شفقنا-خاص- بعد ايام قليلة سيكون دونالد ترامب قد انهى عاما واحدا في البيت الابيض كرئيس للويلات المتحدة الامريكية ، الا ان هذا العام مرّ على معظم الامريكيين ثقيلا جدا بسبب السيساسة الكارثية التي ينتهجها ترامب على الصعيدين الداخلي والخارجي.
التاريخ الفاضح والشخصية الخرقاء والقرارات الصبيانية والتصريحات المتهورة والتصرفات السوقية للرئيس الامريكي ترامب ، لم تدع اي مجال للشك ان الرجل غير متزن وان هناك ارادة تعمل على استغلاله لتحقيق اهداف تتناقض بالكامل مع مصلحة الولايات المتحدة الامريكية.
اتخاذ مواقف عنصرية ازاء ير الامريكيين وخاصة المسلمين ، والخروج من المعاهدات والاتفاقيات الدولية ، وبناء جدار يعزل امريكا عن جيرانها ، بعث الحياة في المنظمات العنصرية الامريكية التي تؤمن بتفوق الجنس الابيض ، التهديد بالانسحاب من الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة 5+1 ، والتهديد بتدمير كوريا الشمالية بالاسلحة النووية ، والتدخل السافر في شؤون الداخلية للدول الاخرى وبشكل صلف يتعارض مع القوانين الدولية ، والاعتراف بالقدس عاصمة ل”اسرائيل” ونقل السفارة الامريكية اليها ، ووقف دعم المنظمات الدولية العاملة في الاراضي الفلسطينية المحتلة للضغط على الفلسطينيين بتقديم المزيد من التنازلات ل”اسرائيل” ، وقيادة انقلاب على بعض الامراء السعوديين لصالح الامير محمد بن سلمان ، تحريض السعودية والامارات والبحرين على مقاطعة قطر ، والتحريض على الحرب ضد اليمن ، واتهام كل منافسيه بالداخل الامريكي بتهمك غير اخلاقية ،والاتهامات التي اخذت تتكثف يوما بعد يوم في تواطئه مع روسيا في الانتخابات الرئاسية ضد منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون ، وفضائح الاقالات لكل من يعارضه او يتجرأ على مخالفته داخل ادارته ، وعدائه اللافت للصحافة التي وصفها بانها عدوة الشعب ، واطلاق يد ابنته ايفانكا وزوجها جاريد كوشنر في البيت الابيض، بعد ان عينه ترامب مستشاراً له، كما أوكل إليه الكثير ملف “السلام” في الشرق الأوسط ، بينما المعروف عن كوشنر بانه يهودي ومن اكبر ممولي بناء المستوطنات في الاراضي الفلسطينية المحتلة، و..
كل هذه القضايا دفعت الصحافة الامريكية وحتى الغربية الى ان تدق ناقوس الخطر ، بشأن الاخطار التي تهدد امريكا ومصالحها ومكانتها في العالم ، بسبب شخصية ترامب غير المتزنة والنزقة ، وهي نقاط ضعف تمكن اللوبي الصهيوني من خلالها السيطرة عليه واستغلاله عبر صهره كوشنر ، لخدمة اهدافها على مستوى العالم اجمع وخاصة في الشرق الاوسط.
صحيفة واشنطن بوست الامريكية ، انتقدت بشدة تعامل ترامب مع أزمة كوريا الشمالية، مؤكدة أن سياسات ترامب تقود أمريكا نحو الانهيار، وانتقدت تغريداته بهذا الخصوص، وتساءلت عما إذا كانت حكومة أمريكا يمكنها أن تعمل بشكل طبيعي بينما يتحدث ترامب عن “زره” الموجود على مكتبه لإطلاق السلاح النووي يعتبر أكبر وأقوى من “زر” خصمه كيم المسلح بالنووي أيضا.
ووصفت الصحيفة أفعال ترمب المتزايدة بالجنون، معتبرة أن الرئيس الامريكي يشكل ضررا هائلا لمكانة بلاده في العالم، وإن إستراتيجيته للبقاء السياسي متأصلة بالرغبة في تدمير مؤسسات البلاد نفسها، مؤكدة في الوقت ذاته أن أمريكا تملك فرصة للتصحيح الذاتي، ولكن ترامب يقود البلاد بسرعة نحو نقطة الانهيار.
صحيفة “يو اس توداي” الأمريكية، وجهت انتقادات لاذعة لترامب، تحت عنوان: “هل سيكف ترامب عن تعليقاته التي تزداد انحطاطا”؟، وذلك بعد توجيه ترامب انتقادات مسيئة للسناتورة الديمقراطية كريستن جيليبراند.
وقالت الصحيفة بهذا الشأن: “في تغريدته الأخيرة، أشار ترامب بوضوح إلى أن السناتورة كانت مستعدة لإقامة علاقات جنسية من أجل تمويله حملتها.. ترامب أظهر بذلك أنه ليس أهلا لمنصبه”.
صحيفة “نيويورك بوست” خصصت مقالا غريبا، يتألف من ثلاث كلمات فقط، خاطبت فيه ترامب بخصوص نشاطه على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعي ، تحت عنوان “توقف، فقط توقف” ، انتقدت فيه هجوم ترامب هجوما على الصحفية ميكا بريجينسكي وزميلها جو سكاربورو، اللذين يقدمان برنامج “مورنينغ غو”، في قناة “إم إس إن بي سي”، بعدما انتقدا عمل إدارته ، حيث وصف ترامب بريجينسكي بأنها “بلهاء ومجنونة”، وسكاربورو بأنه مريض نفسيا.
صحيفة “الأوبزرفر” البريطانية وفي مقال تحت عنوان “مصالح الولايات المتحدة وبريطانيا متباعدة, انسوا “العلاقة الخاصة”, كتبت تقول ان ترامب ألحق العار بأمريكا, فهو يحرّض على الكراهية والعنف ضد الأقليات العرقية والدينية.
وأوضحت الصحيفة، أن “ترامب ألحق العار بأمريكا وأن الشعب الأمريكي سينقلب ضده ويطرده من منصبه، وكلما حدث ذلك بسرعة كان أفضل لهم ولعموم العالم”.
وشددت الصحيفة على أن “شعار ترامب “أمريكا أولا” بما يحمله من نزعة “قوموية” ورهاب من الأجانب، يشير إلى أنه ليس لديه الوقت لعلاقات متكافئة ومتوازنة بين الأمم، ولا حتى للوصول إلى حلول وسط وتفاهمات قائمة على الاتفاق في الآراء”.
صحيفة “موندو إسبانيكو” الإسبانية نقلت عن فرانك ديبريما صديق أستاذ في كلية وارتون لإدارة الأعمال والمالية في جامعة ولاية بنسلفانيا، وليم تي كيلي، حيث درس ترامب، في أكثر من مناسبة أنّ ترامب أغبى طالب من طلابه ، وهو يعتقد أنه يعرف كل شيء بالفعل.
الملفت ان ترامب صاحب الرقم القياسي الأول فيما يخص معدلات فقدان التأييد الشعبي؛ فقد حصد لقب أسرع رئيس أمريكي يفقد تأييد أكثر من نصف الأمريكيين، إذ وصلت نسبة المعارضين له إلى 51% من الشعب الأمريكي يوم 28 يناير (كانون الثاني) 2017، أي بعد ثمانية أيام فقط من توليه المنصب، أما في منتصف كانون الاول / ديسمبر الحالي فقد بلغت نسبة مؤيديه 38%، مقابل 56.4% للمعارضين.
الصحف الأمريكية والعالمية ، تجاوزت هذه الايام مرحلة انتقاد ترامب ، واضحت تتحدث عن امكانية إبعاد ترامب عن منصبه ، كما دعا الى ذلك آل غرين نائب الحزب الديموقراطي عن ولاية تكساس، الذي تقدم بطلب سحب الثقة عن ترامب، مرفقا بمجموعة من الإجراءات البرلمانية لإقناع الكونغرس الأمريكي بإجراء تصويت على قراره المقترح.
وقال غرين ان ترامب جلب بتصريحاته الازدراء والسخرية والعار لمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وزرع الخلاف بين طوائف الشعب الأمريكي؛ وبهذا يثبت أنه غير قادر على أن يكون الرئيس، وقد خان ثقة الشعب الأمريكي به، وتسبب في أذى جلي لشعب الولايات المتحدة، كما أنه ارتكب مخالفات كبيرة في البيت الأبيض.
غرين ليس الوحيد في دعوته هذه فهناك العديد من النواب الامريكيين طالبوا بعزل ترامب لما جلبه من عار لامريكا ، بل ان مقربين منه طالبوا بذلك ايضا وبشكل اقوى ، فهذه صحيفة التايمز كتبت في مقال تحت عنوان: “مستشار لترامب يشكك في قواه العقلية ” :، إن الرجل الذي كان اليد اليمنى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب شكك علنا في قواه العقلية وقدرته على الرئاسة وتكهن بأن يستقيل قبل أن تجبره إدارته على الاستقالة.
المقال الذي كتبه ريس بليكليلي من واشنطن وكاثرين فيلبس المراسلة الدبلوماسية للصحيفة، نقل عن ستيف بانون، المستشار الاستراتجي السابق لترامب ، قوله إنه لا يستبعد استخدام المادة 25 من الدستور الأمريكي لإقالة ترامب، وذلك حسبما جاء في كتاب “النار والغضب في بيت ترامب الأبيض”، الذي كتبه مايكل فوكس.
وجاءت شكوك بانون حول الصحة العقلية لترامب، حسبما أشارت الصحيفة، بعد أن وجه ترامب اللوم للجانبين في أحداث العنف العرقي في بلدة تشارلوتسفيل في أغسطس/آب الماضي، قبل أن يحاول تصحيح موقفه ويوجه اللوم للمتظاهرين من النازيين الجدد.
وتضيف الصحيفة إنه إثر ذلك عاد ترامب ليوجه اللوم للجانبين، في خطاب غاضب، ترك الكثيرين في إدارته متشككين في قدرته على أداء مهامه.
وجاء في الكتاب أيضا، حسبما أشارت الصحيفة، أن بانون أبدى تشككه في أن يتمم ترامب فترة رئاسته وقال إن فرصة عزله أو استقالته أو بقائه متساوية ويصل كل منها إلى 33.3 بالمئة.
كل هذه المواقف والتصريحات المشككة بالقدرات العقلية لترامب صحيحة ، الا انها مرت من امام السبب الرئيسي وراء كل ما يحدث مرور الكرام ، لانها تخاف من انتقام اللوبي الصهيوني في امريكا ، الذي يعتبر المحرض الرئيسي لترامب على اتخاذ كل الاجراءات والمواقف التي اتخذها حتى الان ، وعلى الصحافة الامريكية وعلى النخب الامريكية ان تمتلك الشجاعة الكافية للاشارة الى الجهة التي تستغل عته ترامب لتحقيق اهدافها على حساب مصالح امريكا ، قبل فوات الاوان.