الشرق القطرية :
“الشرق” تنشر “سجل العار” لمسيلمة العصر
“الحقيقة” تقض مضاجع دليم وذبابه الإلكتروني
بدأ حياته كهاكر ويقود جيشاً من المخترقين
رئيس تحرير سعودي: القحطاني “غير سوي” لديه “عقد نفسية”
تركي الروقي كشف تهديدات دليم لرؤساء التحرير في السعودية
أمس الأول.. كانت ليلة سوداء على سعود القحطاني، المستشار في الديوان الملكي السعودي، المشهور بلقب “دليم”، وعلى جيشه الإلكتروني، فما إن انتهى سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، من حواره في برنامج “الحقيقة” على تليفزيون قطر، والذي كشف فيه لأول مرة عن حقائق جديدة في العلاقات مع السعودية قبيل الأزمة الخليجية، حتى أصابه الأرق، بعد أن صدمته “الحقيقة، فلم يغمض له جفن، ولم يهدأ له بال، ولم يرتاح له حال، إلا وانطلق على حسابه على “تويتر”، منصته الأثيرة في بث الأكاذيب ونشر الافتراءات، ليقضي فيها ليلته، محاولاً الرد على ما كشفه سعادة وزير الخارجية، دون جدوى، وسط توقعات إنه تم توبيخه لفشله في اختلاق أكاذيب جديدة، تواجه حقائق سعادة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية.
سيل من البذاءات رداً على “الحقيقة”
سيل من التغريدات للقحطاني في أعقاب حوار سعادة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، ساق فيها أكاذيب مكررة وادعاءات مغرضة دون أن يمس جوهر “حقائق” سعادة وزير الخارجية، التي تهرب من الرد عليها، لتصيب تصريحات الحقيقة دليم وجيشه في مقتل.
9 تغريدات مطولة للقحطاني- نتحفظ عن نشرها لما تحويه من بذاءات- لم يرد في أي منها عن السبب الذي جعل سياسة السعودية تتغير بشكل مفاجئ دون أي سبب، كما لم يكشف عن سبب تراجعها عن الوساطة التي قامت هي بعرضها لتقريب وجهات النظر بين مصر وقطر خلال مناورات “رعد الشمال” في حفر الباطن، لم يجب من المتحكم في السياسة السعودية، ويدفعها لتغيير آرائها وسياساتها؟ والتراجع عن التزاماتها؟ الإجابة يعرفها الجميع، ولكن دليم الفلس لا يجرؤ على الإجابة عن السؤال.
كان السؤال المفترض أن يجيب عليه دليم في تغريداته، إنه إذا كان الأمير محمد بن سلمان أيد موقف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في رفض تسليم زوجة معارض إماراتي لأبوظبي؛ كونها لم ترتكب أي جرم، لأن هذه ليست أخلاق أهل قطر وقيادتها، وقال لسمو الأمير “بيض الله وجهك على هذا الموقف، دولة قطر دائماً نجدها بجانبنا وأمامنا”، وذلك قبل الأزمة الخليجية بشهرين فقط، فما الذي تغير في موقف المملكة، وجعلها تتراجع عن مواقفها، لم يجب ولن يجب دليم في تغريداته، لأنه لا يستطيع الرد على الحقائق، فقط يستطيع تزييفها، والتحريض ضد قطر.. فمن هو دليم.؟ ولماذا لم ينم ليلة أمس الأول بعد “الحقيقة”؟.
في السطور التالية تستعرض “الشرق” سيرة سعود القحطاني، أو بمعنى أدق “سجل العار” لدليم.
دليم.. سيرة مخزية
لم يترك ذنبا إلا وارتكبه، ولا جريمة إلا واقترفها، يتحدث كذبا، ويغرد إثما، توجيهاته تحريضات، وتصريحاته بذاءات، وأحاديثه افتراءات، مهاراته التهكير والتشهير، يستغل سلطاته في ممارسة كل أنواع البلطجة والإرهاب الفكري، إنه سعود القحطاني، الذي يعرف نفسه بأنه “المستشار بالديوان الملكي السعودي، المشرف على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية، رئيس الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة”، المشهور بلقب “دليم “.
ورغم الأهمية المفترضة للمناصب التي يشغلها، إلا أن المتتبع لسيرته ومسيرته يكاد يصاب بالصدمة لوصوله إلى تلك المناصب واحتفاظه بها رغم ما ارتكبه من جرائم، باعتراف الإعلاميين السعوديين العاملين معه أنفسهم، من إساءة استخدام السلطة، والسب والقذف، والتحريض ضد كل من يعارضه، وترهيب رؤساء التحرير لإجبارهم على تنفيذ أوامره، فضلا عن جريمته الكبرى وفضيحته العظمى، وهي قيادة جيش من الذباب الإلكتروني وظيفته الأساسية التحريض ضد قطر ومواطنيها وشعبها، وهي الجريمة التي ارتكب خلالها من الآثام ما لا يغتفر، عبر التحريض على الشعب القطري، وتهديد المتعاطفين مع قطر بإعداد قائمة سوداء تضمهم، تمهيدا لمحاكمتهم، ومحاولة سرقة حقوق بث قناة بي إن سبورت القطرية، وإثارة النعرات القبلية، والخوض في الأعراض، في سابقة تؤهله لدخول موسوعة غينيس بأكبر جرائم يرتكبها مسؤول علنا.
اشتهر القحطاني في أعقاب الأزمة الخليجية، من خلال تغريداته الحاقدة والكارهة لدولة قطر وشعبها والداعية لاستمرار الأزمة، والمحرضة عليها، الأمر الذي جعله في مرمى انتقادات حقوقية طالبت بمحاكمته ومحاسبته على جرائم التحريض ضد قطر، وخصوصا بعد إصدار تقرير اللجنة الفنية للمفوضية السامية لحقوق الإنسان، وسط تساؤلات عن مدى أهليته لتولي المناصب التي يشغلها، وسط مطالب لمغردين بعزله من مناصبه، بعد ما ارتكبه من جرائم وفضائح.
سيرة مخزية تأنف النفس من مطالعتها، لرجل بات يلقب من كثرة جرائمه وافتراءاته، بأكبر عدد من الألقاب، منها دليم و”رويبضة العصر”، و «الرويبضة» تعني: “الرجل التافه الذي يتكلم في أمور العامة”، و”مسيلمة العصر” نظرا لكثرة أكاذيبه وافتراءته، و”المستشار الحرامي” لمحاولته سرقة حقوق بث قناة بي إن سبورت، وقائد الذباب الإلكتروني لقيادته جيشاً إلكترونياً لمهاجمة قطر والتحريض ضد شعبها عبر مواقع التواصل، أما لقبه الأشهر فهو “دليم”، وهو اسم لخادم في قصة شعبية، استخدمها في هاشتاق للهجوم على قطر، لكن الاسم ارتد عليه.
فضيحة القحطاني
شخص يحمل تلك الألقاب ويرتكب تلك الآثام، لم يكن من الصعب عليه بعد وصوله المفاجئ إلى منصب هام في الديوان، أن يصنع سيرة مزيفة يدعي فيها زورا حصوله على درجات علمية، وترقيه في عدة مناصب، في حين أن حقيقة سيرته يكشفها الإعلامي السعودي “تركي الروقي” رئيس تحرير صحيفة “الوئام” ومالكها السابق، والذي فضح سعود القحطاني وممارساته مع رؤساء تحرير الصحف، وكذلك كشف تلك السيرة المغرد الشهير “مجتهد” في حسابه بموقع “تويتر”.
يقول “مجتهد” :”كان سعود منذ بدايات نشاطه الفكري من المتصهينين العرب”، ويروي كيف أنه تنقل من منتدى إلى آخر من “طوى” إلى “دارة الندوة” ثم العربية نت بأسماء مستعارة تستهدف الهجوم على الدين، وأشار إلى أن له “إنجازات مذهلة في محاربة الدين”، إلى أن عيَّنه خالد التويجري رئيس الديوان آنذاك في الديوان الملكي، وثبَّته ابن سلمان كمستشار في الديوان وأعطاه صلاحيات شاملة، منها تفريغ جيش ضخم إلكتروني.
ما ذكره “مجتهد”، كشف عنه بحكم التجربة والمعايشة الكاتب السعودي، ومؤسس صحيفة الوئام، تركي الروقي، قائلا إنه يسيء استخدام سلطته، ويتعسف، “ويرضي بها ذاتا غير سوية داخله”.
وبيَّن في مقال له نشره على صفحته بـ”تويتر” إن “ثقافة هذا الرجل كانت هي التشهير بخصومه”، مشيرا إلى أنه كان يقوم بعمل “وزير الإعلام الخفي”، وأحيانا يلعب أدوارا أخرى من قبيل “مدير الاستخبارات”، وكان “لا يوقر كبيرا، ولا يحترم خبيرا، لغته بذيئة بكل معنى للبذاءة، ونقاشه أو مفاوضته جريمة في نظره، لدية عقدة نفسية من بعض المثقفين وحملة الدكتوراة، وبيَّن أنه “يقمع رؤساء التحرير” لتنفيذ توجيهاته.
يقول الروقي “أعرف الرجل منذ الأيام التي قام بتجميع عدد من الهاكر وتعامل مع شركة متخصصة بالإغراق وأعرف مواقع كثيرة استهدفها بالتهكير عن طريق منظمته الإنترنتية، وأعرف صحيفته الإلكترونية التي قذف فيها أعراض الناس، وشوه سمعة الكثير من المواطنين”.
ويتساءل هل هو “مستشار بمرتبة وزير في المؤسسة الأولى في الدولة، أم مراهق تخصص في التهكير والتشهير؟”
كما تناول حساب سعودي على “تويتر” يدعى “تاريخ وذكريات” معلومات مثيرة عن تاريخ القحطاني في عمليات الاختراق الإلكترونية (الهكر).
وعرض الحساب تاريخ القحطاني في القرصنة والتجسس، مؤكدًا ذلك أنه بدأ التعامل مع مواقع (الهكر) في عام 2009، وبأسماء مستعارة.
كما تداول نشطاء على تويتر جزءا من وثيقة نشرها موقع ويكيليكس للوثائق المسربة، قبل عامين، تظهر تواصل سعود القحطاني مع شركة تجسس إيطالية وتحتوي على حديث حول مفاتيح التشفير لأحد برامج التجسس.
توريط السعودية
وللقحطاني سوابق في توريط السعودية والإساءة لرجالها، فهو من سبق أن سرب معلومات كاذبة لوكالات الأنباء عن ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف تستهدف الإساءة إليه، كما أنه قام بتوريط بلاده في الاحتجاجات التي شهدتها إيران مؤخرا، وأعاد القحطاني نشر مقطع فيديو على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، لولي العهد، كان يقول فيه: «نعلم أننا هدف رئيسي للنظام الإيراني، ولن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، وسننقل المعركة إلى إيران».
أيضا واحدة من الشائعات التي ارتدّت انعكاساتها على بلده، حديثه عن تخطيط ليبي بتواطؤ قطري لاغتيال الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عندما كان لا يزال وليا للعهد عام 2003، ليتبيّن بالوثائق أن ادعاءاته مجرد فبركات خيالية، إذ إن المتهم بمحاولة الاغتيال محمد إسماعيل، لاجئ في أبوظبي، وصديق شخصي لولي عهدها، وفق ما اعترف به الساعدي معمر القذافي، خلال التحقيق الموثق معه بالصوت والصورة.
وبعد كل تلك الجرائم والآثام، ما زال القحطاني يعمل تحت إمرته جيش ضخم من المغردين، فضلا عن أعداد كبيرة من المخترقين (الهاكرز)، يستخدمهم في توجيه الرأي العام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وشن الحملات ضد قطر.. فهل تتجاوز السلطات محاولة توبيخه إلى عزله ومحاسبته على جرائمه، هذا ما يأمله عقلاء الخليج.