وقال نصر الله، في خطاب متلفز، إحياءً لذكرى عدد من قادته: “القوة الوحيدة لديكم -أيها اللبنانيون- هي المقاومة”، داعياً الحكومة اللبنانية إلى التفاوض من موقع القوة، في الوقت الذي تقود فيه الولايات المتحدة وساطة بين لبنان وإسرائيل.
وأضاف نصر الله: “إذا اتخذ مجلس الدفاع اللبناني قراراً بأن منشآت النفط داخل فلسطين يجب ألا تعمل، فأنا أعدكم بأنها، خلال ساعات قليلة، ستتوقف عن العمل”.
وتابع: “نحن أقوياء، ويجب أن نتفاوض كأقوياء”، مضيفاً: “إسرائيل التي تهدِّدكم، أنتم تستطيعون أن تهددوها. إذا جاء الأميركيون وقالوا لكم: يجب أن تتجاوبوا معي لأردَّ إسرائيل عنكم، قولوا للأميركيين: يجب أن تتجاوبوا لمطالبنا لنردَّ حزب الله عن إسرائيل”.
وأضاف نصر الله: “يستطيع أي لبناني أن يقف ويقول: تمنعونا نمنعكم، وتقصفونا نقصفكم، وتضربونا نضربكم.. هذا ليس تهديداً في الهواء”.
واعتبر نصرالله أن “أميركا ليست وسيطاً نزيهاً”، مضيفاً: “جاءوا للإبلاغ وللإملاء وللتهديد.. جاء يبلّغ برسائل تهديد”.
الوساطة الأميركية
وتقوم الولايات المتحدة حالياً بالوساطة بين لبنان وإسرائيل في ملفي الحدود البحرية والبرية، عبر مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد ساترفيلد، الذي يزور لبنان منذ 10 أيام.
وكان وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، قال الخميس 15 فبراير/شباط 2018، خلال زيارة قصيرة إلى بيروت: “نحن على تواصل مع الحكومة اللبنانية وإسرائيل؛ لكي تبقى الحدود هادئة”.
ووقّع لبنان، في التاسع من فبراير/شباط 2018، عقداً مع ائتلاف شركات دولية؛ هي: “توتال” الفرنسية، و”إيني” الإيطالية، و”نوفاتيك” الروسية؛ للتنقيب عن النفط والغاز في الرقعتين 4 و9 بمياهه الإقليمية.
الرقعة 9
وسيجري التنقيب في الرقعة 9 بمحاذاة جزء صغير متنازع عليه بين لبنان وإسرائيل، ولن تشمله أعمال التنقيب. ويُشكل هذا الجزء 8% من الرقعة 9، وفق شركة “توتال”.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، صرح في وقت سابق، بأن الرقعة 9 “ملك” لإسرائيل، وهو أمر رفضه المسؤولون اللبنانيون، مشددين على أحقية بلادهم في الرقعة بالكامل.
وشدد نصر الله بدوره، على أن “هذه الثروة للبنان، أمل للبنان.. استحقاق يمكن أن يضع الاقتصاد اللبناني ومعيشة اللبنانيين وحياة اللبنانيين على طريق واعد ومختلف”، داعياً اللبنانيين إلى الحفاظ على وحدتهم في هذا الملف.
معركة النفط والغاز
واعتبر أن “المنطقة كلها أصبحت أو دخلت علناً في قلب معركة النفط والغاز، وموضوعنا ليس موضوعاً منفصلاً”، مشيراً إلى سوريا والعراق ودول نفطية أخرى.
ورأى نصر الله أن بقاء الأميركيين في شرق سوريا حتى بعد هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية”، سببه آبار النفط والغاز.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت، في وقت سابق، نيتها البقاء في سوريا؛ لضمان عدم عودة التنظيم المتطرف ومواجهة النفوذ الإيراني.
وقال نصر الله: “باقون (الأميركيون) بقاعدة التنف وفي شرق الفرات، لماذا؟ لأن أهم آبار النفط والغاز بسوريا موجودة في شرق الفرات”، حيث توجد قوات سوريا الديمقراطية، وهي فصائل كردية وعربية مدعومة من واشنطن.
واعتبر نصر الله أن “إدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب ترى العراق الآن بعيون نفطية”.