"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

مع فيلم the post للمخرج اليهودي الشهير ستيفن سيلبرغ

انا المثقف الليبرالي ضد منع فيلم the post
بقلم ناجي امهز
انها الحريات العامة كيف يمنع عرض فيلم the post للمخرج اليهودي الشهير ستيفن سيلبرغ، ماهو الذنب الذي ارتكبه هذا المبدع المتصهين كي تقوم الدنيا ولا تقعد ضده، فقط لانه تبرع بمبلغ تافه قيمته مليون دولار لوزارة الحرب الإسرائيلية اثناء حربها على لبنان.
وما ذنبي انا المفكر المبدع بهذه الحادثة وهذا التبرع فانا اسلوبي المرن وطريقة عيشي وتطلعاتي الكفرية بعيدا عن العصبية لا تسمح لي ان اتوقف عند كم جسر وكم بناء تهدم في وطني.
كما ان حريتي الشخصية واندفاعي للحياة وحب فهمي للآخر تمنعني وانا في طريقي لمشاهده الثقافة الصهيونية ان اتوقف امام جارتنا ام علي وهي تمسح بيدها المرتعشة ودمعتها المنهمرة قبر وحيدها ومعيلها وفرحة عمرها ونور بصرها، الذي سقط شهيدا في عدوان 2006.
ولا يعقل ان اكون انا المثقف المنفتح المتورم بالثقافة مثل بقية الناس العاديين الذين تستوقفهم مواقف او احداث عابرة، وخاصة عندما اسمع انين تلك السيدة وهي تئن بصمت وحرقة قلب أثناء تقبيل صورة طفلها الذي انتزعته قذيفة اسرائيلية من بين أحضانها فلملمت أشلاؤه كبقايا أوراق الخريف المتناثرة، وانا بوعيي الثقافي المتوقد متأكد بان القذيفة التي دفع ثمنها من هبة المليون دولار التي تبرع بها المخرج ستيفن سيلبرغ ليست هي القذيفة التي قتلت هذا الطفل.
وبما اني مثقف متواضع انبطاحي فلا يعقل ان أتعالى على مثقف صهيوني اسرائيلي حاقد على وطني، لان ثقافتي الصعلوكية تقف بيني وبين ( التتبيع ) بهذه الطريقة، ماذا يعني ان تقوم إسرائيل بتهديم القرى وحرق الحقول واقتلاع الاشجار امام ان يسالني مثقف منحرف عن راي بفيلم the post .
واهم مقومات ثقافتي العمياء المركبة من خلل جيني في خالايا الوطنية عندي هو الراي والراي الاخر، فثقافتي تحتم علي ان استمع إلى الراي الاخر حتى لو شتمني وانتهك حريتي واعتدى على وطني، فانا مثقف والمثقفين امثالي عشاق هذا المخرج الصهيوني الاسرائيلي كل من اخد امه يصبح عمه.
وعليكم ان تتفهموا مواقفي النخبوية الانكشارية الخنفشارية، وما يتعلق بالثقافة العالمية، فاعذروني نحن ضد منع ثقافة الصهيونية وخاصة انها حديثنا الليلي اثناء السهر والرقص والفقش والزحف على القفا والبطن.
وفي الختام عزيزي القارئ انا انصحك بان تشتم هكذا عينة من المثقفين المطبيعن المنحلين، لانك بحال بصقت فانت تبصق على شاشة موبايلك او ربما تكسر كومبيوترك المحمول.
لعن الله هذا الزمن الذي اصبح فيه التطبيع مع الكيان الاسرائيلي الغاصب المغتصب القاتل المحتل وجهة نظر.