"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

“حرب الشوارع”.. تغيير الأسماء قرب السفارات وسيلة الدول للمكايدة السياسية

تغيير أسماء شوارع سفارات الدول يعد نوعاً معتاداً من المكايدة السياسية التي تقوم بها كثير من البلاد المتنازعة؛ لإجبار الدول على استخدام أسماء المعارضين في المعاملات الرسمية يومياً، وكنوع من الاعتراف بهؤلاء المعارضين أكثر من الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية.

أحدث الحروب على أسماء الشوارع جاء من واشنطن، التي غيرت اسم الشارع الذي تقع به السفارة الروسية، وذلك بعد اغتيال معارض روسي.

وبحسب BBC، فقد أجرى مجلس المدينة تصويتاً لتغيير اسم الشارع الذي تقع به السفارة الروسية، وجاء القرار لتكريم المعارض الروسي بوريس نيمفسوف، الذي اغتيل خارج الكرملين عام 2015، وكان معارضاً قوياً لنظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

من جانبهم، استنكر السياسيون الروس تلك الخطوة ووصفوها بأنها “خطوة قذرة”، ونقلت وكالة إنترفاكس

الروسية عن زعيم الحزب الوطني الليبرالي الديمقراطي، فلاديمير جيرينوفسكي، قوله إن السلطات الأميركية “تريد لعب الحيل القذرة أمام السفارة الروسية”.

قُتل نيمفسوف عام 2015 في أثناء عودته إلى منزله بموسكو، وكثيراً ما تم تخريب النصب التذكاري الصغير الذي بُني محل مقتله.

تركيا تنتقم من الإمارات

المكايدة السياسية لم تكن بعيدة عن النزاع الدبلوماسي بين تركيا والإمارات، حيث قامت أنقرة بتغيير اسم الشارع الذي تقع به سفارة الإمارات إلى “فخر الدين باشا”، وذلك بعد أن تسببت تغريدة أعاد نشرها عبد الله بن زايد، وزير خارجية الإمارات، حول فخر الدين باشا، اتهم فيها زايد، العثمانيين والأتراك بـ”سرقة أموال أهل المدينة النبوية” ونقْل المخطوطات إلى تركيا، وهو ما اعتبره الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إساءة إلى التاريخ العثماني.

وقال أردوغان، مخاطباً ناشر التغريدة: “حين كان جدُّنا فخر الدين باشا يدافع عن المدينة المنورة، أين كان جدك أنت أيها البائس الذي يقذفنا بالبهتان؟!”

وتابع أردوغان قائلاً: “عليك أن تعرف حدودك، فأنت لم تعرف بعدُ هذا الشعب (التركي)، ولم تعرف أردوغان أيضاً، أما أجداد أردوغان فلم تعرفهم قط”.

لم تكتفِ أنقرة بتغيير اسم الشارع فقط؛ بل غيَّرت اسم المنطقة التي تقع بها السفارة إلى “منطقة المدافِع عن المدينة المنورة”؛ وذلك لإجبار سفارة الإمارات على الاعتراف رسمياً بهذه الجزئية التاريخية التي أساء إليها وزير خارجيتها من قبل.

شارع محمد الدرة

وبناء على مطالب شعبية، غيَّرت القاهرة اسم شارع السفارة الإسرائيلية من محمد مالك إلى الطفل الفلسطيني محمد الدرة، تزامناً مع مقتله برصاص إسرائيلي عام 2000.

لإيران نصيب الأسد في مكايدات الشوارع

إيران، صاحبة النصيب الأكبر من هذا النوع من المكايدات، جاء أحدثها بتغيير اسم الشارع المقارب للقنصلية السعودية إلى “نمر النمر”، وذلك تزامناًَ مع إعدام رجل الدين الشيعي نمر باقر النمر، الذي أعدمته السلطات السعودية، قبل عامين.

وسرعان ما تراجعت طهران عن اسم “نمر النمر” وأعادت الشارع مرة أخرى إلى اسمه الأصلي“بوستان”.

الأمر ليس جديداً على إيران، فبعد اغتيال الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، أطلقت طهران اسم “خالد الإسلامبولي”، قاتل السادات، على أكبر شوارعها ووصفته بالشهيد؛ وذلك انتقاماً من السادات الذي استضاف الشاه محمد رضا بهلوي بعد الثورة الإيرانية.

إلا أنه في محاولة لاستئناف العلاقات السياسية مع مصر في عام 2004، أقر النظام الإيراني تغيير اسم الشارع من خالد الإسلامبولي إلى شارع “الانتفاضة”.