ليست القيادة السياسية والعسكرية والشعب السوريون مرتاحون فقط لخطوة التصدي للعدوانات الصهيونية المتكررة على قوى المقاومة في سوريا من النواحي المعنوية والمادية والسياسية والامنية والعسكرية وانتهاك السيادة السورية فحسب، بل يتعدى الامر الى ابعد من الارتياح والترحيب لدى القوى الفاعلة في محور المقاومة والممانعة والتي تخوض صراع وجود في سوريا والمنطقة. ويأتي في مقدمة هؤلاء حزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية التي دخلت هي ايضاً مرحلة جديدة من العمل المشترك مع المقاومة في لبنان وسوريا وفلسطين فالجبهة المفتوحة والشاملة مع العدو لا تعرف حدوداً ولا جغرافيا بعد 10 شباط 2018 فما بعد اسقاط الطائرة الصهيونية فوق «الجليل» ليس كما بعده على حد وصف اوساط سياسية قريبة من حزب الله.
وتؤكد الاوساط ان ما جرى السبت ليس حدثاً يمكن القفز فوقه ببساطة او النظر اليه من الزواية المادية فقط فناهيك ان الطائرة الصهيونية التي سقطت هي الاولى التي تسقط بعد حرب الطائرات السورية -الاسرائيلية في العام 1982 ابان «القبضة الحديدية» وهي الطائرة الحربية الاولى التي تسقط ايضاً بنيران سوريا فوق الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ 26 عاماً، ما يعني ان معادلة التفوق الجوي الصهيوني في المنطقة سقطت الى غير رجعة وان «حرية الحركة الجوية» فوق سوريا والمنطقة اكانت لاميركا واسرائيل وحتى تركيا باتت محكومة بمعادلات الميزان السوري.
وتشير الاوساط ان تقدم محور المقاومة والممانعة في سوريا وتعزيز قدرة المقاومة وايران الصاروخية والحضور الفاعل في الميدان السوري وتزايد الانتصارات والاراضي المحررة من التكفيريين واذناب اميركا واسرائيل، دفع باميركا الى دخولها الميدان السوري مباشرة او عبر تركيا لتحاول القول ان الولايات المتحدة شريكة في الحل السوري كما تحاول اسرائيل ان تفعل عبر اعتداءاتها الجوية والصاروخية المتكررة ولمحاولة قلب ميزان القوى لمصلحة القوى التكفيرية وبعض الفصائل المدعومة من الغرب واميركا واسرائيل. وتلفت الاوساط الى ان اسقاط الطائرة الروسية في ادلب منذ ايام بصاروخ اميركي بايدي تنظيم القاعدة رسالة اميركية لروسيا ان اميركا شريكة وحاضرة في التسوية السورية. فاتت الضربة السورية بصواريخ روسية لتؤكد ايضاً ان روسيا شريكة في الحل السوري وانها قادرة على ضرب اسرائيل في سوريا والضغط على اميركا عبر حليفتها اسرائيل. في المقابل الجانب السوري وفق الاوساط بات ملزماً بالرد في ظل استعادة سيطرته على 80 في المئة من سوريا وبعد انفلات العقال الصهيوني والذي يصر على انتهاك التوازن في سوريا ويحاول رسم معادلات جديدة وردع المقاومة عن الرد عبر الجولان  او الجنوب.
فبعد الجدار جنوباً ومحاولة تكريس واقع احتلالي جديد في الجنوب والسطو على البلوك 9 والاستعانة بدايفيد ساترفيلد لايصال تهديدات اميركية للبنان وحزب الله بعدم المغامرة ودخول الدول النفطية، افشل التضامن الرئاسي والرسمي اللبناني مضمون التهديدات الاميركية- الاسرائيلية وعزز الحضور اللبناني النفطي عبر إطلاق التنقيب رسمياً كما عزز حضور المقاومة وموقفها الردعي الميداني مشفوعاً بالتضامن السياسي والتماسك اللبناني. وما يزيد مناعة الردع جنوباً هو اسقاط فعالية سلاح الجو الصهيوني فوق لبنان وسوريا فالقدرات الصاروخية السورية مماثلة لقدرات المقاومة وكرست زمن استعمال هذه القدرات لاعادة رسم المعادلات من جديد فاي عدوان سيواجه واي تحرك سيواجه واية حماقات ستواجه مهما كانت الاسباب والنتائج.
ورغم الحزم والحسم في صفوف محور المقاومة والممانعة، تؤكد الاوساط ان الرسائل الاميركية والاسرائيلية التي وصلت عبر الروس الى السوريين والايرانيين وحزب الله تؤكد ان الاميركيين والاسرائيليين لا يريدون التصعيد ولا يريدون الذهاب بعيداً بعد «حادثتي» الطائرتين الروسية والاسرائيلية كما ان ليس من مصلحة الروسي الذهاب بعيداً في الميدان السوري على ابواب انتخاباته. ولهذه الاسباب تشير الاوساط الى ان الامور لا تزال خاضعة لحسابات دقيقة وان الاحتمالات السيئة ليست مستبعدة واحتمالات التصعيد الكبير تبقى واردة لكنها تكاد تجزم ان كلما تلقى الاسرائيلي ضربات موجوعة كلما خفت القرارات الاميركية والصهيونية التي تريد الحرب الكبيرة فحساب الخسارة يبقى اكبر من حسابات الربح في ظل تماسك جبهة المقاومة والممانعة في ال