إنه والله من الرزايا أن نضطر لتوضيح الواضح أو شرح البديهي
وإنه والله لمن المضحك المبكي أن يأتينا بعض الجهلة وفي عقر دارنا ليزعم أنه أعلم منا بتاريخ بلدنا بل ويقسم على ذلك أيمانا مغلظة ويزعم أنا لا نعرف تاريخ بلدنا وأن السودان لم يدخله الإسلام عن طريق الصوفية وأن غالب أهل السودان ليسوا صوفية وأنه مبعوث العناية الوهابية ليزيح عنا نحن أبناء السودان الجهل بتاريخنا بعد أن يزيح ( الشرك ) عن عقائدنا حسبما يتوهم ويتخيل بخياله المريض
هو غرور وهابي عجيب يخيل إليهم انهم يعرفون كل شيء أفضل من اصحابه أنفسهم .. أمر عجيب !!
بل المؤسف جدا ان تجد بعض الجهلة من أبناء البلد يتنكرون لتاريخهم ويكذبون ويستبيحون الكذب على أجدادنا العظام والتنكر لهم فقط لينصروا أولياء نعمتهم وكهنة عقيدتهم هؤلاء .. ولمزيد من المعلومات مراجعة الرابط أدناه :
http://www.alnilin.net/vb/showthread.php?s=&threadid=11916&pagenumber=3
لذا أجد نقسي مضطرا ان أسرد ما يعلمه الجميع وأوضح الواضح حتى لا ياتي بعض من لم ينشأ في السودان من أبناءنا ويقرأ كلامهم ويغتر به
وسأجعل العرض في شكل أسئلة وأجوبة مختصرة جدا قدر الإمكان وأزينه ببعض الصور التاريخية التي توثق لهذا التاريخ
والله من وراء القصد
_____________________________________
س: هل غالب أهل السودان صوفية ؟؟
ج : نعم ولم يعرف السودانيون دينا سوى التصوف والصوفية هم الذين نشروا الإسلام في ربوع السودان المختلفة واختلطوا بأهل البلاد الأصليين من نوبة وزنج فأدخلوا الدماء واللغة العربية فيهم .
ولكن طبعا الوهابية قوم بهت وكذب ومراء وينكرون حتى أوضح البديهيات وحقائق التاريخ كما فعلوا في الرابط أعلاه .
ونسأل الوهابية الجهلة معنا هنا من يرضون شاهدا عليهم وعلى جهلهم المريع !!!؟؟
لن نأتيكم بكلام صوفي أو عالم من أهل السنة والجماعة
بل
سنقيم عليكم شاهدا من أنفسكم
الشيخ محمد هاشم الهدية – رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية في السودان .. أقدم وأولى الجماعات الوهابية في السودان – .. فهل يرضيكم أن يكون شيخكم في السودان حجة عليكم !!!؟؟
نحن يرضينا !!
يقول الهدية عن واقع وحال أهل السودان وبداية ظهور البدعة الوهابية في السودان :
(هؤلاء الثلاثة – الذين أدخلوا هذه البدعة إلى السودان – ظلت الدعوة في نفوسهم لم يتمكنوا في الجهر بها لتمكن التصوف والصوفية في البلاد ومؤازرة الحكومة لها ولرجالها )
هنا في هذا الرابط :
http://www.aldaawah.com/Interviews/index_Interview4.html
س: فمتى وأين وكيف ظهرت البدعة والنحلة الواهابية في السودان إن اكن اغلب أهل السودان صوفية كما اعترف بذلك شيخ الوهابية في السودان لا كما يزعم الجاهل الغبي عبدالمهرول ومعه السوداني الجاهل بتاريخ بلاده حنل !!!!؟؟
ج: يجيب شيخ الوهابية في السودان على ذلك قائلا :
(دعوة أنصار السنة هي دعوة التوحيد أو الدعوة السلفية التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي خلاف الدعوات التي نشأت بعد ذلك، وقد كانت السلفية مفقودة عندنا بالسودان، بل لم تكن معروفة إلا في نطاق ضيق في العالم الإسلامي وبدأ ظهورها في السودان بمدينة (النهود) عام 1917م، على يد رجل مغربي اسمه عبدالرحمن بن حجر حيث تلقى على يديه الدعوة ثلاثة من إخواننا الأفاضل وهم الذين شكلوا النواة الحقيقية فيما بعد للدعوة بالسودان. هؤلاء الثلاثة ظلت الدعوة في نفوسهم لم يتمكنوا في الجهر بها لتمكن التصوف والصوفية في البلاد ومؤازرة الحكومة لها ولرجالها ولم يصدع بهذه الدعوة إلا الحاج أحمد حسون وهو أمير الثلاثة الرواد عام 1936م بمدينة أم درمان حيث أخذ يدرس العقيدة السلفية في بيته منذ ذلك الوقت.)
(كان العدد قليلا كالعادة حيث لم يتجاوز العدد عام 1948م الألف شخص لأننا كنا محاربين ومن توصية أستاذنا لنا أن لا نجابه السلطة ونحاربها وبالتالي هادنا السلطة نسيا لها لذلك صبرنا كثيرا على معاكسة الصوفية الذين يؤازرهم المستعمر في ذلك الوقت )انتهى
طبعا كل كلامه عن الصوفية مزاعم وأكاذيب اعتدنا عليها وإلا فإن أي عارف بتاريخ السودان يعلم أنه لم يتصد للمستعمر إلا الصوفية أتباع الإمام المهدي وغيرهم ولا يد البتة للوهابية في ذلك
فكما نرى وباعتراف شيخ الوهابية نفسه في السودان وكبيرهم المقدم لم يكن للوهابية أبدا أي وجود على أرض وطننا الحبيب الطاهر قبل ثلاثينيات القرن الميلادي الماضي ..
ثم هم بعد ظهورهم كانوا قلة حقيرة مهينة لم يشاركوا الناس في هم ولا عمل ولا يعرف لهم جهد في مقاومة الإستعمار ودفعه عن البلاد .. بل للشيوعيين فضل في ذلك وبلاء أفضل منهم وهم قد رموا في سجون الاستعمار ونالهم أذاه مثل بقية المجاهدين المنافحين عن تراب الوطن بينما الوهابية هؤلاء سادرون في أوهامهم وتكفيرهم للناس وشقشقتهم الجوفاء .
وكما رأينا فإن غالب أهل السودان كانوا صوفية وباعتراف كبير الوهابية هذا نفسه
وهذا يطرح سؤالا مهما .. إن لم يكن للوهابية وجود في السودان قبل بدايات القرن الماضي فمن الذي أدخل الإسلام إلى السودان ؟؟ ذلك سنجيب عنه لاحقا غن شاء الله !
قويت شوكة هؤلاء الوهابية في أرض السودان الصوفي ؟؟
ج : الفقر .. قاتل الله الفقر والدرهم والدينار .. بالمال والبعثات الدراسية وفرص العمل في الخليج اجتذب هؤلاء الكثير الكثير من الشباب الغر العاطلين عن العمل وملأوا رؤوسهم بخزعبلاتهم وخرافاتهم الوثنية اليونانية وصيروهم عبيدا لوثنهم المهرول
وصلة الجماعات الوهابية في السودان بوهابية السعودية وتلقيهم الدعم السخي الوفير منهم أشهر من ان ينكره منكر
فانصار السنة المحمدية يمثلون الفصيل الجامي في الحركة الوهابية ولذا تجد ارتباطهم مباشرا بسفارة المملكة ومنها يتلقون دعمهم المباشر
يقول الهدية معترفا بالصلة والدعم المباشر الذي وجده منذ بدايات الجماعة قائلا :
(لقد ظل عددنا يكبر ثم كانت زيارة ثالث سفير سعودي بالسودان لنا بالدار وهو الشيخ محمد عبدالرحمن العبيكان الذي صلى معنا الجمعة واستغرب أن وجد بالسودان من يرتجلون خطبة الجمعة وبفصاحة وعلم غزير وتكامل تام. فسر غاية السرور وجلس حتى نهاية الصلاة اتصل بنا وأخبرنا بأن سفارته دينية قبل أن تكون سياسية وطلب منا زيارته فكانت صلته طيبة ومباركة معنا وصار يصلي معنا ويمدنا بالكتب التي طبعت في عهد الملك عبدالعزيز – رحمه الله -، كل كتب السنة حيث كانت كتب شيخ الإسلام ابن تيمية معدومة تماما بالسودان، أمدنا السفير العبيكان بكميات من الكتب توسعنا على أثرها وكذلك أعاننا بماله وأموال المحسنين بالمملكة وأصبحنا نبني مساجد ومعاهد متعددة دينية سلفية وقامت بدورها خير قيام ) انتهى
وهكذا وكما ترون وبسبب هذا الدعم السخي كما يعترف كبيرهم وجدت كتب المجسم الحراني طريقها إلى السودان الذي لم يعرف هذا الـ ( بن تيمية ) قبل ولم يسمع به البتة وكان كل ما يعرف أهله من كتب الدين هو جوهرة التوحيد والعقائد السنوسية والفواكه الدواني في شرح رسالة القيراوني أو مختصر خليل أوغيرها من كتب المذهب المالكي الاخرى وكتب السادة الصوفية كالفتوحات ومؤلفات الغزالي والرسالة القشيرية والحديقة الندية والحكم العطائية وغيرها .
وبسبب الفقر وعدم استطاعة اهل السنة نشر كتبهم بذلك الشكل الخرافي الذي فعله الوهابية بكتب شيوخ نجد وكتب الحراني حيث كانوا يوزعون طبعات قشيبة فاخرة منها بالمجان أو بأزهد الأثمان بينما كتب أهل السنة لا يستطيع الوصول إليها إلا الخاصة من طلبة العلم وتحوي كل زاوية صوفية منها نسخة واحدة فقط من كل كتاب يقرأ منه الشيخ على مريديه ويعلمهم منه وهم ينسخون بايديهم وراءه ، أقول بسبب ذلك وبسبب عدم اتزان الموازين وأيضا بسبب اشتغال أهل الله الصوفية بمجاهدة المد الشيوعي والماركسي الذي اجتاح البلاد في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي والذي توج باستيلاء الشيوعيين على السلطة بانقلاب عسكري وقيامهم بإبادة آلاف المجاهدين الصوفية من طائفة الأنصار (*) وغيرهم من الذين تجمعوا للجهاد ضدهم في منطقة الجزيرة بقصفهم ونساءهم وأطفالهم بالطائرات والزج بمن بقي منهم حيا في السجون ، بسبب كل ذلك انكسر الحق أمام الباطل للحظة ولفترة من الزمان تكاثر فيها هؤلاء وفرخوا وتناسلوا وعلا صوتهم .. ولكن لكل ليل نهاية وآخر ولنور الفجر أوان لا بد أن يحين !!
س : ما هو حجم الدعم الذي يتلقاه الوهابية في السودان من الخارج والذي بفضله نشروا بدعتهم ؟
ج : كبير جدا .. انظروا إلى كبيرهم يقول مقرا :
(الآن بعد ثلاثة وخمسين عاما عندنا اليوم أكثر من 700 داعية متفرغ نعطيهم رواتب منتظمة، وحوالي ألف مسجد، وثمانية معاهد لتخريج الدعاة ومعاهد خاصة بالأفارقة الذين لا يعرفون العربية، ندخلهم معهد تعليم اللغة ثم المعهد الديني ليتخرجوا علماء ويقوموا بالدعوة في بلادهم، وبالفعل وفقنا بفضل الله في نشر الدعوة السلفية في عموم القارة الأفريقية. )
والسؤال الذي يفرض نفسه : من أين لجماعة انصار السنة الوهابية هذه التي لم تكمل بعد قرنا من الزمان على أرض السودان ذلك البلد الفقير كل هذا المال الذي ينفقون منه على كل هذه المناشط وهذا العدد من الدعاة ( المتفرغين ) كما قال والذين تأتيهم رواتبهم كاملة أول كل شهر وتضمن لهم معيشتهم ليتفرغوا لنشر البدعة ويعتبر هذا هو عملهم الذي يأكلون من عيشهم !!!؟؟؟
ليس ممن انضم لهذه الجماعة أغنياء معروفين أو رأسماليين كبار .. والافراد مهما بلغوا من غنى لن يستطيعوا أن ينفقوا كل هذا الإنفاق .. أظن الجواب صار واضحا الآن
هذا بينما أهل السنة لا نصير لهم ولا دعم وكل جهودهم مبادرات شخصية يقتطعون الإنفاق عليها من قوت عيالهم الذي يكدون في جمعه بعرق جبينهم !!
الآن يمكنكم أن تعرفوا سبب تلك الحماسة المنقطعة النظير التي يظهر الوهابيون السودانيون امثال هذا الموجود معنا في هذا المنتدى للوهابية والذود عنهم حتى وإن وصل الأمر به إلى الإزراء بأجداده والتنكر لتاريخهم والكذب عليهم وتسفيه معتقداتهم .. لا بد له من التطبيل والتسبيح بحمد أولياء نعمته ولا بد له من الاجتهاد في هذا العمل الذي فرغ له والذي هو وظيفة له يأخذ عليها راتبا !!
س: فهل نجد اعترافا صريحا بهذا الذي ترمي به الوهابية في السودان ؟؟
ج : نعم !! حبا وكرامة .. ومن كلام شيخهم نفسه :
(قبل أن يأتي الملحق الديني السعودي للسودان كنت أنا الملحق الديني وآنذاك كتب أحد شبابنا السلفيين لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله – المفتي الكبير أن فلانا هذا هو راعي الدعوة السلفية بالسودان وهو الآن متقاعد عن العمل الحكومي ونخشى عليه أن يبتعد وتتأثر الدعوة بغيابه، فظلت تأتينا الرعاية منه، فما وجدناه في المملكة لا يحد ولا يوصف، وجدنا رعاية خاصة من كل الجهات لكن هذه الرعاية كانت دونها عقبات في السودان، الآن نحن والحمد لله نبشر المسؤولين بالمملكة بأن الدعوة بالسودان ملء السمع والبصر. )
بشراكم يا وهابية المملكة ومسؤوليها .. ها هي ثمار استثماراتكم قد آتت أكلها وأصبحت بدعتكم ونحلتكم ملء السمع والبصر في أرض السودان التي مهر انتشار الإسلام فيها قبلكم بمئات السنين الصوفية أهل الله بدماءهم وأموالهم وأنفسهم والله المستعان !!!
ثم بعد ذلك يأتينا بعض هؤلاء الادعياء المندسين وسطنا المقتاتين باموال وهابية نجد لينكر كل ذلك بكل صفاقة وبرودة وتبلد إحساس !!
ويقول أنه لا علافة له بوهابية نجد ولا المملكة ولا يسأل عن افعالهم فسبحان الله !!!
فعلا كما يقول أهلنا السودانيين : اللي اختشوا ماتوا !!
س: هل لك أن تحدثنا مزيدا عن دور الصوفية في نشر الإسلام في السودان والزود عنه ؟
ج : دور الصوفية لا يمكن أبدا تلخيصه في كلمة أو كلمتين
ولكن نحتصر فنشير ونستشهد
وكل هذه المعلومات موجود في كتاب التاريخ المقرر للمرحلة الإبتدائية وما بعدها في المدارس السودانية الحكومية ويعلمها القاصي والداني في السودان وتدرس للصغار منذ نعومة أظافرهم !
الصوفية هم من أدخل الإسلام إلى السودان ونشره .. فالسودان لم يستطع الصحابة رضوان الله عليهم فتحه كما فعلوا مع مصر أو غيرها من البلدان .. بل استعصى عليهم أهل السودان النوبة وتصدوا لجيشهم حتى أنهكوه ولم يستطع الجيش التقدم أو عبور مدينة دنقلة في شمال السودان
فما كان من دولة الخلافة الراشدة على عهد عمر رضي الله عنه إلا ان عقدت معاهدة ( البقط ) بينها وبين نوبة السودان الذين سماهم الصحابة ( رماة الحدق ) لشدة تمكنهم من رماية السهم حتى أنهم كانوا يستطيعون رمي حدقة الإنسان من بعد
وبموجب اتفاقية البقط حل السلام بين دولة النوبة المسيحية ودولة الخلافة الراشدة وبموجبها ايضا ضمنت حرية الحركة للمسلمين للدخول والحروج من السودان كما يريدون ويشاءون
وهكذا وعن طريق هجرة الكثير من القبائل العربية ومعهم الكثير الكثير من مشايخ الطرق الصوفية والتزاوج المستمر بين العرب وبين نوبة السودان انتشر الإسلام شيئا فشيئا بشكل بطيء قي السودان حتى قامت أول دولة إسلامية سودانية بعد ذلك بخمسمائة عام وهي دولة الفونج
وتجدر الإشارة إلى أن السودان أبدا لم يكن يوما في تاريخة الطويل جزء من أي دولة خلافة إسلامية لا الأموية ولا العباسية ولا ما بعدها ولا الفاطمية ، بل كان دوما مستقلا بكيانه ودولته الحاصة إلى حين زمان محمد علي باشا حين صار بعدها جزء من الخلافة العثمانية ثم بعد ذلك أتى الاستعمار.
وقد ارتبط الصوفية بأهل السودان ارتباط الجنين بأمه وصاروا جزء مهما من النسيج الاجتماعي والعلمي والسياسي في البلاد وفي كثير من الاحيان مسيرين لشؤونها .
ويشكل الدراويش رصيدا شعبيا غنيا للأمة تودعه الكثير من المعاني والتعلقات والآمال والأشعار .. والشيء الغريب أن يأتي هؤلاء الوهابية الجهلة لينكروا دور الصوفية في هذا الموقع الذي يحوي في أحد أركانه موضوعا كاملا عن الدراويش ودورهم في الحياة السودانية ويحوي وصلات لمواقع سودانية صوفية مما يدلل على مدى عمق الأثر الصوفي في الحياة اليومية السودانية ..
ويمكن القارئ الكريم الاستزادة من طرائفهم وأخبارهم والاطلاع على تمازجهم مع الناس في الرابط أدناه من نفس هذا الموقع ( النيلين ) :
http://www.sudaneseonline.com/sudaniat/draaweesh.htm
وأما في جانب نشر الدين فدور الصوفية أشهر من أن يذكر أو يحاط .. ولكني أشير إلى بعض أقوال المؤرخين والساسة سريعا :
يقول البروفيسور والمحاضر الجامعي والمفكر السياسي المعروف الطيب زين العابدين في تعليق له على ظاهرة الانشقاقات في الاحزاب السياسية السودانية مرجعا سببها إلى تكوبن الشخصية السودانية الأصيلة المتأثرة أولا وأخيرا بإرثها الصوفي :
(انشقاقات الأحزاب في تقديري اثرت عليها الثقافة السودانية المستقاة من الحركات الصوفية التي عن طريقها دخل الاسلام السودان، فالحركة الصوفية في مجملها لا تؤمن بالمؤسسية فالشيخ هو الذي يخلق المؤسسية ومخالفة الشيخ تؤدي إلي شياخة جديدة وكذلك الحال القبيلة تخلق من شيخ القبيلة مؤسسة قائمة بذاتها بيدها كل شيء. )
هنا :
http://www.azzaman.com/azzaman/articles/2002/01/01-18/a99367.htm
والطيب زين العابدين لمن لا يعرفه أحد كبار الشخصيات في حزب الجبهة القومية الإسلامية الحاكمة حاليا في السودان
فها هي شهادة أحد كبار مفكري السودان ومؤرخيه بهذه الحقيقة التي لا ينكرها إلا جاهل أحمق
وها هو أيضا أحد أعلام أهل السودان وهو الأستاذ المحامي علي محمود حسنين أحد مناضلي الاستقلال وأحد أعمدة الحزب الاتحادي الديموقراطي ثاني أكبر الأحزاب السودانية ورئيس اللجنة التنفيذية فيه ينص على هذه الحقيقة والواقع في احدى المقابلات معه قائلا :
( … فالشخصية السودانية هى الشخصية التى تبلورت وتكونت عبر التاريخ بدأت وثنية ثم جاءت المسيحية فى شمال السودان عبر قبول السلم الحضارى و أقيمت الكنائس ولقد دخل الأسلام عن طريق الطرق الصوفية والتجارة الا انه أصبح دين الأسرة الحاكمة بالمصاهرة بين المسلمين والاميرات النوبيات فانتقل حق الملك حسب عادة النوبة فى ذلك الزمان الى أبناء البنت. اسلام السودان إذاً أتى طوعاً وبالتراضى دون ان يتم بفتح عسكرى مما أعطاه خصوصية تميز بها اهل السودان فى أسلامهم وتعايشوا دون أستعلاء دينى أو عرقى ) انتهى
هنا :
http://www.geocities.com/mashaelmagazine/04.html
وينص أيضا الباحث التاريخي السوادني (عاطف عبد الله قسم السيد) في دراسته التي نشرت لاحقا باسم ( السودان وحرب الهُويات .. تنوع الرؤى في الثقافات السودانية )
قائلا في بحثه القيم هذا عن التاريخ السوداني :
(… استمرت عملية تعريب السكان الأصليين – للسودان – زهاء ما يربو على الألف سنة وأفرزت لنا هذا الهجين الذي يعرف بالشمال العربي المسلم . كان التعريب يتم في سلاسة وتأني وذلك بالتمازج العرقي والثقافي ، أما عمليات الأسلمة فلم تتم ( للشمال المستعرب ) إلا بعد ذلك بعدة قرون وقد تم ذلك على أيدي الفقهاء الصوفية بعد القرن الخامس عشر الميلادي أيام السلطنة الزرقاء )
ويقول :
( …. وحتى بعد أن صار الإسلام دين المملكة الرسمي واللغة العربية هي لغة الرسمية إلا أن انتشار الإسلام كان أسميا في مطلع الدولة (السلطنة الزرقاء) وبالتالي غيابه عن الأصعدة القانونية والتشريعية والأيديولوجية للدولة ولكن الانتشار الفعلي للإسلام وتغلغله في حياة السكان تم على أيدي الفقهاء والمتصوفة الذين وفدوا من مصر والحجاز والمغرب أمثال الشيخ إبراهيم البولاد الذي قدم من مصر ودرس في دار الشايقية والشيخ تاج الدين البهاري الذي قدم من بغداد وأدخل طريقة الصوفية – القادرية وهو أحد مريدي سيدي الغوث القطب الجيلاني – في بلاد الفونج ثم التلمساني المغربي .. ألخ كما جاء في كتاب الطبقات لـ ( ود ضيف الله ) ) .
ثم يقول :
(ومن ذلك يتضح أن الأسلمة في السودان قد بدأت وانتشرت بالجهد الشعبي وارتكزت على قاعدة المجتمع ويعود الفضل في انتشاره للدعاة الصوفيين وللطرق الصوفية ، ثم بعد قرنين أو أكثر وجد الإسلام طريقه لمؤسسات المجتمع وقمته كما يتضح لنا بأن الأسلمة والتعريب قد تما داخل الإطار الذي كانت تهيمن فيه التقاليد حيث تمكن الصوفيون من دمج الممارسات الوثنية السائدة ضمن أسلوب معتقداتهم الإسلامية الخاصة. ) (*)
ويجد القارئ تمام هذه الدراسة الممتعة هنا :
http://www.mafhoum.com/press4/121C37_fichiers/thagaf1.htm
فهذه ثلاثة نصوص شاهدة بهذه الحقيقة التي لا شك فيها ولا مراء ..
ثم يأتينا بعد ذلك هؤلاء الوهابية الأغراب ويريدون تعليمنا تاريخنا من جديد ويقولوا لنا لا الإسلام لم يتشره الصوفية في بلادكم ووسط أجدادكم .. ألا تبا لكم ولمعتقداتكم يا عبدة المهرول .
فهذا هو دور الصوفية في نشر الإسلام في السودان .. باختصار شديد وبشواهد من ثلاثة من كبار الأسماء الأكاديمية والسياسية السودانية المرموقة ونحن اهل الدار ادرى بدارنا منكم يا معشر الوهابية فحلوا عنا فليس لنحلتكم الجديدة مكان وسطنا
بل حتى غير السودانيين يعرفون هذه الحقيقة ويثنون عليها .. وهذه دراسة مختصرة لدور الصوفية وخلاوي القرآن خاصتهم ( شيء مثل الكتاب ولكن يختلف عنه بأن المريد يلزمه لدى زاوية شيخ الطريقة وينهل القرآن والعلوم الإسلامية المتختلفة عنده ) يجدها القارئ في الرابط أدناه :
الخلاوي الصوفية .. حفظت للسودان عروبته وإسلامه !! :
http://islamonline.net/arabic/arts/2003/08/article10.shtml
أنصح الوهابية فعلا بقراءته فهو جد مفيد !!
_______________________________
(*)هامش : هذا حسب رأي صاحب الدراسة ولا يعني بالضرورة صحته ولكن الشاهد من الامر النص على واقع أن الإسلام نشره الصوفية في السودان .