أستانة ( القسطنطينية الجديدة ) .. عاصمة كازاخستان … عاصمة النظام العالمي الجديد
( حكومة وبرلمان الدجال )
مدينة «أستانة» هي عاصمة كازاخستان منذ 10 ديسمبر 1997م، حصلت على جائزة «مدن من أجل السلام» من اليونسكو عام 1999م، وأصبحت عضواً في المجلس الدولي للعواصم والمدن الكبرى منذ عام 2000م، وهي أول مدينة / عاصمة تم تشييدها في القرن الحادي والعشرين، وأستانة تشير إلى الاتجاه الذي يسير إليه العالم، وقد تم تشييدها تحت رعاية «نور سلطان نزارباييف»، رئيس دولة كازاخستان، بدعم من مليارات الدولارات البترولية، وهي عاصمة غيبية، تجمع مكوّنات النظام العالمي الجديد، وتقيم شعائر عبادة الشمس، أقدم الديانات على الأرض.
وكازاخستان دولة متفرّدة في العالم، فهي تضم أكثر من 130 جنسية، وربما كل ديانات العالم، ويصل تعدادها إلى حوالي 16 مليوناً من المواطنين، وتضم هذه الدولة 42 ديانة وعقيدة، وحوالي 3 آلاف منظمة دينية.
والمبنى الرئيس بها الهرم، تم إهداؤه إلى عبارة «التخلي عن العنف»، وإلى عبارة «تجميع ديانات العالم»، وهما موضوعان لهما أهمية خاصة بالنسبة للفاتيكان، والتجوّل داخل ذلك الهرم يمثّل طريق الإنسانية تجاه التنوير؛ ففي البدروم توجد أوبرا أستانة، حيث تقوم الجماهير المغيّبة بالتسلية، والطابق الأوسط، وهي الساحة الرئيسة بالهرم، هي عبارة عن قاعة الاجتماعات لكافة القادة الدينيين في العالم، الذين يحضرون هذه الاجتماعات، ويتناقشون في كيفية المصالحة بين الاختلافات القائمة بينها، من أجل العصر الجديد القادم، والذي يهدف إلى إحلال خلفية وثنية جديدة بدلاً من كل الأديان القائمة، وتضم قمة الهرم أو القمة المقدسة قاعة محاطة بالزجاج تماماً، وعليه رسومات للحمام الأبيض، رمز السلام الذي سوف يلوح مع توحيد الحكومات العالمية والأديان كافة تحت مسمى «النظام العالمي الجديد».
وقد تبنّت كازاخستان نظاماً اجتماعياً متفرداً في العالم، مجتمع متعدد الأعراق ومتعدد الأديان، معترف به كنموذج ضد الصراعات الدينية المنتشرة في جميع أنحاء العالم، وقد أصبحت مدينة أستانة مكان اللقاءات وساحة لقادة المجتمع الدولي، الذين يجتمعون من أجل الحوار بين الأديان، باعتباره وسيلة للتقارب بين مختلف الثقافات.
ويقام «مؤتمر قادة العالم والديانات التراثية» في أستانة منذ عام 2000م، وهم يجتمعون كل 3 أعوام، وقد تمت 5 لقاءات حتى الآن، في أعوام 2003، و2006، و2009، و2012م، وكان آخرها في يونيو 2015م، والاجتماع القادم سيتم عام 2018م، وقد تم الاجتماع الخامس يومي 10 و11 يونيو 2015م، تحت رئاسة رئيس جمهورية كازاخستان، «نور سلطان نزارباييف»، وكان موضوعه «السلام والتوافق كاختيار للإنسانية»، وقد حضره 80 وفداً من 40 دولة، ومن بين الحضور «بان كي مون»، الأمين العام الأمم المتحدة، وملك الأردن «عبدالله الثاني»، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي «إياد أمين مدني»، ومختلف قيادات الديانات العالمية.
وكانت الموضوعات المطروحة للمناقشة هي: «القيادات الدينية والسياسية: المسؤولية تجاه الجنس البشري»، «تأثير الدين على الشباب: التعليم، والعلوم، والثقافة، ووسائل الإعلام»، «الدين والسياسات: اتجاهات جديدة وتطلعات»، «الحوار القائم على الاحترام المتبادل والتفاهم بين قادة العالم والديانات التراثية من أجل السلام، والأمن، والتوافق»، أما الجلسة الختامية فكانت بعنوان «حوار القادة الدينيين والسياسيين من أجل السلام والتنمية»، وكما نرى، يبدو أنها رقصة ثنائية الإيقاع بين السياسة والدين!
حضور الفاتيكان
إن مقر الكرسي الرسولي البابوي والفاتيكان في كازاخستان يعد واحداً من ضمن 113 تمثيلاً دبلوماسياً وقنصلياً أجنبياً، وواحداً من 63 مفوضية في أستانة، والكاردينال «جان لوي توران»، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان، هو الممثل شبه الدائم للفاتيكان في هذه المؤتمرات، ومع ذلك، فإن تمثيل الفاتيكان يصل إلى أعلى من ذلك، بما أن رئيس الدولة «نزارباييف» قد ذهب شخصياً لدعوة البابا «بنديكت 16»، يوم 6 نوفمبر 2009م، لحضور المؤتمر الثالث، وقدم له هدية تذكارية، عبارة عن نموذج للهرم، ذلك المبنى الرئيس في أستانة ومقر الاجتماعات التخريبية، وأياً كان الأمر، فإن هذا التواطؤ الخائن للدين لا يخص الفاتيكان وحده، وإنما كافة ممثلي الأديان في العالم، بكل أسف، وخاصة أولئك التابعين لـ17 دولة الأساسيين، الذين توجد توقيعاتهم على نموذج الكرة الأرضية في قمة الهرم.
ظاهرة الخزر.. وكازاخستان
إن ظاهرة الخزر تعني الأتراك – المغول الذين تحولوا لليهودية عام 740م، وهي سابقة تعد الأولى من نوعها في التاريخ، من جانب شعب لا ينتمي لواحدة من القبائل الاثنتي عشرة لـ «إسرائيل»، وقاموا بتكوين القبيلة الثالثة عشرة! وجزء كبير من يهود أوروبا الشرقية (الأشكيناز) أصلهم من الخزر، ويتميزون عن باقي الهجرات «السفاراد» حول محيط البحر الأبيض المتوسط، وقد قام العديد من المؤلفين بكتابة تاريخ ذلك الشعب الذي لا تتنازل أطماعه عن السيطرة على العالم أو أن يكون من قادته، ولعل ذلك هو الذي أدى إلى اختيار تلك الرقعة الجغرافية لإقامة مدينة أستانة.
وقد قام كل من «مايك هاريس»، «بريستون جيمس»، بالكشف عن التاريخ الحقيقي المخفي لدولة الخزر وارتباطها بالصهيونية العالمية وبـ«آل روثتشيلد»، المتمركزين فيما يُطلق عليه «سيتي لندن»، وهو أغلى كيلومتر مربع على سطح الأرض، إذ يضم أكبر البنوك الرئيسة في العالم، وتمتلك هذه الأسرة السيطرة على بنك إنجلترا، وتدير الثروات المهولة التي لا تُحصى للفاتيكان، وقام آخرون بالربط بين تلك العائلة وبرنامج 2030م الذي أصدرته هيئة الأمم هذا العام، بينما يقوم البعض الآخر بربطها بمافيا «روثتشيلد – الخزر» الذين يتحكمون بخيوط اللعبة في العالم حالياً.
وأياً كانت المعطيات التي تتداخل لتكوّن الخلفية العامة أو المسرح الذي تدور عليه الأحداث في مدينة أستانة، حيث تتم المناقشات الدولية لصياغة دين النظام العالمي الجديد، فلقد أصبح ذلك يمثل واقعاً لا يمكن لأي شخص إنكاره، بكل أسف؛ إذ إن الموقع الرسمي لهذه المؤتمرات يتضمن كشف أسماء كل المساهمين في هذه اللقاءات الخمسة التي تمت، بما فيها صورهم الشخصية.
إنجيل «آريس».. وأستانة
إن التطور السريع نسبياً للعديد من الحركات والطوائف والمذاهب الدينية الحديثة، التي تظهر في كل مكان تقريباً منذ عدة عقود، يلفت النظر لتواكبه مع نظام العولمة، ونذكر من هذه الحركات: المورمون، والأونزم، والكاؤديزم، وكنيسة الصحوة، وكنيسة الوحدة، والبراهما كومارس، والبهائية، والسنكريتية، والنيوسنكريتية، والنواشيزم، وغيرها كثير، وكل تلك الفقاعات من الحركات أو الفرق تؤدي إلى زعزعة الأديان المستقرة، في زمن تزعزع فيه الكثير من الثوابت؛ لتسهل عملية محوها.
وتعتبر «النواشيزم» ديانة عالمية منبثقة من اليهودية؛ اعتماداً على قوانين سيدنا نوح – كما يزعمون – وهي تتواكب مع السياسة العالمية، وتطبّق تعاليمها وقوانينها على غير اليهود فقط! ومن وجهة نظر «النواشيزم» هذه، فإن الكاثوليكية عليها القيام بإعادة نظر شاملة لمبادئها بدءاً من إلغاء الثالوث وألوهية المسيح، وهو ما يجعلها قريبة مما ينادي به إنجيل «آريس» بوضوح، والذي نستشهد به على سبيل المثال، وحيث إن الهدف النهائي لليهودية هو إقامة دين عالمي للجميع، فهذا هو ما نطالعه أيضاً في نهاية إنجيل «آريس»؛ حيث إن رسالته تجعل من «إسرائيل» الدولة المعدّة لتحقيق الوعد (إطار صفحة 53).
وإن كان إنجيل «آريس» يدعو إلى ممارسة حب القريب ويدعو إلى تخطي الأنظمة الدينية والسياسية، وإقامة عدالة عالمية تتخطى كل خلافات العقائد والأديان، فهو لا يرمي إلى أن يكون ديانة تقودها مؤسسة، على حد زعم كاتبه، ويترك حرية مطلقة للبشر، ثم يحدد قائلاً: «إن كل شيء معدّ لكي تختفي كل الأديان والسياسة والحضارة المادية الحالية»! ألا يتماشى ذلك مع ما تطالب به لقاءات أستانة لتنفيذه؟!
وفيما يتعلق بالمسيحية، فإن إنجيل «آريس» يدين معطيات الأناجيل، ويعتبر الثالوث هرطقة، وينكر ألوهية يسوع، وينكر أنه ابن الله، ويهاجم رجال الإكليروس، ويطالب بإعادة صياغة الأناجيل ليجعل منها «الإنجيل الإسرائيلي»! وإن كانت مهمة «بوتاي» لا تتوجه بكل تأكيد إلا إلى نطاق المسيحية، فهو بدأ من عام 1995م يدرج البلدان المسلمة في نطاق مهمته، وذلك لم يمنعه من أن يقول في مقدمة طبعة عام 2009م: «إن رسالة إنجيل آريس لا تؤسس أي دين ولا سياسة ولا قانون جديد، وترمي بالأحرى إلى الاختفاء الطبيعي لكل ما هو قائم منها»، وتقول آخر جملة: «لذلك فإن هذا الإنجيل لا يمكن أن يؤدي – ما أن يتم تحقيقه – إلا إلى عالم قد تغير تماماً بلا دين، ولا سياسة، ولا قانون، ولا مؤسسات تدخلية أو تحكمية»، أليس ذلك ما ينادي به ويعمل على تنفيذه القائمون على مؤتمرات أستانة؟!
إن الربط بين إنجيل «آريس» وما يدور في أستانة قد يبدو مبالغة غير لائقة في نظر أتباع «آريس»، الذين تقبّلوا ذلك الإنجيل وخاصة فكرة أن يسوع تجسّد له بلحمه وعظمه، على أنه واقع حقيقي، وبخلاف كل ما تقدم، توجد صلة أخرى بين إنجيل «آريس» ومؤتمرات أستانة، تتلخص في كلمة «الإستب»، التي تمثل الخلفية الجغرافية السياسية لكازاخستان، والتي ترد 5 مرات في نص إنجيل «آريس»، في الآيات : 5-3 /28؛ 10/28؛ 21-20 /28؛ 01 /31؛ و 05 /31، ويحدد «بوتاي» قائلاً: «لا توجد إستب إلا في الاتحاد السوفييتي أو في الصين الشيوعية»، وذلك في تعليقه على الآية 5 /28 طبعة 2009م، أي أن مهمته تتمركز في تلك المنطقة، ثم يضيف في نفس الملحوظة: «إن إعادة تنظيم العالم ليس أمراً ماركسياً، ولكن إنجيلياً منذ عام 2000م»؛ أي دينياً، وينهي تعليقه على شرح الآية الرابعة قائلاً: «إن الله يطلب مساعدة الملحدين أو حتى عبدة الأصنام من أي نوع لكي يقوموا بإعداد عالم المستقبل»!
إن الآية 10/28 تنتهي بعبارة «مع إخوانك في الإستب، الذين لا ينطقون اسمي، ستقيم العدل»، وهو ما يعني أن «بوتاي» لا يقع عليه التعاون فحسب مع إخوانه في «الإستب»، لكن يا له من «يسوع» غريب ذلك الذي يطلب من رسوله أن يتعاون مع القائمين في «الإستب»، الذين يسعون إلى إلغاء الأديان! والآية 11 /28 تستكمل المعنى: «من الأفضل أن تقام بدون اسمي عن أن يحكم ويسود ما أبغضه».
ويقول «بوتاي» في طبعة 2009م: «إن نداء توحيد كافة المؤمنين قد انطلق من آريس (أولاً مع أبناء إبراهيم؛ المسيحيين واليهود والمسلمين)، ومع غير المؤمنين (الذين لا ينطقون اسم الرب) ليقوموا معاً بتحطيم الأنسقة الدينية، والسياسية، والعرقية، والاقتصادية، ويحرروا في كل مكان المقهور والمنهوب»، وبما أن اليهود الصهاينة هم سادة هذا التخريب السائد في العالم، فلا يمكن إلا القيام بالربط بين ما يدور في أستانة والرسالة الخاتمة لإنجيل «آريس»، الذي ذُكر كنموذج على سبيل المثال.
ففي ملاحظات طبعة عام 2009م التي تختلف كلية عما في طبعات أخرى، يفسر «بوتاي» آيات 21 – 20/ 28 قائلاً: «إن الإعلان عن الانقلاب الكبير هو الذي سيقيم الحضارة الجديدة، ساحة الجنة الأولى التي علينا إعادة بنائها»! ولا داعي لإضافة أن الجنة (في سفر التكوين) كانت في السماء حيث طرد الرب منها آدم وحواء وأرسلهم إلى الأرض.
ولاختصار كل ما تقدم، لا يمكن إلا قول: لقد تمت اللعبة، ومن يقومون بتنفيذ الأحداث القادمة يتمسكون بشراسة لإنجاح خطتهم؛ لذلك يحلو لي أن أذكّر بآية تفتح الآفاق أمَلاً:
{وَإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ “30”} (الأنفال).
ربما تحتوي الصورة على: سماء ونشاطات في أماكن مفتوحة