وأعلن المتحدث الرسمي العسكري العقيد تامر الرفاعي، انطلاق “العملية الشاملة سيناء 2018″، للقضاء على الإرهاب بمختلف الاتجاهات الاستراتيجية، وبالأخص في سيناء.
ووجهت القوات الجوية ضربات متلاحقة للعناصر الإرهابية وأوكارها ومناطق تخزين الأسلحة على مدار يومين، بما أفقد تلك المجموعات المسلحة القدرة على مواجهة هذه الضربات المتلاحقة.
أرتال عسكرية تقدمت على الأرض لفرض السيطرة الكامل، وعدم إتاحة مجال للعناصر الإرهابية للاختباء أو الهروب من القصف الجوي، مع تعزيز التواجد العسكري والأمني في الكمائن الثابتة والمتحركة.
التحركات العسكرية كانت متوازية جوا وبرا وبحرا، من أجل تضييق الخناق لأقصى درجة على العناصر الإرهابية، وتحديدا في شمال ووسط سيناء، مع تكثيف الضربات الجوية على جبل الحلال، الذي تستخدمه تلك العناصر في الاختباء.
كثافة الضربات الجوية والتحركات على الأرض، كان لها انعكاس واضح على العناصر الإرهابية وتحديدا “مبايعو داعش” بسيناء، وهذا ما ظهر جليا من خلال تتبع الحسابات الإرهابية عبر تطبيق “تليجرام”.
وحفلت حسابات وقنوات الإرهابيين عبر “تليجرام”، بمحاولة إرسال رسائل لأنصار تنظيم “داعش” الإرهابي سواء في مصر أوخارجها، بأن الأوضاع مطمئنة لحد كبير، كنوع من رفع الروح المعنوية لدى الإرهابيين، وعدم إظهار الخسائر التي تعرض لها “مبايعو داعش” –على غير الواقع-.
ولكن هذه الرسائل التي عكفت تلك الحسابات تصديرها لأنصار “داعش” سرعان معا اختفت، فتغيرت هذه النبرة تماما مع نهاية اليوم الأول للعمليات العسكرية، وباتت عبارة عن طلبات لمؤيدي “داعش” بالدعاء لعناصره في سيناء.
كثافة الضربات والتوسع في التحركات العسكرية ميدانيا، جعلت تلك الحسابات الإرهابية غير قادرة على متابعة الضربات وتحديد أماكنها، بعد تزايد وتيرتها.
ولكن اللافت بشدة، هو مواصلة تلك الحسابات النشر عبر تطبيق “تليجرام” وبث أخبار عن عدم تعرض عناصر “داعش” لأضرار -على غير الحقيقة-، بل والتصدي لتحركات الجيش المصري، على الرغم من قطع الاتصالات خلال العمليات العسكرية لمنع أي تواصل بين العناصر الإرهابية بعضها البعض، بحيث تحقق الحملة العسكرية أكبر فعالية في استهداف تمركزات الإرهابيين.
واعترفت الحسابات الإرهابية، اليوم السبت –أي في اليوم الثاني لـ “سيناء 2018”-، بسقوط قتلى وجرحى في صفوف الإرهابيين بفعل العملية العسكرية الشاملة، وهذا ربما يكون لصعوبة التواصل بين العناصر الإرهابية طوال اليوم الأول في ظل مواصلة الضربات الجوية.
وظهرت تأثيرات الحملة العسكرية بشدة على عناصر “داعش” من خلال رصد بعض أعداد الآليات العسكرية والدبابات، والتي كانت في الحملة الواحدة ما لا يقل عن 15 آلية عسكرية متنوعة، وفي الأرجح أنها ليست دقيقة، نظرا لصعوبة الاقتراب من الحملة الأمنية خلال تحركها، ولكنها في النهاية تعطي مؤشرا على سد كل الطرق أمام الإرهابيين.
وهذا يقود إلى أن تلك الحسابات يديرها أشخاص غير متواجدين في سيناء من الأساس، ولكن يتواجدون على مقربة من منطقة العمليات ربما في قطاع غزة، خاصة في ظل العلاقات بين “مبايعي داعش” في سيناء وغزة.
نقلا عن الدستور