وأوضح الكاتب في مقال له بصحيفة “الواشنطن بوست”، إن بن سلمان عندما اعتقل العديد من رجال الإعلام السعوديين في فندق “الريتز-كارلتون” بالرياض، إلى جانب أكثر من 300 من أفراد العائلة المالكة وكبار المسؤولين ورجال الأعمال الأثرياء المتهمين بالفساد، افترض كثير من الناس أن رجل المملكة القوي، ولي العهد، يهدف إلى السيطرة على وسائل الإعلام.
وتابع قائلاً: “إن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة؛ ذلك أن ولي العهد السعودي يُحكم سيطرته على الإعلام بالفعل قبل انطلاق حملة الاعتقالات تلك”.
وقد اعتُقل وليد الإبراهيم، رئيس مركز هيئة تلفزيون الشرق الأوسط (MBC)، وهو أكثر الشبكات تأثيراً في العالم العربي، مع آخرين، في نوفمبر الماضي، وأُطلق سراحه مؤخراً بعد إبرام صفقة، لم يكشف عنها، مع الحكومة.
كما أفادت وسائل الإعلام السعودية بأنه في حين لا يزال مديراً للشركة، فإن صندوق الاستثمار الحكومي يسيطر الآن على “إم بي سي”، كما حمّل العديد من المعتقلين الآخرين في حملة ما يسمى مكافحة الفساد، خصائص إعلامية هامة، ومنهم الوليد بن طلال، الذي يعود الآن إلى مكتبه في شركة “المملكة القابضة”، وهو مالك شبكة “روتانا” الترفيهية.
وأوضح الكاتب أنه على مدى الأشهر الـ18 الماضية، أجرى فريق الاتصالات الخاص بمحمد بن سلمان أعمالاً تعسفية، بتخويف أي شخص يختلف معهم، ولدى سعود القحطاني، المستشار الإعلامي لولي العهد، “قائمة سوداء بأسماء” الإعلاميين غير المرضيِّ عنهم، ويدعو السعوديين إلى إضافة أسماء إليها.
وتابع خاشقجي: “يبدو أن الكُتاب مثلي، الذين يعرضون انتقاداتهم باحترام، يُعتبرون أكثر خطورة من المعارَضة السعودية الأكثر حزماً ومقرها لندن، كما أن الحكومة اعتقلت العشرات من المثقفين ورجال الدين وشخصيات التواصل الاجتماعي خلال العام الماضي، رغم أن معظمهم يؤيدون بالفعل إصلاحات محمد بن سلمان، في حين يكافَأ الصحفيون المتوافقون مع نهج الحكومة بالمال وتتاح لهم فرص الوصول إلى كبار المسؤولين”.
ويشير خاشقجي إلى أن لدى بن سلمان السيطرة الكاملة على البث والمحتوى الرقمي الذي يتم إنتاجه في المملكة، كما أن فريقه لا يزال من الممكن أن يتحكم في الوصول إلى “جوجل”، و”الفيسبوك”، و”تويتر” وغيرها من المواقع، كما أنهم يقومون بحملات مدبرة على مواقع التواصل الاجتماعي لدعم رؤيته عام 2030.
واختتم الكاتب مقاله بالقول: “إذا كان الدافع إلى حملة مكافحة الفساد هو أن تعود بالنفع على خزائن الحكومة السعودية، فإن الحملة قد آتت أكلها. والآن، مع مغادرة (ضيوف) الحكومة، واستعداد فندق الريتز-كارلتون للاحتفال بعيد الحب -وهي المرة الأولى التي يُحتفل فيها بهذا العيد علناً في المملكة العربية السعودية!- يجب أن يجد بن سلمان وسيلة لإحياء قيمة هذه الأصول الهامة والاقتصاد العام، وعليه أن يشجع النقاش العام والمناقشة، من خلال تخفيف قبضته على وسائل الإعلام في البلاد، فضلاً عن الإفراج عن معتقلي الرأي؛ كي يثبت أنه مصلح حقيقي”.
الخليج اونلاين