تبادل الأحضان والقبلات ظاهرة جديدة تخطت الحدود أمام المدارس لتجعل الأماكن المخصصة للدراسة ملاذًا لعرض المشاهد الساخرة، بعيدا عن الحديث عن الأزمات التي تواجه التعليم جاءت الأحضان والقبلات لتكشف عن المستور داخل المؤسسات التعليمية التي فقدت صوابها في أهم المراحل التي تعمل على تربية وإعداد النشء.
وكان آخر هذه الحلقات واقعة احتضان شاب لفتاة أمام بوابة مدرسة السلام الثانوية الصناعية للبنات بمدينة السلام في القاهرة وسط تجمع عدد كبير من المارة والطلاب بالمدرسة وذلك بالتزامن مع احتفالات عيد الحب .
وقد ظهر في المقطع تواجد أصدقاء الفتاة والتفافهم حولها وطالبوا الشاب “عمرو” بتقبيل الفتاة من رأسها ليقابل طلبهم بالإيجاب ويحتضن الفتاة وسط تصفيق كبير من البنات الموجودات أمام مدخل المدرسة ثم يستقلان سيارة معا.
وجاءت واقعة أخرى في مدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية، حيث احتضن شاب وطالبة، وذلك احتفالاً بعيد الحب أمام بوابة المدرسة، وقد تجمهرت مجموعة من الفتيات وسط صرخات هستيرية كثيرة من أمام مدرسة الصنايع الخاصة بالبنات في كفر الزيات بعد مفاجأة شاب يقوم باحتضان، وتقبيل زميلة لهم بعد انتظارها أمام باب المدرسة وقدم لها الهدايا بمناسبة عيد الحب.
وأثارت هذه الواقعة جدلا كبيرا في المحافظة، وتلقت مديرية التربية والتعليم في محافظة الغربية العديد من الشكاوى الأمر الذي دفعها تحقق في الواقعة لضبط المتسببين بها والتحقيق مع الفتاة و اتخاذ الإجراءات القانونية ضدها.
فيما تداول العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لأحد طلاب كلية الحقوق جامعة طنطا، مفاجئا زميلته التي طالب يدها للزواج في حرم الجامعة وسط زملائهما، ثم اختتم المشهد باحتضانها.
واتفق الطالب مع زملائه على مفاجئتها وأحضروا “بالونات”، ورسموا قلبًا على الأرض بالورد، و”بانر” كُتِبَ عليه باللغة الإنجليزية “تتجوزينى” وفور وصولها احتضنها وسط تصفيق من زملائهما.
وقرر رئيس جامعة طنطا، الاثنين، إيقاف مسئول الأمن بكلية الحقوق عن العمل 3 أشهر لسماحه بدخول طلاب من خارج الكلية وإقامة حفل خطوبة.
وأصدر الدكتور عبدالوهاب سالم، القائم بعمل رئيس جامعة طنطا، قرارا بإيقاف أخصائي أمن كلية الحقوق بطنطا، عبد الله جلال، لمدة 3 أشهر لتقصيره في العمل بدخول أغراب للكلية والسماح بإقامة حفل خطبة لإحدى الطالبات على طالب من جامعة المنوفية بالمخالفة للتقاليد الجامعية ودون إبلاغ مدير أمن الكلية ودون أخد موافقة صريحة من عميد الكلية.
فيما علق الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي، إن انتشار العديد من مقاطع الفيديوهات على مواقع التواصل التي تتضمن أحضان الشباب يعبر عن حالة من الانفلات الأخلاقي داخل أروقة المدارس مما أدى إلى انتشار موجه كبيرة من الجدل حول صمت المدرسة أمام هذه الوقائع .
وأضاف “مغيث” في تصريحات خاصة لـ”بوابة الوفد”، إن التقدم التكنولوجي وغياب دور الأسرة وانتشار الدروس الخصوصية أدت إلى انهيار المعايير والأسس التي يقوم عليها المجتمع مما أدى إلى ضياع التربية داخل المدارس لتصبح عبارة عن مسرح لعرض الطلاب مسرحياتهم وما يشعرون به أيا كان نوع التصرف، مشيرا إلى غياب دور الرقابة من قبل وزارة التربية والتعليم والمسئولين عن المدرسة. .وشدد الخبير التربوي، على ضرورة عودة الدور الفعال للمدارس مرة أخرى والتنسيق بين وزارة التربية والتعليم الإدارات التعليمية ووزارة الداخلية وتنظيم الدوريات الراكبة لمنع انتشار مثل هذه الوقائع مرة أخرى التي تشوه النظام التعليمي فى مصر .
الوفد