جاءت تصريحات غولدشميدت في حديث أدلى به لصحيفة “السبق” السعودية ونشر نصه على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء.
وفي إجابته عن سؤال حول أسباب استمرار احتلال إسرائيل للأرض الفلسطينية، عبر الحاخام اليهودي عن قناعته بأن يحل السلام الدائم بين العرب واليهود “في يوم من الأيام”، مشيرا إلى أن سلاما كهذا يجب أن “يعتمد على قيادات سياسية قوية مؤمنة بالسلام.. ووجود الضامن السياسي القوي والمحايد لمسار هذا السلام حتى يستمر”، إضافة إلى توفر المال لتشييد البنى التحتية والاقتصاد القوي وتعزيز التنمية ودعم الفلسطينيين بالتكنولوجيا.
وأضاف: “أنا متأكد أيضا أنه في المدى البعيد لا يمكن لبلد ما أن يحتل أرضا لشعب آخر مكون من مليونين أو ثلاثة دون أن يعطيهم حقوقهم الإنسانية”.
وعند تطرق الحوار إلى سبب حصار إسرائيل لقطاع غزة، قال غولدشميدت إن الإسرائيليين أعادوا قطاع غزة للفلسطينيين ليحكموه، لكنهم “حولوا غزة إلى مشكلة أكبر وكأنها فرع لتنظيم داعش الإرهابي وإيران، بدلا من حدوث سلام واستقرار، حيث صارت الصواريخ تطلق على المدن الإسرائيلية من غزة”.
وتساءل غولدشميدت: “وإذا منحنا الفلسطينيين أراضي أكثر من غزة ماذا سيحدث لنا؟ هل سيعيشون معنا في حرب دائمة؟”
وأكد الحاخام اليهودي أن على الفلسطينيين القبول بوجود دولة إسرائيلية قائمة، وعلى الإسرائيليين أن يتعايشوا مع ذلك، وأن يمنحوا الفلسطينيين مواطنة كاملة أو يمنحوهم أرضا ليقيموا عليها دولتهم.
وقدر غولدشميدت عاليا نشاط ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قائلا: “السعودية بلد يتغير إلى الأفضل من الداخل، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يقود بلاده نحو الازدهار وهذا شيء إيجابي، لا سيما في منطقة تعاني من المشاكل والصراعات والحروب في سوريا واليمن وعدم الاستقرار في العراق ولبنان”.
وأضاف: “أعتقد أن محمد بن سلمان يقود السعودية والجيل الشاب من السعوديين نحو عالم حديث معاصر بقواسم إنسانية مشتركة”.
واعتبر غولدشميدت أن أسباب المشاكل والصراعات بين أتباع مختلف الأديان تكمن في عدم رغبة البعض في تحقيق السلام وعدم الاعتراف بأن الآخر لديه الحق في الاختلاف وفق فكره وحريته ومعتقده، والحق في العيش بسلام مع الآخرين.
وهاجم غولدشميدت إيران عند تحدثه عن أسباب تعدد الحروب والصراعات في منطقة الشرق الأوسط أكثر من غيرها، مؤكدا أن “أصحاب العقليات التي تدير تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين في جمهورية إيران يريدون أن تعيش المجتمعات وفق نظرتهم وتفسيرهم الخاص والمخطئ للحياة، ويريدون العالم كله أن ينحني أمامهم .. وكل هذه الممارسات عبثية لا تؤدي إلى أي نتيجة مفيدة”.
وأضاف الحاخام: “هؤلاء يريدون العودة إلى الوراء ألف عام لأنهم يخافون من المستقبل، ويخافون أكثر لأنهم في المستقبل سيضطرون لقبول الآخر المختلف الذي قد يؤثر على حياتهم بشكل أو بآخر”.
المصدر: صحيفة “سبق”
RT