في حديثه لـ “هاف بوست عربي”، قال خليل “حين رفض المستشار هشام الذهاب معهم بحجة التوجه للقسم لعمل محضر بالواقعة، قاموا بالتعدي عليه بالضرب بشكل مبرح، وهنا بدأ المحيطون بمنزل المستشار هشام يكتشف ما يحدث، وحينها توجهوا سريعاً إليه، واستطاعوا إيقاف 3 من المعتدين فيما فرّ آخرون بسياراتهم الخاصة”.
كانت تلك إحدى الشهادات عن واقعة محاولة اغتيال المستشار هشام جنينة أثناء توجهه صباح اليوم لرفع دعوى قضائية ضد قرار الهيئة الوطنية للانتخابات، برفع اسم الفريق سامي عنان من جداول الناخبين، من أجل تمكينه من تقديم أوراق ترشحه للانتخابات، وفقاً لما قاله الدكتور حازم حسني، المتحدث باسم عنان لـ”هاف بوست عربي”.
وقال شهود، إن الجناة كانوا يستقلّون سيارات لا تحمل لوحات أرقام.
احتجاز المجني عليه بالقسم 3 ساعات
“ومع تزايد أعداد المتواجدين بالشارع، سارعت زوجة المستشار جنينة وبناته إليه، وعلى الفور تم الاتصال بالشرطة، التي حضرت في وقت سريع، حين معرفة أن الواقعة تخص شخصية عامة مثل جنينة”.
ويذكر شاهد العيان محسن حسن، أن المستشار جنينة كان في حالة إعياء شديدة نتيجة لما تعرّض له من ضرب، وفور نقله إلى قسم شرطة التجمع الأول انتهت علاقتنا بالواقعة، وأصبحت القضية مع الشرطة.
وفي الوهلة الأولى حين دخول “قسم شرطة التجمع” الذي يقع قريباً من منزل جنينة، كانت هناك حالة من الاستنفار الأمني، وتقريباً كان أفراد الأمن على توقع بأن المترددين هم من الصحافة، وحين السؤال عن مكان تواجد جنينة، ردّ أحد أفراد الأمن قائلاً “تم تحويل المستشار هشام جنينة إلى مستشفى القاهرة الجديدة بالتجمع الخامس، وذلك بصحبة بناته وزوجته، واثنين من ضباط الشرطة لإجراء الكشف الطبي، وإعداد تقرير بحالته بعد تعرُّضه للتعدي صباح اليوم من مجهولين.
وحين السؤال عن موعد نقله للمستشفى، قالوا إنه تقريباً في الساعة 12 ظهراً بتوقيت القاهرة، وهو الأمر الذي يؤكد ما ذكره علي طه محامي المستشار هشام جنينة، من أنه تم حجز جنينة لمدة 3 ساعات مع رفض الشرطة نقله للمستشفى لتلقي العلاج اللازم.
ووفقاً لما قاله أحد أفرد قسم الشرطة، فإن مأمور القسم بالتجمع الخامس، رافق المستشار “جنينة” في إحدى سيارات الشرطة، وصَاحَبه إلى المستشفى تقديراً لمكانة جنينة القضائية، وكونه شخصية عامة ومعروفاً للجميع، تم الإسراع بكتابة التقرير الطبي النهائي للواقعة، وإنهاء الإجراءات الخاصة بمحضر الشرطة، تمهيداً لعرض الأمر برُمته على النيابة العامة.
3 أفراد تواجدوا بالصدفة في التاسعة صباحاً أمام منزل جنينة بحثاً عن شقة!
وأثناء رحلة البحث عن معلومة داخل قسم الشرطة، ظهر المحامي خالد أبوعيطة بقسم الشرطة، بحثاً عن المتهمين في واقعة التعدي على جنينة، وحين محاولته دخول المنطقة الخاصة بالمباحث في الدور الثاني بقسم الشرطة، رفض أفراد الشرطة ذلك في البداية، ولكنه عبر تليفون صغير أجراه أمام باب المباحث، ومع إعطاء الهاتف لأحد أفراد الأمن تم السماح له بالدخول دون السماح لأي شخص آخر.
بعد أقل من ساعة اتصل المحامي بـ”هاف بوست عربي” وكانت أولى كلماته في المكالمة “يا باشا أنا عاوزك تنقل الحقيقة”.
وعن تفاصيل رواية المتهمين قال أبو عيطة “يا باشا سيد محمود خلاف ده رجل أعمال، وكان معاه اتنين من أصحابه بيدوّرا (يبحثون) على شقة للبيع بالتجمع، وأثناء سيرهم بالشارع فوجئوا بسيارة تصدم سيد، وحين غضب أصدقاؤه مما حدث من صاحب السيارة حدثت مشادة لرفضه الذهاب للقسم، ولم يكونوا يعلمون شخصيته الحقيقية”.
وذكر محامي المتهمين في اتصاله من داخل غرفة المباحث بقسم الشرطة، أن المتهمين هم من تم التعدي عليهم من قبل بواب هشام جنينة وأفراد أسرته، وأنه في طريقه لإجراء كشف طبي لهم وتحرير محضر بالواقعة ضد جنينة ومن معه.
محاولة اختطاف
ومع منع الشرطة المصرية السماح بدخول أي صحفيين إلى داخل مستشفى القاهرة المتواجد بها جنينة، التي تبعد عدة دقائق عن مقر قسم الشرطة، تواصل مع “هاف بوست عربى” عبر الهاتف، مع علي طه محامي المستشار جنينة، الذي قال في بداية مكالمته، أنا بالفعل داخل المستشفى، وذلك بعد أن ذهبت إلى مكتب النائب العام لتقديم بلاغ رسمي ضد وزير الداخلية بتهمة محاولة خطف المستشار جنينة، ومحاولة اغتياله حينما فشلت عملية الخطف.
وقال طه، إنه وفقاً لرواية زوجة المستشار جنينة، فإن ما تم كان محاولة خطف من أمام منزله بعدما تربص هؤلاء به والقيام بمخطط معد مسبقاً، وكان ذلك واضحاً مما قاله جنينة عن تفاصيل ما حدث، ومحاولة تلك المجموعة اصطحابه بشكل سريع، وحين مقاومته وبدء ظهور شهود عيان تم التعدي عليه بتلك الطريقة.