الدستور :
تناول الكتاب قصة سيدة تدعى أم سليم المهاجرة، وهي سيدة أسترالية، كان زوجها مقاتلا في صفوف التنظيم وقتل أثناء معارك في سوريا في يناير 2014 برصاصة في الفك بإدلب.
ورغم وفاة زوجها إلا أن التنظيم رحب بسفرها إليه في سوريا من خلال بعض خلايا التنظيم المتواجدة في أستراليا وأوربا والمسئولة عن تسهيل عملية السفر للراغبين في الانضمام للتنظيم من بلادهم إلى العراق أو سوريا.
قاد عملية تسفير أم سليم المهاجرة، شخص يدعى أبو داوود، ونصحها بالكذب على أسرتها وإخبارهم أنها ستسافر إلى لبنان للتمويه وهو ما تم بالفعل، وسافرت أم سليم وأطفالها إلى لبنان ثم إلى أبو ظبي ومنها إلى مطار غازي عنتاب التركي، الذي يعتبر أولى المحطات الرئيسية لإيصال المهاجرين من أوربا إلى مناطق سيطرة التنظيم الإرهابي في جرابلس ومنطقة سلوك.
يستقبل أحد عناصر داعش الراغبين في الانضمام للتنظيم في هذا المطار، ويقود هذا الشخص المجموعة الراغبة في الدخول إلى سوريا من خلال رحلة برية بالسيارات لعبور الحدود التركية ومنها إلى مناطق سيطرة التنظيم في سوريا.
وفي الغالب يتم اعتراض قوات حرس الحدود التركية للسيارات الداعشية ويتم إلقاء القبض على كل من فيها وعرضهم للتحقيق مع الإنتربول التركي، وبعدها يتم تسفيرهم إلى بلدانهم من جديد وهذا في حالة عدم علم داعش بقدومهم إليه، أو يتم تركهم يخرجون من الحدود التركية حتى مناطق سيطرة التنظيم في سوريا حال علم التنظيم بقدومهم وهو ما حدث مع أم سليم المهاجرة التي اعترفت صراحة بإيصال قوات حرس الحدود التركية لهم حتى مناطق سيطرة داعش بعد صفقات يعقدها التنظيم الإرهابي مع الأتراك.
ذكرت أم سليم المهاجرة في كتابها الذي نشرته بعض المؤسسات الإعلامية المقربة من داعش أن التنظيم بعد وفاة زوجها لم يطلب أن يكون له مرافق في رحلتها للانضمام إليه، وهذا أمر كان لا يفعله داعش في السابق حيث كان يشترط على النساء أن يكون معها محرم سيان زوجها أو شقيقها أو والدها حال رغبتها في الانضمام للتنظيم، بل وأكدت في الكتاب أيضا أن أبو داوود القيادي الداعشي الذي سهل خروجها وخروج زوجها من قبلها من أستراليا نصحها بخداع والدها حتى يسمح لها بالخروج من أستراليا ومنها إلى سوريا.