اكتب هذا المقال بشأن الصراع في الانتخابات بين محور المقاومة وبين محور سوريا  العراق  ايران والقوى العربية التي تقف ضد السياسة السعودية ـ الاميركية الصهيونية وبين احزاب وقوى تعتبر ان الدولة اللبنانية بمؤسساتها العادية والضعيفة وان القرار 1701 و5 الاف جندي من قوات اليونيفيل هم ضمانة الوضع اللبناني واستقراره.
ما اكتبه لان الامور تتسع بخطورة كبيرة، فخلال اسبوعين تم الكشف عن ان الجيش الاميركي يحتل 28 في المئة من الاراضي السورية، كذلك فان الجيش التركي قرر احتلال مساحة من حدوده تصل الى 22 في المئة من الاراضي السورية على طول الحدود السورية ـ التركية وصولا الى الحدود العراقية ـ التركية. وعندما نرى ان قوات حماية الشعب الكردي قد انشأت اميركا جيشا من 30 الف جندي ستنشرهم على الحدود بين سوريا وتركيا كذلك ستنشر 30 الف جندي في محافظة الرقة والحسكة من الجيش الكردي وتقوم بتسليحه بأحدث الدبابات الاميركية التي طلبت تركيا شراء مثلها وتركيا العضو الثاني في الحلف الاطلسي ورفضت اميركا بيعها الى تركيا وقامت بتسليمها الى جيش حماية الجيش الكردي.
وعندما ارى ان هنالك قاعدة جوية ضخمة روسية قرب اللاذقية فيها 100 طائرة حربية روسية عسكرية، وعندما ارى ان هنالك قاعدة بحرية روسية يجري بناؤها وتوسيعها في طرطوس وتتسع لـ 32 بارجة عبر 5 ارصفة حربية لاستقبال البوارج الروسية الحربية مع اقامة مناطق مخازن ذخيرة للبوارج والطائرات واقامة منظومات صواريخ اس ـ 400 وانتشار اكثر من 14 الف جندي روسي في الساحل السوري حتى ريف حماه.
وعندما ارى ان ايران قد بدأت تتحرك في الداخل السوري ردا على الوجود الاميركي وان حزب الله الذي كاد ان ينسحب من سوريا على اساس ان النظام انتصر والحرب شبه انتهت لا بد انه يعد العدة لتحضير ارسال قوات من جديد والقتال بشراسة ضد المخطط الاميركي في سوريا، خاصة وان الجيش الاميركي اصبح على الارض السورية.
كما ان الحرس الثوري الايراني لن يسكت عن هذا الموضوع وسيتحرك ضد المصالح الاميركية في العراق وفي سوريا، فان كل ذلك دفعني الى رفع مستوى الكتابة من الحديث عن هذا المرشح وهذه اللائحة ومن قابل من واي مرشح سيتحالف مع مرشح اخر الى مستوى البحث في عمق مصير الانتخابات القادمة في ظل الخطر الكبير القادم على لبنان من خلال تدويل الازمة السورية حيث اصبح الجيش الاميركي والروسي مقابل بعضهما البعض في جو احتلال الجيش التركي لاراض سورية ودخول الحرس الثوري الايراني على الخط وارسال قوات منه الى سوريا من فيلق القدس كذلك فان حزب الله والاحزاب الحليفة لنظام الرئيس بشار الاسد ستتحرك في العراق ومن لبنان للقتال الى جانبه.
ومن هنا كان لا بد من الحديث عن الانتخابات النيابية في لبنان انطلاقا من محور المقاومة ومن محور الامم المتحدة والقرار 1701، وعلى هذا الاساس اعتبر انني اطرح الموضوع بالعمق اكثر مما اطرحه عن مرشح في قضاء صور او في كسروان او في البترون او في الدائرة الثانية في بيروت او المتن الشمالي وغيره.
تجري الانتخابات هذه المرة بين محور المقاومة وقوة لبنان في قوته وسلاحه وجيشه ومقاومته وبين محور من يقول ان كل شيء في تصرف الدولة وتحت إمرة الجيش وبشكل اخر يقولون ان قوة لبنان بضعفه، لان الجيش اللبناني لا يملك اسلحة للدفاع عن نفسه ضد العدو الاسرائيلي، ولان اميركا والسعودية لا يقدمان شيئا للدفاع عن لبنان، ولم يقدما شيئا في الماضي لا اثناء الاحتلال الاسرائيلي ولا اثناء عدوان حرب 2006.
فيما هنالك محور اخر هو محور المقاومة الذي يعتمد على الذات وعلى التلاحم بين الجيش والشعب والمقاومة، فالجيش القوي هو الاساس وهو يدافع عن لبنان ولكن للاسف ليس لديه صواريخ ارض – جو لردع الطيران الاسرائيلي الذي يقصف بوحشية ويدمر مراكز الجيش وهنالك الشعب اللبناني المقتنع بأن اسرائيل هي عدو، مختلف حول الطريقة ما اذا كانت المقاومة هي الاسلوب ام الامم المتحدة، لكن اثبتت الايام ان الامم المتحدة ليس لها اية فاعلية بالنسبة الى عدوان اسرائيل وسياسة اميركا، واكبر مثل على ذلك ان كل قرارات مجلس الامن وعددها 13 قراراً في شأن القدس واقرها مجلس الامن بالاجماع وبتصويت الولايات المتحدة الى جانب هذه القرارات بترك مصير مدينة القدس الى المفاوضات النهائية فاذا بالرئيس الاميركي ترامب يتجاوز قرارات مجلس الامن كلها وعددها 13 قراراً ويتجاوز هيئة الامم المتحدة، ويضرب المحادثات الاسرائيلية – الفلسطينية والغى اتفاق اوسلو الذي هو معاهدة  دولية وتم التوقيع عليها على الطاولة امام البيت الابيض بحضور الرئيس ياسر عرفات ورابين والرئيس الاميركي بيل كلينتون.
ولذلك فالانتخابات النيابية مهما قلنا عنها فانها تجري بين محور المقاومة وحلفائها والتيار الذي هو لا يرتبط بمحور المقاومة مباشرة، لكن ليس الاتكال على الامم المتحدة وعلى ضعف لبنان وعلى الاتكال على السياسة السعودية – الاميركية -الصهيونية.
ولكي لا نقوم بتخوين اي طرف لبناني فنترك عبارة الصهيونية العالمية ونقول ان الصراع بين محور المقاومة وايران من جهة وبين محور من يطلب الدولة برعاية الامم المتحدة والسعودية معهم.
ووسط هذا الجو من الصراع بين محور المقاومة ايران وبين محور الامم المتحدة – السعودية، يقف حلف الحريري على تنسيق مع السياسة السعودية مع الرئيس عون ورغم موقفه المتضامن مع المقاومة لكنه سوف يأخذ موقف الوسط في الصراع بين محور المقاومة ومحور الامم المتحدة. لكن مع العقوبات الاميركية والضغوط الاميركية قد يضطر رئىس الجمهورية الى التركيز على مبدأ الدولة والقرار 1701 والالتزام بموقف الامم المتحدة.
ونحن لا نملك رأي العماد ميشال عون باستثناء القول ان لبنان بحاجة الى سلاح المقاومة لردع اسرائيل.
لكن لم نسمع من العماد ميشال عون ان لبنان يحتاج الى سلاح المقاومة في اطار المعركة التاريخية بين الصهيونية العالمية التي اغتصبت فلسطين وتريد الهيمنة على لبنان والشام والعراق والمنطقة كلها، وتفرض مبادىء الصهيونية علينا.
اما بالنسبة الى الرئيس سعد الحريري فمهما كان وضعه فانه مع السياسة السعودية، وهنا نتوقف عند كلام ايجابي يجب الاشادة به وهو كلام الرئيس سعد الحريري في مؤتمر دافوس الاقتصادي الذي انعقد في السعودية. ذلك انه قال انه مع علاقة لبنان مع كافة دول العالم ومع ايران، ولكن شرط ان تكون العلاقة من الند للند لا ان تستغل ايران لبنان ولا ان يحاول لبنان استغلال ايران، وهذا كلام رجل دولة وكلام مسؤول عالي المستوى، ورغم خلافنا السياسي المستمر والذي سيستمر مع الرئيس سعد الحريري فاننا نرى في كلامه كلام رجل دولة من الطراز الاول يضع الخطاب الديبلوماسي اللبناني على مستوى الطاولة العالمية في مؤتمر دافوس في مستوى عال ومستوى جعل لبنان دولة مستقلة قادرة على اقامة العلاقات مع كافة الدول حتى مع ايران التي تهاجمها الولايات المتحدة وتتهمها بالارهاب وحتى مع ايران التي تتهمها السعودية بالارهاب فيعلن الرئيس سعد الحريري انه مع اقامة علاقة مع كافة الدول ومع ايران ايضا شرط ان تكون من الند الى الند، وهذا الكلام هو كلام ميثاقي في السياسة الخارجية اللبنانية ويجب ان تعتمده الحكومة كثابتة اساسية في سياستها الخارجية.
واذا قلنا ان محور الثنائي الرئيس العماد ميشال عون مع الرئيس سعد الحريري هو خارج مفهوم الصراع بين محور المقاومة ايران وبين محور الامم المتحدة والسعودية يقفان دون اتخاذ قرار واضح في هذا الشأن، فان الاحزاب اللبنانية تنقسم بهذا الاتجاه.

 السعودية صرفت اموالاً كبيرة في انتخابات 2009

ان السعودية وضعت كل ثقلها سنة 2009 وصرفت مبالغ طائلة كي تنال حركة 14 اذار اكثرية النواب في المجلس النيابي، وحصلت يومها حركة 14 اذار على 72 نائبا، قبل ان ينسحب الوزير وليد جنبلاط اثر القمصان السود وغير ذلك من تجمع حركة 14 اذار ليخرج الى حكومة الرئيس نجيب ميقاتي ويلوم تيار المستقبل على انه وعد بقوات من منطقة الضنية والمنية وطرابلس وغيرها والقتال في بيروت وعندما دقت الساعة كانت المعركة الحقيقية في مدينة الشويفات الدرزية والضاحية الجنوبية وحصلت معارك ادت الى شهداء وجرحى. وكانت عنيفة جدا في الشويفات.
اما في بيروت، فسقط تيار المستقبل مع عناصره بسرعة امام قوة حزب الله العسكرية.
فازت حركة 14 اذار سنة 2009 بدعم من السعودية ماليا بشكل كبير وسياسيا بـ 72 نائباً، ولولا استشهاد الرئيس الراحل رفيق الحريري لكانت النتيجة متوقعة بين 85 نائباً واكثر في المجلس النيابي، لكن استشهاد الرئيس الراحل رفيق الحريري حال دون الحصول على هذه الاكثرية شبه المطلقة في المجلس النيابي.
ومع ذلك نجحت 14 اذار في الانتصار في المجلس النيابي وحيازتها 72 نائباً من نواب المجلس المؤلف من 128 نائباً. وقبل هذه الفترة واثر استشهاد الرئيس رفيق الحريري حكم الرئيس فؤاد السنيورة البلاد في حكومة غير ميثاقية لان استقالة الوزراء الشيعة الستة من الحكومة اضافة الى استقالة الوزير الحادي عشر وهو وزير الدفاع الحالي يعقوب الصراف والذي كافأه حزب الله باعادته الى وزارة الدفاع وزيرا لانه استقال يوم استقال الوزراء الشيعة الستة.
وحكم الرئيس فؤاد السنيورة كما يريد ولم يعد اي موازنة وصرف 11 مليار دولار واصبحنا في مصيبة استحالة براءة الذمة في شأن صرف 11 مليار دولار قام بصرفهم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في حكومة غير ميثاقية، الى ان وصلنا الى حكومة الرئيس نجيب ميقاتي اثر انقلاب على حكومة الرئيس سعد الحريري ومنعه من الحكم، ووصول الرئيس نجيب ميقاتي المعتدل الذي قام بتحسين الاقتصاد وبتأمين الاستقرار والتفاهم مع رئيس الجمهورية والتفاهم مع رئيس مجلس النواب وكان معتدلا في سياسته، وكانت فترة ناجحة في لبنان.

 الحريري يبقى رئيساً  طوال عهد الرئيس عون

والان وقد تمت التسوية وتم انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون جيء بالرئيس سعد الحريري رئيسا للحكومة، الذي سيظل رئيسا للحكومة طيلة عهد العماد الرئيس ميشال عون، لان الرئيس ميشال عون لن يقبل في عهده طالما انه هو رئيس للجمهورية الا بوجود الرئيس سعد الحريري في موقع رئاسة الحكومة. وهنالك المركز الثاني في الدولة الذي يتزعمه الثنائي الشيعي حركة امل – حزب الله اي موقع رئاسة المجلس النيابي.
وبالعودة الى الانتخابات فالثنائي الشيعي وان لم يعلن ذلك فانه يخوض المعركة في ظرف تجري الحرب فيه في سوريا واصبحت الان دولية بعد دخول الجيش الاميركي والتركي والروسي ووجود ايران وقوات حليفة من حزب الله لبنانية وعراقية وغيرها واصبح الوضع معقدا وخطيرا في سوريا، كذلك الوضع في العراق ليس مريحا الى حد كبير. خاصة وان موضوع اقليم كردستان لم يبت به بعد احد، فاقليم كردستان يحتاج الى مجلس نيابي يحتاج الى حكومة فعالة ويحتاج الى العودة الى العراق الاتحادي على قاعدة دستور دولة العراق الجديدة من حيث العراق الاتحادي الذي يضم كافة المكونات السنية والشيعية والكردية ولكن العراق القوي العراق الوحدة الوطنية حتى لو كان الاكراد يريدون المحافظة على لغتهم وثقافتهم وادارتهم لوجودهم لكن لا يمكن لاربيل عاصمة اقليم كردستان ان تستغني عن العاصمة الكبرى بغداد.

 محور المقاومة سيقود المعركة

من هنا فمحور المقاومة سيقود المعركة حركة امل – حزب الله قريب منهم الوزير وليد جنبلاط لكنه ليس ضمن محور المقاومة انما بشكل اكيد ليس مع الولايات المتحدة والسعودية كما اظهرت تصريحاته الاخيرة وبات الوزير وليد جنبلاط على حذر كبير من سياسة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان.
وبات الوزير وليد جنبلاط لا يثق بالادارة الاميركية في وجود الرئيس الاميركي ترامب، ولذلك سيكون قريبا في تحالفه مع الرئيس نبيه بري الذي بدوره متحالف الى اقصى حد مع حزب الله وسيكون الثلاثة في محور واحد، اضافة الى قوى حليفة لهم مثل الوزير سليمان فرنجية وكذلك نواب مستقلون حلفاء لحزب الله وحركة امل والوزير وليد جنبلاط وتكتل يريد لبنان قويا يريد لبنان بجيشه القوي ويريد ان يبقى سلاح المقاومة وعدم فتح اي معركة الان مع حزب الله وسلاح المقاومة في المرحلة الراهنة الى حين انقشاع اجواء المنطقة.
من هنا فانه اذا خاض حزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب وحلفاء لهم على قاعدة ان الدولة هي الوحيدة المسؤولة عن السلاح وان سلاح المقاومة يجب سحبه وتحالفت مع قوى اخرى من نواب مسيحيين او غير مسيحيين مستقلين يريدون سحب سلاح المقاومة خاصة من نواب في الطائفة السنية مثل اللواء اشرف ريفي وغيره، فان المعركة الانتخابية ستؤدي الى نتيجة اما ان ينتصر محور المقاومة ويكون لبنان جزءا قويا في المحافظة على قوة لبنان وعلى امكانية ردع اسرائيل في اية لحظة عبر سلاح المقاومة وصواريخها وقدرتها، وعبر قوة الجيش لكن هنا السؤال فكلنا نريد الجيش اللبناني ان يقاتل العدو الاسرائيلي لكن كيف للجيش اللبناني وثكناته مكشوفة ووزارة الدفاع مكشوفة وكل مراكزه مكشوفة امام الطيران الاسرائيلي ان يقاتل اسرائيل، من يرد صواريخ وقنابل اسرائيل عن وزارة الدفاع او عن ثكنة الفياضية او عن ثكنة صيدا او عن ثكنة صور او في طرابلس او في عرمان او في ثكنة الشيخ عبدالله في بعلبك او في قاعدة رياق الجوية العسكرية، فالجيش اللبناني غير قادر على ردع الطيران الاسرائيلي واذا كان الجيش اللبناني سيلجأ الى القتال البري مقابل جيش العدو الاسرائيلي فسيكون مكشوفا من ناحية الجو ذلك ان دباباته ومدفعياته سيقصفها سلاح الجو الاسرائيلي بسهولة بالغة ونحن اصبحنا في عهد تصيب الطائرات التي تقوم بالغارات اهدافها باللايزر على مسافة متر واحد من الهدف، اذا حصل خطأ. ولذلك كيف يكون بامكان الجيش القتال ضد اسرائيل اذا هاجمت لبنان، رغم اننا نفتخر بجيشنا اللبناني ونفتخر بالعنصر البشري فيه وبشجاعة ضباطه ورتبائه وجنوده لكن من المستحيل ان يخوض الجيش اللبناني حربه ضد اسرائيل الا اذا الغى بنيته العسكرية القائمة على مبنى وزارة الدفاع وتوزيع ثكنات عسكرية على الاراضي اللبنانية وانكشاف دباباته وناقلات الجنود والمدافع امام الطيران الاسرائيلي الذي سيقصفها ويدمرها.

 المعركة بين حزب الله والمطالبين بالدولة وقوة جيشها

ولذلك فالمعركة الفعلية هي بين حزب الله الذي حفر الانفاق في الجنوب وحفر كل شيء تحت الارض وبنى قواعد صواريخه تحت الارض ولا تستطيع لا الاقمار الاصطناعية ولا الطيران الاسرائيلي اكتشاف مواقع الصواريخ التي يملكها حزب الله وفي اي منطقة هي موجودة. كما ان حيازة حزب الله على الصواريخ المضادة للدروع من طراز كورنت – اس الحديثة والقادرة على ضرب الجيش الاسرائيلي تجعل المقاومة فعليا هي المحور النيابي الانتخابي الذي سيحصل عليه مجلس النواب والذي سيقود تيار لبنان القوي في وجه المخطط الاميركي – السعودي وغيره، فيما الذين يطالبون بالدولة اللبنانية وقوة جيشها عليهم ان يحددوا السلاح للجيش اللبناني كي يدافع عن نفسه من الغارات الجوية الاسرائيلية.
ولدينا مثلا هنا ان العماد جان قهوجي بقي 10 سنوات قائدا للجيش اللبناني وعمل المستحيل كي يحصل على صاروخ واحد ارض – جو ضد الطائرات الاسرائيلية، او ضد اي هدف جوي يقوم بغارة على لبنان وطوال 10 سنوات لم يجد دولة لا اوروبية ولا اميركية ولا روسية ولا غيرها تبيع لبنان صواريخ ارض – جو ضد الطائرات الاسرائيلية.
ونأخذ مثلا اخر وهي ان سوريا التي قدمت الى روسيا قاعدة جوية في منطقة حميميم قرب اللاذقية عسكرية فيها حوالى 100 طائرة عسكرية روسية، كما قدمت قاعدة  بحرية ضخمة في طرطوس وتستطيع استقبال 32 بارجة بحرية عسكرية روسية، وصيانتها وتأمين ارصفة لهذه البوارج البحرية العسكرية الروسية ومع ذلك تطلب سوريا مقابل ذلك منظومة دفاع اس 400 لترد الغارات الاسرائيلية عن دمشق عن العاصمة عن مطار دمشق ومع ذلك فروسيا لا توافق على بيع سوريا منظومة دفاع اس 400 لرد الطيران الاسرائيلي عن قصف الاراضي السورية والجيش السوري والمدن السورية.
من هنا يبقى امامنا ان العدو الاسرائيلي الذي يرى انه قادر على تدمير الجيش اللبناني من خلال الغارات الجوية لم يعد امامه الا اعلان شعار هو التالي ويقول ان الجيش الاسرائيلي الذي لا يستطيع كشف انفاق ومواقع حزب الله تحت الارض ومراكز صواريخه سيعيد لبنان الى العصر الحجري وهذا يعني انه سيدمر شركات الكهرباء وشركات المياه والطرقات والمستشفيات والجسور وخزانات البنزين والمازوت ويضرب الطاقة المخزنة في لبنان من هذه المواد اضافة الى قصف مطار بيروت وقصف مرفأ بيروت واهراءات القمح فيه. وهنا فان تهديد لبنان باعادته الى العصر الحجري كي تقوم الدولة اللبنانية واطراف اخرى بابلاغ حزب الله بأن لبنان لا يستطيع تحمل حرب مع اسرائيل، مع العلم ان اي عدوان سيحصل ستكون اسرائيل هي البادئة به، واذا كان البعض يعتقد ان حرب 2006 التي نتجت عن اعتراض قوة من حزب الله لدورية اسرائيلية على الحدود سببت شن العدوان الاسرائيلي الكامل على لبنان فانه واهم، لان العمل العسكري المحدود الذي قام به حزب الله ضد دورية اسرائيلية كان يمكن حصره بغارات اسرائيلية على مراكز حزب الله في جنوب لبنان.

 اسرائىل واعادة لبنان الى العصر الحجري

لكن اسرائيل شنت حربا وعدوانا كاملا باعتبار ان لبنان غير قادر على الرد، وعندما وجدت ان لبنان صمد قررت هذه المرة الانتقال الى شعار اعادة لبنان الى العصر الحجري طالما انها غير قادرة على اكتشاف ثكنات والمواقع العسكرية السرية لحزب الله لا من حيث وجود صواريخ ارض – ارض ولا من حيث وجود ثكنات عسكرية لحزب الله ولا من حيث اكتشاف غرف عمليات حزب الله العسكرية، ولا من خلال معرفة مداخل ومخارج الانفاق في جنوب لبنان وعلى طول الحدود مع فلسطين المحتلة وصولا الى الليطاني وما بعد الليطاني.
ولذلك فاسرائيل قررت استعمال شعار اعادة لبنان الى العصر الحجري وعندها تعتقد انها اذا دمرت لبنان تدميرا كاملا بضرب اهدافه المدنية والبنية التحتية بالطائرات المعادية الاسرائيلية فان الشعب اللبناني سينتفض ضد المقاومة. وهذا يدل على ان اسرائيل غير قادرة على الحاق الهزيمة بالمقاومة.
ونعود الى الانتخابات النيابية، فان انتخاب محور المقاومة وانتخاب حلفائه وانتخاب خط لبنان الذي يريد جيشاً قوياً مع تأمين اسلحة له اذا وافقت احدى الدول على بيعنا صواريخ ارض – جو، كذلك الاعتماد على المقاومة لانها القوة التي الحقت الهزيمة بجيش اسرائيل سنة 2006 وهي قادرة سنة 2018 على الحاق هزيمة اكبر باسرائيل وضرب كامل الكيان الصهيوني في كل مدنه وبلداته.

 الاقتراع سيكون لمحور المقاومة

ومن هنا ننظر الى الانتخابات النيابية على هذا الاساس، فمن يريد الامم المتحدة والسعودية فليذهب الى الانتخابات، ومن يريد محور المقاومة والدفاع عن لبنان واعتماد ان لبنان القوي هو الاساس وان قوة لبنان ليس بضعفه بل قوة لبنان هي بقوة شعبه وجيشه وخاصة المقاومة السرية عبر حرب عصابات تفاجىء العدو الاسرائيلي في كل مكان، فاننا نرى ان الشعب اللبناني يجب ان يختار لبنان القوي لبنان الجيش القادر ونتمنى ان يحصل على صواريخ ارض – جو والمقاومة القادرة التي حققت انتصاران، انتصار تحرير الجنوب وانتصار حرب 2006 حيث هزمت اسرائيل. ولذلك نرى ان صوت المقترع في الانتخابات النيابية يجب ان يكون لمحور المقاومة لحزب الله لحركة امل للوزير وليد جنبلاط لحلفائهم الذين لا يريدون شن حرب على الكيان الصهيوني الان ولكن يريدون ابقاء جهوزية المقاومة والبقاء ضمن محور المقاومة لا بيع القضية بسعر رخيص ومن دون ثمن كما فعل الفلسطينيون عبر اتفاق اوسلو ولا كما فعلت مصر بتجريد سيناء من سلاحها وعدم قدرة الجيش المصري على الدخول الى سيناء، ولا على اتفاق بين الاردن واسرائيل حيث وادي عربة تم تأجيرها الى اسرائيل لمدة 99 سنة وحيث اسرائيل تسيطر على الاردن من حيث القوة العسكرية. وانتزعت منه القدس وهو راعي المقدسات الاسلامية فيها منذ مئات السنين.

 المعركة ليست بين 8 و14 آذار

المعركة اليوم ليست بين 8 اذار و14 اذار المعركة هي بين ادارة اميركية منحازة الى اسرائيل كليا وها ان وفدها للتفتيش المالي قد جاء الى لبنان دون قرار من الامم المتحدة ومجلس الامن بل بقرار اميركي ذاتي لخرق سيادتنا المالية والتفتيش على حساباتنا المصرفية والا فانها ستمنع اي تعامل بالدولار مع الولايات المتحدة من قبل المصارف اللبنانية، ولذلك خضعت الدولة اللبنانية ومصرف لبنان والمصارف اللبنانية لهذه اللجنة كي لا يتم فرض عقوبات قاسية علينا او يتم مقاطعة لبنان مصرفيا.
كذلك من يريد لبنان ضمن هيئة الامم المتحدة لا تحمي حقوقه وفي المقابل هنالك الناخبون الذين يريدون سلاح حزب الله وصواريخه كي تضرب اسرائيل وجيشها وقوتها العسكرية ومطار بن غوريون ومرفأ حيفا وكل المناطق في فلسطين المحتلة حيث تسيطر الصهيونية كذلك ردع جيش العدو الاسرائيلي من اجتياز الحدود بين فلسطين المحتلة ولبنان.

 الانتخابات القادمة : اما لبنان القوي  واما لبنان الامم المتحدة والسعودية

هكذا نرى الانتخابات القادمة، اما لبنان القوي من خلال قدرته على ردع العدو الاسرائيلي واما لبنان الذي يريد الاعتماد على هيئة الامم المتحدة ومجلس الامن والمعروف ان الادارة الاميركية لا تحترم مجلس الامن وان مجلس الامن لديه 1000 قرار لم يتم تنفيذها وان السعودية لم تفعل شيء للبنان اذا دعمت وحصلت على الاكثرية بل ان دعم ايران الصاروخي للمقاومة وتمويلها وتسليحها اضافة الى ان الرئيس بشار الاسد يرفض التوقيع على اي اتفاق مع العدو الاسرائيلي كما حصل في اوسلو ووادي عربة وكامب ديفيد اضافة الى العراق الذي عانى شعبه الى التوحد وقوة الشعب العراقي عظيمة ومن الان والى 10 سنوات يكون الشعب السوري والشعب العراقي قد اصبحا في قوة عظيمة مع حزب الله اللبناني والمقاومة وحتى شعب لبنان. اضافة الى المقاومة الفلسطينية البطلة التي لا تجعل العدو الاسرائيلي يرتاح لحظة في اغتصابه لارض فلسطين المحتلة، وتقاومه في كل المجالات وتوقع به الخسائر رغم ان الشعب الفلسطيني اعزل من السلاح وجيش الاحتلال الاسرائيلي يملك كل انواع اسلحة الفتك والقمع والاضطهاد.
معركتنا الانتخابية هي بين خط لبنان القوي المقاوم ضد اسرائيل وبين لبنان الدولة في الامم المتحدة والمملكة السعودية التي لم تستطع التقدم كلم واحد على حدودها في اليمن، فماذا تفعل السعودية للبنان اذا شن الجيش الاسرائيلي حربا على لبنان، طالما ان الجيش السعودي لم يستطع تحقيق انتصار بسيط في اليمن فهل يستطيع نجدة لبنان من عدوان اسرائيلي.

شارل ايوب