رأي اليوم : بيروت – دوما – (أ ف ب) :
أعلنت الأمم المتحدة ان قافلة المساعدات التي دخلت ظهر الاثنين إلى الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، غادرت قبل إتمام إفراغ حمولتها في مدينة دوما وسط القصف.
وكتب ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا سجاد مالك على موقع تويتر “أن قافلة المساعدات (…) تغادر دوما الان بعد نحو تسع ساعات. أوصلنا مساعدات بقدر المستطاع وسط القصف”، مضيفاً “المدنيون عالقون في وضع مأسوي”.
وأوضحت متحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للامم المتحدة في سوريا ليندا توم لفرانس برس “استمر القتال والغارات في الغوطة الشرقية اليوم (…) ومدينة دوماً ضمنا في الوقت الذي كان يتم فيه إفراغ القافلة”.
وافاد مراسل فرانس برس في دوما أن قصفاً استهدف المدينة بينما كانت فرق الإغاثة تعمل على إفراغ القافلة.
وأكدت بيان ريحان عضو في المجلس المحلي في دوما لفرانس برس مغادرة القافلة “فيما كانت تسع شاحنات لا تزال تنتظر تفريغ حمولتها”.
وأضافت ريحان، التي كانت متواجدة في المكان، أن “الانسحاب جرى بشكل مفاجئ”.
وقال مصدر في الهلال الأحمر السوري لوكالة فرانس برس إن “القافلة غادرت الغوطة الشرقية قبل إكمال تفريغ الحمولة من اجل الحفاظ على سلامة طاقمها”.
ودخلت القافلة التي تضم 46 شاحنة والمشتركة بين الامم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري ظهرا إلى الغوطة الشرقية محملة بالمواد الغذائية والطبية لنحو 27 ألف شخص.
إلا أن الحكومة السورية لم تسمح بإدخال الكثير من المواد الطبية الضرورية وبينها “حقائب الاسعافات الاولية”.
والقافلة هي الأولى منذ بدء الحملة العسكرية العنيفة لقوات النظام قبل أكثر من أسبوعين على هذه المنطقة المحاصرة منذ 2013.
وزاد التصعيد العسكري الأخير من معاناة سكان الغوطة الذين كانوا يعتمدون أصلاً على مساعدات دولية تدخل بشكل متقطع وعلى زراعات محلية أو يأتون بالمواد الغذائية عبر طرق التهريب.
وحقق الجيش السوري الإثنين المزيد من التقدم في الغوطة الشرقية قرب دمشق، وبات يسيطر على 40 في المئة من هذه المنطقة المحاصرة، بالتزامن مع مقتل نحو 70 مدنياً جراء استمرار القصف الجوي.
وتزامن التقدم مع دخول قافلة مساعدات دولية هي الاولى منذ بدء الحملة العسكرية العنيفة لقوات النظام على هذه المنطقة المحاصرة، قبل اكثر من اسبوعين. لكنها غادرت ليلاً من دون افراغ كامل حمولتها وسط القصف الذي استهدف مدينة دوما حيث كانت تتواجد.
وتُعد الغوطة الشرقية إحدى بوابات دمشق وطالما شكلت هدفاً للجيش السوري.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “تواصل قوات النظام السوري التقدم على جبهات الجهة الشرقية من الغوطة” في مواجهة فصيلي جيش الإسلام وفيلق الرحمن.
وسيطرت قوات النظام مساء الإثنين على بلدة المحمدية في جنوب الغوطة بعد معارك مع فصيل فيلق الرحمن، كما تقدمت في مناطق زراعية أخرى.
وأكد عبد الرحمن أن “قوات النظام باتت تسيطر حالياً على 40 في المئة” من المنطقة المحاصرة، لتتقلص بذلك مساحة الفصائل المعارضة التي كانت تسيطر على أكثر من مئة كيلومتر من إجمالي الغوطة الشرقية.
وإلى جانب الحملة الجوية العنيفة المستمرة منذ أكثر من أسبوعين، شنّ الجيش السوري هجوماً برياً ازدادت وتيرته تدريجاً، وتركز على الجبهة الشرقية وتزامن مع هدنة أعلنت عنها روسيا وبدأت قبل أسبوع، وتسري يومياً لخمس ساعات فقط. ويُفتح خلالها ممر عند معبر الوافدين، شمال شرق مدينة دوما لخروج المدنيين.
وقال الرئيس السوري بشار الأسد في تصريحات لصحافيين الاحد “يجب أن نستمر في العملية بالتوازي مع فتح المجال أمام المواطنين للخروج”.
وواصلت قوات النظام السوري الاثنين قصفها العنيف لمناطق عدة في الغوطة الشرقية.
ووثق المرصد السوري مقتل 73 مدنياً الاثنين في الغوطة الشرقية، بينهم ستة أطفال، بعدما كان تحدث صباحاً عن مقتل 14 شخصاً.
وواصلت الحصيلة الارتفاع طوال النهار، بحسب عبد الرحمن، “نتيجة استمرار انتشال الضحايا من تحت الأنقاض، ثم مقتل المزيد من المدنيين جراء تجدد الغارات الجوية بعد الظهر ومساء الاثنين”.
وقال عبد الرحمن إن “19 مدنياً قتلوا وأصيب 70 آخرون في غارات يُرجح أنها روسية على بلدة كفر بطنا”.
وارتفعت بذلك الحصيلة منذ بدء التصعيد قبل أكثر من أسبوعين إلى اكثر من 760 قتيلاً مدنياً وأكثر من 3800 جريح.
ويعود التقدم السريع، وفق مراقبين، إلى أن العمليات العسكرية تدور في منطقة زراعية ذات كثافة سكانية منخفضة، وهي تهدف الى تقسيم الغوطة الشرقية إلى جزئين شمالي حيث تقع مدينة دوما، وجنوبي حيث مدينة حمورية.
وافاد مراسل فرانس برس والمرصد السوري عن غارة جوية استهدفت دوما الاثنين بينما كانت قافلة المساعدات التي دخلت ظهراً الغوطة الشرقية لا تزال تفرغ حمولتها في مدينة دوما، أبرز مدن الغوطة الشرقية.