“سكت فغر أعدائي السكوت وظنوني لأهلي قد نسيت” سنوات من البيانات والعمليات النوعية ضد الإرهاب، الذي ضرب الدول العربية برعاية غربية أحيانا وعربية أحيانا، لكن فرسان العروبة لا يلتفتون إلى صغائر الأمور وصغار البشر حتى وإن كانوا حكاما لدويلات صغيرة، في أقل من 3 أيام، بدأت جيوش كل من مصر وسوريا وليبيا، عمليات شاملة للقضاء على معاقل الإرهاب الأسود، وتطهير الأرض العربية من دنسه، وقطع رقاب من سولت لهم أنفسهم العبث بالأمن العربي، ظانين أن هذه الجيوش ضعيفة أو منهكة من صراعات إقليملة أخرى، ولا يدركون إلى أي مدى قد يفتك بهم الشرف العسكري العربي، وتذيقهم العسكرية العربية جحيما لا قبل لهم به.
مصر درة تاج العروبة
في حديث له، وعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باجتثاث شأفة الإرهاب في ثلاثة أشهر من سيناء الحبيبة، بعد أن عاث فيها فسادا على مدى أعوام طوال، مرت كالدهر على المصريين، الذين تحلى جنودهم بالصبر والشجاعة في انتظار “اللحظة الحاسمة”.
وجاءت اللحظة في صبيحة يوم الجمعة التاسع من فبراير 2018، بإعلان المتحدث العسكرى العقيد تامر الرفاعى عن تنفيذ القوات المسلحة “عملية شاملة” بمختلف الإتجاهات الإستراتيجية، للقضاء على العناصر الإرهابية، تنفيذا لتكليف رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة عبدالفتاح السيسى إلى القيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الداخلية.
وقال المتحدث العسكري، فى البيان رقم واحد للعملية الشاملة للقضاء على الإرهاب 2018: شعب مصر العظيمفي إطار التكليف الصادر من السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلي للقوات المسلحة للقيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الداخلية للمجابهة الشاملة للارهاب والعمليات الإجرامية الأخرى بالتعاون الوثيق مع كافة مؤسسات الدولة. بدأت صباح اليوم قوات إنفاذ القانون تنفيذ خطة المجابهة الشاملة للعناصر والتنظيمات الإرهابية والإجرامية بشمال ووسط سيناء ومناطق أخرى بدلتا مصر والظهير الصحراوي غرب وادي النيل إلى جانب تنفيذ مهام ومناورات تدريبية وعملياتية أخرى على كافة الاتجاهات الاستراتيجية بهدف إحكام السيطرة على المنافذ الخارجية للدولة المصرية وضمان تحقيق الأهداف المخططة لتطهير المناطق التي يتواجد بها بؤر إرهابية وتحصين المجتمع المصري من شرور الإرهارب والتطرف بالتوازي مع مجابهة الجرائم الأخرى ذات التأثير على الأمن والاستقرار الداخلي.
ولذا تهيب القيادة العامة للقوات المسلحة أبناء شعب مصر العظيم في كافة أنحاء الجمهورية بالتعاون الوثيق مع قوات إنفاذ القانون لمجابهة الارهاب وإقتلاع جذوره والإبلاغ الفوري عن أي عناصر تهدد أمن واستقرار الوطن حفظ الله مصر وشعبها. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
سوريا على الدرب
وبالتزامن مع عمليات الجيش المصري، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة السورية إنجاز الجيش والقوات المتحالفة معه العمليات القتالية في أرياف حماة وحلب وإدلب وأنهت بذلك وجود تنظيم “داعش” في محافظتي حماة وحلب.
وبحسب البيان الصادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة السورية، مساء اليوم الجمعة، حررت القوات الحكومية عددا كبيرا من البلدات والقرى والمزارع في أرياف حماة وحلب وإدلب، بما في ذلك مطار أبو الضهور.
وأضافت القيادة العامة أن “وحدات الجيش العربي السوري قضت خلال عملياتها في أرياف حماة وحلب وإدلب على أعداد كبيرة من الإرهابيين، معظمهم من جنسيات أجنبية ودمرت مقرات التنظيمات الإرهابية وتحصيناتها وأسلحتها الثقيلة”، مشيرة إلى أن “وحدات الهندسة تتابع عملية إزالة الألغام والمفخخات التي زرعها الإرهابيون في المنطقة”.
وبينت القيادة العامة أن الأهمية الاستراتيجية لهذا الإنجاز تكمن في كونه “ينهي وجود تنظيم داعش الإرهابي في محافظتي حماة وحلب ويقضي على معظم إرهابيي جبهة النصرة في ريف حلب الجنوبي”.
وأكدت أن إنهاء العمليات في مثلث الأرياف الثلاثة “يؤمن عددا من طرق المواصلات والإمداد بين محافظتي حماة وحلب ويربط المحافظات المذكورة بالبادية السورية وصولا إلى الحدود العراقية”.
“عمر المختار” تنقض على الإرهاب
ومن جانبه، أطلق الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، عملية عسكرية واسعة لتحرير مدينة “درنة” من مقاتلي تنظيم القاعدة، الذين يسيطرون على المدينة منذ سنوات، وأطلق على العملية العسكرية اسم “عمليات عمر المختار”.
وقالت غرفة عمليات عمر المختار ان القوات المسلحة الليبية قصفت عناصر تنظيم القاعدة بالمدفعية الثقيلة في المدخل الغربي لمدينة درنة.وقال المنسق الإعلامي لغرفة عمليات عمر المختار عبد الكريم صبره، في تصريح صحفي ان اصوات القذائف يسمع دويها في اركان المدينة، مشيرا الى ان الضربات قوية ودقيقة.
وفي سياق متصل قالت تقارير ليبية إن الجيش الليبي يطوّق درنة من جهات عدة استعدادا لإطلاق عملية تحرير المدينة، بعد أن طالبت مجموعة عمليات “عمر المختار” التابعة للقيادة العامة للجيش، أهالي المدينة وضواحيها بالابتعاد عن مواقع الجماعات الإرهابية التي تسيطر على المدينة التابعة لمجلس شورى مجاهدي درنة، حتى لا يكونوا عرضة للهجمات.
ومن جانبها اكدت تقارير مصرية أن قوات الجيش المصري استنفرت عند الحدود الغربية لمنع تسلل الإرهابيين، بالتزامن مع إطلاق الجيش الليبي عملية عسكرية في مدينة درنة، معقلِ الجماعات المتطرفة الواقعة شرقي البلاد. وتحدثت مصادر عسكرية عن تنسيق مكثف بين الجانبين المصري والليبي خلال الأيام الماضية، بمساعدة قبائل حدود البلدين، قبل انطلاق عملية درنة.
الوطن