الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
بعد فشل زيارته السابعة إلى موسكو، كما أجمع السواد الأعظم من مُحلّلي الشؤون السياسيّة والأمنيّة في الإعلام العبريّ، اختار رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، كما أفادت اليوم الأربعاء صحيفة (يديعوت أحرونوت)، اصطحاب الوزراء الأعضاء في المجلس الوزاريّ الأمنيّ-السياسيّ المُصغّر إلى الجولان المُحتّل ليقفوا عن كثب على أخر التحضيرات والتجهيزات التي يقوم بها الجيش الإسرائيليّ استعدادًا للمعركة القادمة مع حزب الله، لبنان، وأيضًا سوريّة.
وجريًا على العادة الإسرائيليّة، عاد نتنياهو وكرّرّ تهديداته لحزب الله ولجميع أعداء الدولة العبريّة، ناصحًا إيّاهم بعدم اختبار إسرائيل، في إشارةٍ واضحةٍ إلى أنّ حكومته ستمنح الجيش الضوء الأخضر لتوجيه ضربةٍ قاسيةٍ للبنان، وربمّا، كما قال وزير الإسكان، الجنرال يوآف غالانط، إعادته إلى العصور الحجريّة.
في سياق ذي صلةٍ، أكّد ضابط كبير في سلاح البحريّة الإسرائيليّ، كما أفادت صحيفة (معاريف)، أنّ الجيش الإسرائيلي لا يلاحظ أنّ هناك حربًا وشيكة في الجبهة الشمالية.
وجاء تأكيد الضابط هذا في تصريحات أدلى بها إلى مراسلي الشؤون العسكرية في وسائل الإعلام العبريّة أمس، في مناسبة البدء بأعمال إنتاج أول سفينة من أصل أربع سفن حربية معدّة للدفاع عن منشآت الغاز في عرض البحر الأبيض المتوسط في ألمانيا، وأشار فيها في الوقت عينه إلى أن الجيش يستعد لمواجهة الوسائل القتالية الموجودة بحيازة حزب الله، ومنها صواريخ دقيقة إيرانية الصنع قادرة على استهداف منشآت الغاز في المياه الإقليمية الإسرائيلية. كما أعرب الضابط عن قلق إسرائيل من التموضع الإيرانيّ في سورية ومن نقل الأسلحة إلى حزب الله.
ولفتت الصحيفة، نقلاً عن المصدر عينه، إلى أنّه من المتوقع أنْ يتسّلم سلاح البحر السفينة الأولى سنة 2020، وسيتم تزويد هذه السفن بصواريخ هجومية وبمنظومات مضادة للصواريخ، مثل منظومة “القبة الحديدية” المائية ومنظومة “باراك 8″، على حدّ تعبيره.
على الصعيد العملياتيّ، أفاد موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ أنّ إسقاط الطائرة الحربية الروسية من نوع “سوخوي 25” الأسبوع الماضي في المجال الجوي السوريّ رفع التوتر لدى الجيش الإسرائيليّ على الحلبة الشمالية، كما زاد الخوف من احتكاك وإسقاط طائرات غير مأهولة والتي تحولت إلى أداةٍ أساسيّةٍ لجمع المعلومات في المنطقة.
وأكّد الموقع أنّ جيش الاحتلال يستعد للحظة التي يُحاول فيها الجيش السوري، وإيران، وحزب الله تغيير قواعد اللعبة والهجوم بشكلٍ مباشرٍ أوْ بواسطة وكلاء على طائرة إسرائيليّة غير مأهولة في المجال بين سوريّة ولبنان، على حد تعبير الموقع.
وأشار الموقع إلى أنّ الطائرات الإسرائيليّة تحولت في السنوات الأخيرة إلى أداة مسيطرة في جمع المعلومات عن المنطقة بشكلٍ عامٍّ وعن نشاطات حزب الله بشكلٍ خاصٍّ، معتبرًا أنّ الدفاع عن هذه الطائرات إشكاليّ، والسبب الأساس هو صعوبة التملص من الصواريخ المتطورة التي بحوزة حزب الله، بحسب الموقع.
وأضاف الموقع، نقلاً عن المصادر الأمنيّة-العسكريّة الرفيعة في تل أبيب، إنّه وبالمقابل فإنّ الطائرات الحربيّة التابعة لسلاح الجو الإسرائيليّ والتي تحلق على ارتفاعاتٍ شاهقةٍ، تحمل منظومات دفاع متطورة تتضمن وسائل قتال إلكترونية من الأكثر تطورًا في العالم وتشغّل على يد عناصر طاقم جوي مهني جدًا، وتحصل على المساعدة الاستخباراتية في الوقت الحقيقيّ، بحسب المصادر الإسرائيليّة.
ووفقًا لتصريحات مصادر في المؤسسة الأمنيّة الإسرائيليّة، أضاف الموقع،، يجري الجيش الإسرائيليّ إعادة تفكير في الحالات الروتينية والطوارئ، في كلّ ما يتعلّق بكيفية استخدامهم لطائرات بدون طيار على الجبهات المختلفة عبر إجراء تقدير وضعٍ أسبوعيٍّ.
وأردف الموقع قائلاً إنّ القلق الأساسيّ في الجيش الإسرائيليّ هو الاعتماد الكبير على القوات البرية التي تناور وفق نتاج المعلومات الاستخباراتية الصادرة عن الطائرات بدون طيار، التي ستتحول إلى هدفٍ في الحرب المقبلة بالنسبة لحزب الله، وعلى ما يبدو بالنسبة للجيش السوريّ، الذي حصل في السنوات الأخيرة على منظومات دفاع جوية متطورّة جدًا.
وأكّد أنّ بعض هذه المنظومات كان من المفترض أنْ تنقل إلى حزب الله في لبنان، ووفقًا لمعلومات أجنبية، فإنّ هذه الشحنات تمّت مهاجمتها من قبل الجيش الإسرائيليّ.
علاوةً على ذلك، أصبحت طائرات مسيرة وسفن تجسس تشكل تحديًا كبيرًا بالنسبة لجيش الاحتلال الذي عمل في السنة الماضية على تحديد مكانهم الثابت، وبحسب الموقع فإنّ مهمة بناء الصورة البحرية والجوية أصبحت معقدة ليس فقط بسبب كثرة الجهات الأجنبية التي تبحث عن معلومات استخباراتية في المنطقة، بل بسبب حجم القطع التي تعمل والتي لا يمكن ملاحظتها دائمًا.