ظهر الخوف والارتعاش على وجهه.. “السيسي” لم يظهر بهذه الدرجة من التوتر مثلما ظهر اليوم..
من يهدده؟
ولفتت حالة السيسي هذه وخوفه الذي بدى واضحا عليه، نظر العديد من المحللين والنشطاء الذين تنالوا ظهور السيسي المريب هذا بأشكال مختلفة من التفسير.
“قبل ما حد يفكر يلعب في مصر.. يخلص مني الأول”!
خرج “السيسي” اليوم، الأربعاء، خلال افتتاحه حقل “ظهر” للغاز الطبيعي ببورسعيد، ليهدد معارضيه أو بمعنى أدق من يفكر في منافسته على عرش مصر بشكل صريح قائلا:” ما يصحش حد يلعب بأمن مصر، أروح أموت الأول، قسما بالله أكون مت الأول”
وتابع في نبرة حادة وغضب: “اللي عايز يلعب في مصر ويضيعيها لازم يخلص مني الأول، ولن أسمح بذلك طول ما انا عايش”.
ثورة 25 يناير لن تكرر أبدا مرة أخرى
وأضاف ” الكلام اللي كان اتعمل من 7 أو 8 سنين مش هيتكرر تاني في مصر.. اللي منجحش ساعتها عايزين تنجحوه دلوقتي.. أنت باين عليكم متعرفونيش صحيح”، وأكد أن ”ما حدث في مصر قبل 7 سنوات (ثورة 25 يناير 2011) لم يتكرر مرة أخرى”.
أنا مش بتاع سياسة وبقالي 50 سنة بتعلم
وتابع: “أمنك واستقرارك يا مصر تمنه حياتي وحياة الجيش.. محدش يفكر يا جماعة يدخل معانا في الموضوع ده لأن أنا مش سياسي، أنا مش سياسي، بتاع الكلام… والبلد دي أي حد يقرب منها أنا هقول للمصريين انزلوا تاني ادوني تفويض قدام الأشرار.. لو الأمر استمر كده وحد فكر انه يلعب في مصر وأمنها هطلب منكم تفويضا تاني لأن هيبقى فيه إجراءات أخرى ضد أي حد يعتقد أنه ممكن يعبث بأمنها”.
واستطرد “أنا بقالي 50 سنة بتعلم يعني ايه دولة.. 50 سنة.. آه والله.. قسما بالله العظيم أنا بقالي 50 سنة بتعلم وبعلم نفسي يعني ايه دولة.. حاجة صعبة قوي”
وأكمل: ” ناس مبتفكش الخط للدولة وعايزة تتصدى وتتكلم.. لا مينفعش كده”، ولم يوضح السيسي من يقصد بحديثه.
الكاتب المصري المعروف جمال سلطان، لفت انتباه الحالة الغريبة التي ظهر بها السيسي.
لم أشاهده في هذه الدرجة من التوتر مثلما رأيته اليوم
ودون “سلطان” في تغريدة له بـ”تويتر” عبر حسابه الرسمي رصدتها (وطن) ما نصه:”واضح في حديث #السيسي اليوم أنه يرى الخطر منحصرا في الداخل وليس من أي تهديد خارجي”
وأشار إلى أنه لم يشاهد “السيسي” في هذه الدرجة من التوتر مثلما راه اليوم.
واضح في حديث #السيسي اليوم أنه يرى الخطر منحصرا في الداخل وليس من أي تهديد خارجي ، ولم أشاهده في هذه الدرجة من التوتر مثلما رأيته اليوم
— جمال سلطان (@GamalSultan1) January 31, 2018
وتعليقا على لغة السيسي الحادة ذكر “سلطان” في تغريدة أخرى ما نصه: “احذروني ، انتم ما تعرفونيش ، انا مش بتاع سياسة – هل يناسب استخدام رئيس الجمهورية لهذا الكلام في خطابه للشعب ، حتى لو كانوا معارضيه أو خصومه السياسيين ?!”
احذروني ، انتم ما تعرفونيش ، انا مش بتاع سياسة – هل يناسب استخدام رئيس الجمهورية لهذا الكلام في خطابه للشعب ، حتى لو كانوا معارضيه أو خصومه السياسيين ?!
— جمال سلطان (@GamalSultan1) January 31, 2018
ولأن “السيسي” قد ظهر بالفعل في أطوار غريبة اليوم وبدا عليه الغموض فضلا عن القلق والرعب الذي بدا عليه، فقد لفت مظهره أيضا نظر الإعلامية المصرية المعارضة آيات عرابي.
عنان تلقى ضوءاً دولياً أخضرا للإطاحة بالسيسي
وقالت “عرابي” في منشور مطول لها على صفحتها الرسمية بـ”فيس بوك” رصدته (وطن)، إنه يبدو أن قصد السيسي بـ”اللعب في أمن ماسر” هو ما تفعله القوى التي جاءت به من الحفر تحت قدمه، مضيفة “ويبدو أنهم يمهدون وانه يشعر بهذا (ربما كان ما كان عنان تلقى ضوءاً دولياً اخضرا حين ترشح وقبل أن يعتقله)”
“السيسي” يشعر أنه مهدد ويظهر الخوف والارتعاش على وجهه
وتابعت المعارضة المصرية في تحليلها لتصريحات السيسي قائلة:”طبعا اعتقاله لعنان ليس نهاية المطاف .. مش هيغلبوا يعني هو يشعر انه مهدد ويظهر الخوف والارتعاش على وجهه وهو كأي مجرم عميل يعلم أنه لا يساوي ورقة عند من عينوه”
الدابة حين ترى النصال حولها ترفس بقوائمها
وشبهت “عرابي” موقف السيسي الحالي بالمخلوع حسني مبارك قبل الإطاحة به: “ما يقوم به الآن هو نفس محاولات الرفس التي قام بها المخلوع سنة 2005 حين شعر انهم يريدون استبداله بعد ان قابلت وزيرة الخارجية الامريكية, أيمن نور واعطته الضوء الأخضر للترشح”
واختتمت آيات عرابي منشورها بالقول:”العميل يجب ان يتوقع استبداله في أي لحظة بمجرد انتهاء مهمته .. كان عليك أن تعرف هذا من البداية”
وتشهد مصر في عهد السيسي حالة من التدهور غير المسبوق، على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية، ويعاني الشعب بشدة من ارتفاع الأسعار الجنوني وانتهاك الحريات والقمع، فضلا عن استنزاف ثروات البلاد وبيع أراضيها.
كما تعاني البلاد من ارتفاع غير مسبوق في معدلات التضخم التي تخطت الـ 34%، في يوليو 2017، وفق بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء (حكومي).
وقفزت معدلات التضخم لأكثر من الضعف منذ تطبيق الحكومة قرار تعويم الجنيه، حيث سجل التضخم فى أكتوبر 2016 (الشهر السابق لتطبيق قرار التعويم) نحو 15.7%، وذلك بالمقارنة مع معدلات التضخم الحالية التى وصلت لـ 34.2% .