وفي 70 صفحة، يركز الكاتب على معاناة الإنسان حين يفقد حريته، خصوصا إذا كانت في سجون محتل لأرضه، حيث يركز على فكرة أن الإنسان يولَد طليقـاً ومفطـوراً على الحـرية، ولهذا تظل حريته أغلى ما لديه، وتصبح في حالة فقدها أثمن ما يطلبه.
خلال أحداث الرواية، يصور الكاتب بطلها في مرحلة الطفولة طفل سعيد يتجمُّع الناس في بيت عمّه خلال حرب 1967 والتفافهم حول المذياع ليستمعوا إلى “صوت العرب” وخطابات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ورغم أن عقله وقتها لم يكن يعي ما يحدث، لكنه سعيد بوجود الآخرين الذين تفيض ملامحهم بالحماسة.
ينتقل من الطفولة إلى الشباب، هذه المرحلة التي يتعرض فيها إلى تجارب ستؤثر على شخصيته بشكل كبير؛ ففيها يخضع للحياة وتجاربها، على رأسها الوقوع في الحب، اسمى المشاعر الإنسانية وأكثرها صدقاً وتعبيراً عن الحياة، لكن دائما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فخلال مرحلة شبابه يتعرض للاعتقال من قبل قوات الاحتلال، وبينما كان يقضي فترة الاعتقال في السجون تستشهد “نور” الفتاة التي أحبها، على يد الصهاينة.
وفي المعتقل، يعاني بطل الرواية من عذابات لا تحتمل، لتكون لديه وعي عن حقيقة جلاده وادعائه القوة والبطولة الزائفة، ويدرك أن معاناة الاعتقال لن تنتهي حتى بعد خروجه من السجن؛ إذ لا يمكن للمعتقل أن يعود حرا كما يشتهي، أو أن يستأنف ممارسة حياته العادية دون عقبات.
ويكشف الكاتب، من خلال أحداث الرواية، حجم التضييق الذي يمارسه الكيان المعتدي على الناس أصحاب الحق والأرض، ومطاردته لهم، لا لأنه يمتلك القوة وإن زعم ذلك، بل لأنه يحاول التغطية على ما يسيطر عليه من جبن وخوف وعجز وضعف.
وحسين حلمي شاكر من مواليد عام 1963، في الضفة الغربية بفلسطين، حاصل على درجة البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية من جامعة القدس المفتوحة بفلسطين، واعتقل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 1983، وحكم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات أمضاها في سجون الاحتلال.
بدأ بكتابة القصة والخاطرة والمقال في المعتقل، وأشرف على مجلات وكراريس كانت تصدر في المعتقل بخط اليد، وصدر له مجموعتان قصصيتان: “فصول” 2015، و”قناديل” 2016، وشارك في كتاب “فلسطين في قلب ستين قاصا” 2016، و”الوهم الجميل” 2017، كما نشر شاكر العديد من المقالات والومضات والقصص والقصص القصيرة جدّاً في بعض المجلات والجرائد الفلسطينية والعربية.