الخليج الجديد :
وصفت صحيفة الغارديان البريطانية الغوطة الشرقية التي تتعرض لمجازر منذ أيام على يد النظام السوري بـ«سربرينتشا سوريا».
وأدانت الصحيفة ما يحدث في الغوطة الشرقية التي تتعرض منذ الإثنين الماضي لغارات عنيفة من القوات الروسية والنظام السوري أسفرت عن مقتل وإصابة المئات أغلبهم أطفال.
وقالت الصحيفة الأربعاء إنه «مثل الجيب البوسني المسلم عام 1995 تقع الغوطة الشرقية في ضواحي دمشق وحاصرها النظام في المراحل الأولى من الحرب السورية. وفشلت سنوات من حرب الاستنزاف بهزيمة فصائل المعارضة التي تسيطر عليها. وكما هو الحال مع سربرينتشا فقد تم منع وصول المواد الغذائية والطبية عنها. وفي عام 1993 اعتبرت الأمم المتحدة المدينة بأنها منطقة آمنة. وكذا تم اعتبار الغوطة العام الماضي وكجزء من عملية أستانة التي تشرف عليها روسيا اعتبرت الغوطة منطقة خفض توتر».
وتابعت «لكن بدون فائدة، وكما في البوسنة لم يحاول أحد حماية السكان المدنيين عندما قام النظام في ديسمبر/كانون الأول وبعد فشل المفاوضات بتحويل الغوطة إلى ساحة للقصف والغارات الجوية الرهيبة التي يقوم بها الطيران السوري وبدعم من روسيا. وتم تجاهل مناشدات الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة لتقديم المساعدات الإنسانية».
و«كما حدث في سربرينتشا حيث تم ذبح وقتل حوالي 8.000 مسلم، رجل وطفل وعلى مدى أيام قليلة. وتعرض ما بين 25 لـ30 ألفا من النساء والأطفال والرجال العجزة البوسنويين للانتهاك والتشرد».
و«اعتبرت المحكمة الجنائية ليوغوسلافيا السابقة أن هذه العمليات تشكل جرائم إبادة. وفي ذلك الوقت جلس العالم وراقب الجنرال راتكو ملاديتش والجيش الصربي البوسنوي وميليشيات العقارب وقريباً من قوات حفظ السلام الهولندية»، بحسب الصحيفة.
و«كان العالم يعرف ماذا سيقوم به ملاديتش وأن القتل محتوم ولكنه فضل أن ينظر للجهة الأخرى. ويعرف العالم بمعاناة الغوطة الشرقية فقد كانت مسرحاً للحادث سيئ السمعة عام 2013 عندما استخدم النظام غاز السارين ضد سكانه وقتل أكثر من ألف رجل وطفل وإمرأة».
وقال الصحيفة «مرة أخرى ترفض الدول الغربية التي نشرت قواتها في البلد التدخل فيما تبدو الأمم المتحدة عاجزة ولم يعد مجلس الأمن مهما بسبب الفيتو الروسي».
ويقول «زيدون الزعب» من منظمات العناية الطبية: «قد يكون هذا أسوأ الهجمات في تاريخ سوريا وحتى أسوأ من حصار حلب.. فأن تقوم وبشكل منظم بقتل المدنيين هو جريمة حرب وعلى المجتمع الدولي التدخل ووقفها».
و«في الوقت الحالي يبدو الأسد مثل ملاديتش عام 1995 غير مهتم بالمنطقة أو الضغط من الخارج، فالأدلة التي تدين الأسد بجرائم حرب كثيرة ولم يتم حتى الآن توجيه أية إدانة له. واليوم الغوطة الشرقية مثل سربرينتشا عام 1995 جريمة فظيعة وتشكل جريمة إبادة. في نوفمبر/ تشرين الثاني حكم أخيراً على ملاديتش بالإبادة في الجنائية الدولية».
وختمت الصحيفة متسائلة «كم من الأطفال سيقتلون قبل تحقيق العدالة في سوريا؟»
المصدر | الخليج الجديد + وكالات