قبل أيام قليل، حاول تنظيم القاعدة استقطاب عناصر جماعة الإخوان الإرهابية التي يلاحقها الأمن المصري في كل بقعة بالدولة المصرية، بالانضمام إلى عناصره، وهو ما يعكس رغبة القاعدة في محاولة السيطرة على أعضاء الإخوان والسلفيين في ظل انعدام وجود قيادة حالية لهم، في غالبيتهم في السجون أو مطاردين، أو تم قتلهم في عمليات مداهمة للشرطة أو الجيش.
رسالة أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، تزامنت مع النتائج الناجحة للعملية العسكرية في سيناء التي أطلقتها القوات المسلحة المصرية بالتعاون مع قوات الأمن، والتي نجحت في وضع العناصر الإرهابية بسيناء والمحافظات بين شقي الرحى.
كان زعيم تنظيم “القاعدة” الإرهابي أيمن الظواهري، وجه رسالة للتنظيمات الإرهابية في مصر جاءت بعنوان “تصحيح الأخطاء التي وقعت فيها التيارات والجماعات الإسلامية عقب ثورة 25 يناير 2011″، وهو ما يعد اعترف واضح من القاعدة بعدم رضاها عمّا أداه الإخوان بعد ثورة يناير وفترة حكمهم للدولة المصرية,
وحثّ الظواهري عناصر التيارات الإسلامية في مصر على “حمل السلاح ومواجهة الحكومة المصرية”، داعيا إياهم إلى “نسيان الماضي، والتخلص مما حدث خلال السنوات السبع الماضية”.
وأضاف الظواهري في كلمته الصوتية بعنوان “رسائل مختصرة لأمة منتصرة بشرى النصر لأهلنا في مصر”: “ما قام به المصريون في يناير2011 ذهب كله هباء، وضاع نتيجة صعود القيادات الصغيرة التي تربت على ما أسمته بـ”الطرق السلمية فقط”، لافتا إلى أن هذه القيادات “كانت دائما تختلف فيما بينها وتتفق على تجريم من يسعى، أو يدعو للجهاد ومقاومة الأنظمة العربية”، وهو ما فسره خبراء ومحللون بأنه دعوة للعنف.
لفت الظواهري، إلى أن هذه القيادات هي التي خدعت الجماهير، ولم تدرك أن التفاهم مع الأنظمة العربية أضاع الثورة، مشيرا إلى أنهم تخلوا عن المطالبة بالشريعة، واقتصرت مطالبهم على شرعية الرئيس المعزول محمد مرسي وعودته، وتنازل بعضهم عن هذه المطالبة في إشارة منه إلى جماعة “الإخوان المسلمين” التي صنفتها القاهرة في خانة الإرهاب.
ودعا الظواهري للعمل على توحيد المسلمين والمطالبة بتحكيم الشريعة، وحمل السلاح، ومواصلة العمليات الإرهابية باقتحام الأكمنة”، مطالبا بالخروج في المظاهرات، وإحداث الاضطرابات الاجتماعية، وشن الحملات الدعائية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وطالب الظواهري جميع أبناء التيار الإسلامي في مصر ببداية جديدة تقوم على محو الماضي، وحمل السلاح في مواجهة الأنظمة، مستهدفًا عناصر جماعة الإخوان والتيار السلفي.
محللون، أشاروا إلى أن القاعدة والتي انتهى دورها في مصر بفضل قبضة قوات الأمن تحاول إيجاد عناصر جديدة تتبعها في الدولة التي لا تزال عصية على أي تنظيم لا يلتزم باحترام أهلها وتقاليدهم، والتعايش السلمي التي تنعم به.
ولعب الظواهري، على لفظ داعش – الأكثر تشددًا من القاعدة والتي ظهرت على الساحة مع ثورات الربيع العربي وهي داعش، واتجهت قوتها وسطوتها التي تميزت بها بالانحدار في الآونة الأخيرة، بالنجاحات التي حققتها القوات العراقية والسورية والليبية على مناطقهم، والقبضة الحديدية في مصر- لعناصر تنظيم الإخوان، حتى يكون هو قائد لتلك العناصر التي فرق الأمن المصري جمعها.