هاف بوست عربي :
قالت صحيفة الغارديان البريطانية، الثلاثاء 20 فبراير/شباط 2018، إنَّ مناوشات نشبت بسبب “الكرة النووية” الأميركية، العام الماضي (2017)، عقب ساعات من توجُّه دونالد ترامب إلى بكين، في زيارةٍ أشاد بها فيما بعد، واصفاً إياها بأنَّها كانت “رائعة للغاية”.
وصل ترامب إلى بكين (عاصمة الصين)، في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2017؛ لإجراء زيارةٍ، وَعَدَه مضيفوه أن تكون “أكثر من مجرد زيارة دولة”.
ولكن، ما حدث أنَّه نشب شجارٌ بين العملاء الأميركيين والصينيين عكَّر صفو اليوم الأول من الزيارة، وذلك عند قدوم ترامب إلى مبنى قاعة الشعب الكبرى (صالة عظيمة تعود إلى عهد الزعيم ماو)، حيثُ كان سيلتقي نظيره الصيني شي جين بينغ، حسبما نشر موقع أكسيوس الأميركي.
ونقلاً عن 5 مصادر منفصلة، ذكر موقع أكسيوس أنَّ المسؤولين الصينيين اعترضوا دخول الضابط العسكري الأميركي الذي يحمل “الكرة النووية”، وهي عبارة عن حقيبة جلدية سوداء تحتوي على شيفرات تسمح للرئيس بشن هجومٍ نووي.
وذكرت التقارير كذلك، أنَّ مسؤولاً أميركياً اقتحم غرفة مجاورة؛ لإبلاغ جون كيلي، كبير موظفي البيت الأبيض، ما يجري، “بدوره، هرع كيلي وأمر المسؤولين الأميركيين باستكمال السير”، وقال: “سندخل القاعة”، وبدأ جميع الأميركيين بالتحرك.
حسبما ذكر موقع أكسيوس: “عمَّت الفوضى في المكان بعد ذلك؛ إذ جذب أحد المسؤولين الأمنيين الصينيين كيلي، الذي دفع الرجل بعيداً عنه بدوره. ثم أمسك أحد وكلاء المخابرات الأميركية بمسؤول الأمن وطرحه أرضاً”.
وذكر التقرير أنَّ الشجار “انتهى في لمح البصر”، وأنَّه وصلت أوامر إلى المسؤولين بالحفاظ على سرية ما حدث، بحسب “الغارديان”.
وكتب جوناثان سوان، المراسل السياسي وراء هذا التقرير: “بلغني أنَّ المسؤولين الصينيين لم يحوزوا حقيبة الكرة النووية أو حتى يلمسوها، وأنَّ رئيس الأمن الصيني وجَّه اعتذاره في وقتٍ لاحق إلى الأميركيين؛ بسبب سوء التفاهم”.
وزعمت وكالة الخدمة السرية الأميركية، في البداية، أنَّ التقارير حول “اعتراض مسؤول من الدولة المضيفة” أحد وكلائها، كانت كاذبة، إلا أنَّها -فيما بعد- اعترفت بوقوع “شجار صغير”؛ بسبب محاولة ” أحد الأفراد” منع أحد “الحراس” من دخول الغرفة.
وصرح كودي ستاركن، المتحدث باسم وكالة الخدمة السرية، في بيان: “امتثل الفرد لتوجيهات العميل، ولم تكن هناك ضرورة لاتخاذ مزيد من الإجراءات”.
ليست المرة الأولى
هذه ليست هي المرة الأولى التي يتعكر فيها صفو رحلة رئاسية إلى الصين بسبب المناوشات وأخطاء البروتوكول، بحسب الصحيفة البريطانية.
فعندما سافر باراك أوباما إلى الصين الشرقية لحضور منتدى مجموعة العشرين في سبتمبر/أيلول 2016، مُنِعَ من استخدام السُّلم للنزول من الطائرة الرئاسية، وأُجبر على المغادرة من خلال مخرج في هيكل الطائرة قلما يستخدمه أحد. وحدثت مشاهد محتدمة عند مدرج الإقلاع؛ بسبب شجار نشب بين المسؤولين الأميركيين والصينيين، والتقطت الكاميرا أحد المسؤولين المحليين وهو يصيح: “هذه بلادنا! وهذا مطارنا!”.
وقال بيل بيشوب، الخبير الصيني الذي يعيش بواشنطن ويُعد نشرة إخبارية أسبوعية لموقع أكسيوس، إنَّ القصة “يمكن تصديقها بالفعل”، وتعكس -على الأرجح- ثقة الصين المتزايدة بأنَّها إحدى القوى الكبرى في العالم.
وأضاف أنَّ “رجال الأمن [الصينيين] يتمتعون بسلطة كبيرة، ويعانون جنون العظمة؛ لذا يحبون دفع الأشخاص حولهم مثلما يفعل أي جهاز أمني”.
وأضاف بيشوب: “أعتقد أنَّ الجهة الأميركية أرادت التكتم على ما حدث؛ لتبدو أنَّها كانت قمة هادئة وسعيدة بالنسبة لترامب، فهذه (أكثر من مجرد زيارة دولة)، أليس كذلك؟ وأمرٌ كهذا بإمكانه إفساد الرسالة وراء الرحلة بأكملها”، بحسب “الغارديان”.
وقال جورج غواجاردو، السفير السابق للمكسيك في بكين، إنَ تلك المناوشات أمر طبيعي فيما يخص مستوى الحوار بالصين. وكتب في تغريدة: “أغلب رؤساء الدول الذين يأتون لزيارة الصين يخوضون الشجارات نفسها مع مسؤولي الأمن بها في أثناء الزيارة. تكثر القصص حول هذا الأمر، وأنا أصدق التقرير”.
لم يُبدِ مسؤولو بكين أي رد فعل على الفور لهذا التقرير؛ لأنهم كانوا في عطلة رأس السنة الصينية الجديدة التي تمتد أسبوعاً.
وهناك محاولات للاتصال بوزارة الخارجية الأميركية، إلا أنَّها حوَّلت الاتصالات للبيت الأبيض، الذي لم يردَّ بدوره على أي طلبات للحصول على تعليق منه أو تأكيد الأحداث.