مدريد – القدس العربي:
يعتبر سقوط طائرة مقاتلة متطورة من نوع F16 الأمريكية منعطفا في المجال العسكري عالميا يمس العديد من الدول بل والتوازنات الإقليمية. ويمتد هذا الى المغرب الذي يعتمد على هذا النوع من الطائرات. وبدون شك، هذا الحادث دفع القوات الجوية المغربية الى إيلاء الموضوع اهتماما فائقا بحكم توافر الجزائر على مضادات طيران متطورة مثل S400. كما اهتمت الجزائر بسقوط طائرات روسية في سوريا لأنه يمسها بحكم أسطولها الحربي من هذه المقاتلات.
وتذهب التحاليل الدولية نحو وضع عسكري جديد في الشرق الأوسط بمجرد سقوط طائرة ف 16 إسرائيلية يوم الأحد الماضي على يد مضادات طيران سورية، السلاح الحربي الذي شكل خلال عقدين سلاحا فاصلا في النزاعات العسكرية التي خاضتها إسرائيل وفرضت هيمنتها.
في هذا الصدد، وعلاقة بالمقاتلات الروسية، ركزت القوات الجوية الجزائرية وبنوع من القلق على سقوط الطائرتين الروسيتين في الحرب السورية، الأولى منذ سنتين على يد سلاح الجو التركي عندما أسقط خلال تشرين الأول / نوفمبر 2015 المقاتلة الروسية سوخوي 24 ، ثم إسقاط مقاتلين معارضين لنظام بشار الأسد طائرة سوخوي 25 الأسبوع الماضي.
وجرى إسقاط طائرتي السوخوي بسلاح غربي، وبـــالضبط أمريـــكي، والمــــثير أن هذا السلاح أسقط النسخة المتقدمة من السوخوي لسلاح الجو الروسي وليس النسخ الثانية والثالثة التي تسلمها موسكو الى زبائنها ومنهم الجزائر، وعادة تكون هذه النسخ أقل فعالية من النسخة الأولى على مستوى التصويب والرصد والسرعة. والسؤال الذي تردده القوات الجوية: ما هو نوع السلاح الذي أسقط المقالات الروسية وهل يمتلكه المغرب؟
وفي الجانب الآخر، يتابع المغرب، وبدون شك بقلق، ما تعرضت له ف 16 الأمريكية الموجودة في سلاح الجو الإسرائيلي. وفي المجال العسكري، تتوصل إسرائيل بالنسخة الأولى من ف 16، أي النسخة الأكثر تقدمـــا بل وتعمل على تطويرها بشكل كــــبير على مستوى الدفاع والتشويش الإلكتروني وخزان الوقود، بينما النسخ المغربية تعتـــبر من الثانية أو الثالثة. والقلق المغربي يتجلى في: نجح الحوثيون بمضادات طيران غير متطورة ولكنها روسية في إسقاط طائرات ف 16 مغربية منذ ثلاث سنوات. والآن تنجح مضادات طيران روسية أو روسية معدلة إيرانيا في إسقاط النسخة الأكثر تطورا في العالم من ف 16. وعليه التساؤل التالي: هل باستطاعة الجزائر إسقاط طائرات ف 16 المغربية؟ وتمتلك الـــجزائر صواريخ مضادة للطيران متطورة من نوع إس 300 وإس 400 خاصة الأخيرة التي توصلت بها منذ سنتين تقريبا ونشرت وحدة منها على الحدود مع المغرب. ومازال المغرب يبحث بشكل جاد عن اقتناء منظومة دفاع جوي متطورة قادرة على مواجهة سلاخ الجو الجزائري.
وينــــطلق هذا القلق، من فكرة الصراع القائم بينهما في مجال التسلح وكذلك وجود نزاع الصحراء الغربية القابل للانفجار في أي وقت وقد يجر المنطقة الى مواجهة عسكرية حقيقية. واعتاد البلدان توقيع اتفاقيات أسلحة مضادة، أي تتسلح الجزائر للتفوق أو تعديل الكفة العسكرية أحيانا، ويحدث الأمر نفسه مع المـغرب.