ناشيونال إنترست: على أمريكا سحب قواتها من الشرق الأوسط

ووصف كاتب المقال، دانييل دافيس، السياسة الأمريكية الحالية في سوريا تحديداً بالـ “فاشلة”، وقال إن الطريقة التي حاربت بها واشنطن تنظيم الدولة “قللت من الأمن الأمريكي ولم تحافظ عليه”.

ويرى الكاتب أنه قد تبدو خطوة ذكية أن تدعم الولايات المتحدة قوات الأمن العراقية في مساعيها لاستعادة الموصل ودعم “قوات سوريا الديمقراطية”، ذات الأغلبية الكردية، لطرد التنظيم من معقله في مدينة الرقة السورية، لكن يبدو أن الخطة لديها فرصة ضئيلة لنجاح طويل الأجل بالنسبة لأمريكا.

ويشير دافيس إلى أنه “كان واضحاً منذ البداية أن داعش لن يكون أبداً كياناً سياسياً قابلاً للحياة يمكنه الحفاظ على الأراضي التي استولى عليها من جيش عراقي ضعيف قاتله في يونيو 2014، ومع غياب أي قدرة إدارية للتنظيم، كان من المتوقع زواله قبل أن ينقشع غبار المعركة”.

اقرأ أيضاً :

التحذيرات الدولية تتصاعد.. 3 أسباب تنذر بعودة “داعش”

سياسة الولايات المتحدة، كما يقول الكاتب، كانت حكيمة في بداية الأمر حين قررت واشنطن احتواء تهديد “داعش” وسيطرتها على الرقعة الجغرافية وإبداء الصبر لأن “الجماعة الإرهابية” ستتعرض للموت البطيء من قبل العديد من القوى الإقليمية التي كان لها الدافع والوسائل اللازمة لتدمير هذا التنظيم.

لكن الأمر تغيّر فيما بعد، حيث ساعد المستشارون الأمريكيون، والقوى الجوية في بعض الحالات، المليشيات المدعومة من إيران على الأرض، مما عزز يد طهران في العراق، ولا يزال تأثيرها قوياً اليوم.

وبعد أقل من شهرين من رئاسته- يضيف المقال- أمر ترامب بإرسال مزيد من القوات إلى سوريا لمساعدة قوات الحماية الكردية في معركتها ضد داعش، وخاصة في الرقة، وهو ما أدى إلى احتجاج تركيا على الفور، كما حذرت روسيا من هذا التدخل.

كل هذه التطورات، برأي دافيس، تتناقض بشكل لا لبس فيه مع المصالح الأمريكية، وكان من الممكن تجنبها جميعاً لو لم يقرر الرئيس السابق باراك أوباما التزام الولايات المتحدة بالعمليات في العراق وسوريا، ولو لم يضاعف ترامب من أعداد القوات الأمريكية في المنطقة.

كما أن المشكلة لم تنته بعد، حيث أثارت الأحداث الأخيرة في الشمال السوري وانطلاق المعركة بين تركيا والقوات الكردية السورية احتمال وقوع اشتباكات عسكرية غير متعمدة بين الولايات المتحدة وتركيا.

ورغم أن واشنطن ساعدت على تحرير الموصل العراقية والرقة السورية، فإن التهديد الإرهابي الذي يفرضه “داعش” على الولايات المتحدة لم يتغير تقريباً، برأي دافيس، حيث تحرك قادة التنظيم ببساطة لمواصلة العمل، وبعبارة أخرى، أنفقت الولايات المتحدة موارد هائلة وضحت بالكثير من أفراد الخدمة في بعثة أسفرت عن خسارة صافية لأمريكا.

واختتم الكاتب بقوله: “بدلاً من محاولة البقاء في العراق وسوريا لإدامة هذا الفشل، حان الوقت لمراعاة مصالح أمريكا أولاً. يجب على واشنطن أن تنهي مهماتها القتالية في الشرق الأوسط، وأن تعيد نشر قواتها في قواعدها الداخلية، وأن تبدأ عملية إعادة بناء قدرة القوات المسلحة الأمريكية على مواجهة معارك محتملة في المستقبل”.

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم بمستقبل العالم الإسلامي و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم على الكلمة وتفاصيل مواردها ومراد الله تعالى منها في كل موضع بكتاب الله في أول عمل فريد لن يتكرر مرة أخرى .

شاهد أيضاً

كيم جونغ أون يدعو إلى الاستعداد لحرب نووية

شفقنا : حول عواقب إضفاء الطابع الرسمي على التحالف بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية …