تل أبيب: إسقاط المقاتلة هو يوم تحوّل إستراتيجيّ في قواعد الاشتباك بالشمال والثقة بالنفس التي أبدتها إيران وسوريّة تُبشّر بالسوء وإغلاق مطار اللد

 الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

  أوجز مُحلّل الشؤون العسكريّة في شركة الأخبار الإسرائيليّة (القناتان 12 و13)، روني دانئيل، أوجز ما حدث اليوم السبت، على الجبهة السوريّة الإسرائيليّة، قائلاً إنّه يوم تحوّل إستراتيجيّ في قواعد الاشتباك على الجبهة الشماليّة، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ هذا اليوم ما زال بعيدًا عن الانتهاء، على حدّ تعبيره.

 دانئيل، المعروف بصلاته الوطيدة جدًا مع المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب، تابع قائلاً إنّ إسرائيل مصممة على منع إيران من التموضع والتمركز في سوريّة لفتح جبهةٍ جديدةٍ ضدّ إسرائيل من الجزء المُحرّر في هضبة الجولان العربيّة السوريّة.

 وشدّدّ المُحلّل، نقلاً عن مصادر عسكريّة وأمنيّة وصفها بأنّها رفيعة المُستوى، شدّدّ على أنّ السلطات ذات الصلة قررت إغلاق مطار اللد الدوليّ (مطار بن غوريون)، لعدّة ساعات، بسبب نشاط الطائرات الإسرائيليّة الحربيّة، مُشيرًا إلى أنّ السلطات قررت فيما بعد إعادة العمل في المطار بشكلٍ طبيعيٍّ ولكن بصورةٍ تدريجيّةٍ، على حدّ تعبيره، مُوضحًا في الوقت عينه أنّ الوضع ما زال متوتّرًا في المطار أيضًا، وتمّ منع العديد من الطائرات من الوصول إلى المطار بسبب نشاط المقاتلات الإسرائيليّة، على حدّ تعبيره.

 وكان لافتًا للغاية، أنّ إسرائيل سارعت إلى الاعتراف بإسقاط الدفاعات الجويّة السوريّة مُقاتلة حربيّة من سلاح الجوّ الإسرائيليّ، في تطوّرٍ جديدٍ، مع التشديد على أنّ الطيارين الاثنين، تمكنّا من ترك الطائرة التي سقطت في العمق الإسرائيليّ، حيث أفاد الناطق الرسميّ بلسان مستشفى “رمبام” في حيفا، إليه تمّ نقلهما، أنّ حالة أحدهما صعبة للغاية، وأنّه خضع لعدّة ساعات لعملياتٍ جراحيّةٍ، لم يُكشف النقاب عنها، بفعل الرقابة العسكريّة، فيما أكّد الناطق بأنّ حالة الطيّار الثاني مطمئنة وأنّه أُصيب بجراح خفيفةٍ وطفيفةٍ، على حدّ قوله.

 ومع إسقاط الطائرة تمّ إطلاق صفارّات الإنذار في شمال الدولة العبريّة، الأمر الذي أدخل سكّان هذه المنطقة، المتاخمة للحدود مع كلٍّ من لبنان وسوريّة إلى حالة من الهلع والذعر، تُذكّر بما حدث في حرب لبنان الثانيّة.

 وعلى الصعيد السياسيّ الإسرائيليّ الداخليّ، أفادت تقارير إعلاميّة عبريّة، نقلاً عن مصادر سياسيّة وأمنيّة وُصفت بأنّها مطلعة جدًا، أفادت أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، عقد سلسلة من الاجتماعات في مقّر وزارة الأمن في مُجمّع “الكرياه” في تل أبيب، ولفتت التقارير إلى وجود تباين في الآراء بين نتنياهو وبين قادة المؤسسة الأمنيّة-العسكريّة، ونقل التلفزيون العبريّ عن مصادر رفيعة قولها إنّ كبار الجنرالات في الجيش الإسرائيليّ عبّروا عن امتعاضهم الشديد من قيام نتنياهو بالتفرّد في اتخاذ القرارات، ومنحه الضوء الأخضر بمُواصلة الهجوم على مواقع تابعة، بحسب المصادر في تل أبيب، للحرس الثوريّ الإيرانيّ، على بعد عشرين كيلومترًا من العاصمة السوريّة، دمشق، مُعبّرةً في الوقت ذاته عن أملها في أنْ تكون الرسالة الإسرائيليّة قد وصلت إلى صنّاع القرار في الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران.

 وأشارت أيضًا إلى أنّه من الغريب أنّ طهران، لم تُصدر حتى اللحظة أيّ بيانٍ حول ما حصل على الحدود الشماليّة، حيث تزعم إسرائيل أنّ طائرةً إيرانيّة بدون طيّار، اقتحمت الأجواء الإسرائيليّة، الأمر الذي دفع سلاح الجوّ الإسرائيليّ إلى إسقاطها، والردّ بضرب أهدافٍ في سوريّة، وقيام المضادّات الأرضيّة السوريّة بإسقاط المقاتلة الإسرائيليّة من طراز إف16.

 وفي تطوّرٍ لاحقٍ، يُبت على ما يبدو، تراجع إسرائيل عن شنّ عدوانٍ جديدٍ أو إشعال حرب الشمال الأولى، أفادت قنوات التلفزيون العبريّ، التي بدأت بالبثّ الحيّ والمُباشر بموجةٍ مفتوحةٍ منذ ساعات الصباح الأولى، أفادت بأنّ المجلس الوزاريّ الأمنيّ-السياسيّ المُصغّر، سيعقد يوم غدٍ في ساعات الظهر جلسةً خاصّةً لبحث التصعيد على الجبهة الشماليّة.

 في السياق عينه، قال مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، عاموس هارئيل، نقلاً عن المصادر الأمنيّة في تل أبيب، قال إنّ إيران انتهكت السيادة الإسرائيليّة عندما قامت بإدخال طائرةٍ بدون طيّارٍ إلى العمق، وفي ردّ فعلٍ للمرّة الأولى، قامت إسرائيل بمُهاجمة قواعد إيرانيّة تتواجد على الأراضي السوريّة.

 ولفت المُحلّل نقلاً عن المصادر عينها، لفت إلى أنّ الثقة بالنفس التي أبدتها سوريّة وإيران تُبشّر بالسوء، على حدّ تعبير المصادر.

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم بمستقبل العالم الإسلامي و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم على الكلمة وتفاصيل مواردها ومراد الله تعالى منها في كل موضع بكتاب الله في أول عمل فريد لن يتكرر مرة أخرى .

شاهد أيضاً

كيم جونغ أون يدعو إلى الاستعداد لحرب نووية

شفقنا : حول عواقب إضفاء الطابع الرسمي على التحالف بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية …