تشهدها محافظة إدلب بين “هيئة تحرير الشام” و”جبهة تحرير سوريا” (المشكّلة حديثا باندماج حركتي “أحرار الشام” و”نور الدين الزنكي”)، تمكّنت خلالها “تحرير سوريا” من التقدم على حساب “تحرير الشام” في إدلب، بعد انتزاع كامل ريف حلب الغربي منها، وسط ترجيحات بانسحاب “الهيئة” إلى ريف اللاذقية. يذكر أن “أبو محمد الجولاني” كان قد أعلن عن فك ارتباط “النصرة” عن القاعدة في أول ظهور له في 28 من شهر يوليو 2016، وتغيير اسمها لـ”جبهة فتح الشام” تلبية لـ”رغبة أهل الشام في دفع ذرائع المجتمع الدولي” حسب قوله، ليبدأ بعدها التوتر والخلاف داخل مكونات “النصرة” بين مؤيد لفكرة فك الارتباط لما فيها من مصلحة استمرار مشروع الجبهة، وبين رافض ومُصرّ على الاستمرار في الارتباط بالقاعدة”. 

هذا الخبر منقول من : البوابه