بقلم ناجي امهز
كان العالم العربي بأكمله والإقليمي بمجمله حتى الدولي بساسته وصناع قراره ينتظرون هذه المقابلة التي جاءت في وقت المتغير ألأممي تحت تسمية لعبة الأمم،
وكان ضيف هذه الحلقة هو سيد المقاومة الإسلامية قائد أنصار التحرر مشرقيا رمز المستضعفين المنتصرين عالميا السيد حسن نصرالله امين عام حزب الله قاهر التكفيريين هازم الإسرائيليين، زعيم المد الثوري العربي الإسلامي الاستثنائي الذي غير بمسار امة ان لم نقل بمسار الأمم،
كما لا يسعنا ان نسهب الشرح حول توقيت الحلقة الذي جاء بظروف إقليمية ودولية معقدة للغاية، فهي تأتي بعد شهر من إعلان الرئيس ترامب ان القدس عاصمة الكيان الإسرائيلي، مع ما لهذا القرار من تداعيات سياسية عسكرية وديموغرافية، يرافقها متغير عسكري متسارع يجري باليمن بالتزامن مع حركة احتجاجات مطلبيه في إيران، ناهيك عن لعبة الأمم التي بدأت ترسم ملامحها في السياسة السورية، مرورا بثورة البحرين التي تمر بمنعطف خطير.
ومع ما أسلفنا ذكره يضاف ان السيد نصرالله هو احد قادة المشروع الممانع المقاوم بالمنطقة الذي يواجه محور التطبيع مع إسرائيل الذي تقوده المملكة العربية السعودية بغطاء أمريكي التي تحيك المكائد للأمتين العربية والإسلامية.
وهذه الملفات هي بيد السيد حسن نصرالله الذي هو ضيف برنامج لعبة الامم الذي يقدمه الاستاذ سامي كليب، وهي فرصة لم تتاح لكبار الإعلاميين ومنهم الأستاذ الراحل محمد حسنين هيكل، بمعنى اخر انا أقدم مبررا لما سأقوله عن الحلقة وهي رهبة اللحظة التي رافقت الأستاذ سامي كليب طيلة 160 دقيقة ولم تفارقه رغم محاولة السيد نصرالله في أكثر من مرة العودة إلى اكمال جوابه على السؤال قبل ان يرد على السؤال التالي بعبارة (دعني اكمل الفكرة) .
الجميع شاهد الحلقة التي لا يتسع لها كتاب او ان تحلل أجوبتها بدراسات، ولكن المفارقة التي لاحظها الجميع هي أسئلة الأستاذ سامي وأجوبته على أجوبة سماحة السيد بسابقة لم تسجل في مثل هكذا مقابلات على هذا القدر من الاهمية.
وهذه السابقة بعلم الإعلام لا يفهم احد دلالتها او سببها، فالأستاذ سامي الذي دخل إعلاميا يبحث عن الأجوبة للعديد من الملفات الإقليمية والدولية مع السيد نصرالله الذي هو احد اهم صناع هذا الملفات ناهيك عن تاثيره المباشر عليها، يتحول مع نهاية كل جواب على سؤال من اعلامي إلى كاتب يناقش في فكر وإستراتيجية السيد نصرالله مع العلم بان الجميع ينتظر ما سيقوله السيد نصرالله والا كنا اكتفينا برأي الأستاذ سامي كليب ونظرته في طروحات السيد نصرالله بمقال صحفي.
كما ان هناك امرأ حصل وهو في غاية الأهمية في الدقيقة 27 بعد الساعة الثانية من المقابلة، عندما سال الاستاذ سامي السيد نصرالله عن موقفه من دور المراة في لكوتا النسائية او الندوة البرلمانية، فما كان السيد نصرالله يقول بانه لا يقبل ان تكون المراة حاليا نائبا في البرلمان اللبناني وهو مع توزيرها شارحا وجهة نظره واسباب رفضه ان تكون المراة نائب بسبب ان وظيفة النائب اليوم ليست تشريعية بقدر ما هي اعمال يومية شاقة من تعقيب معاملات وتقديم واجب التعازي والافراح والخدمات اليومية وانه لا يعقل ان يقبل اخ او زوج اذا بالاستاذ سامي يقاطع السيد نصرالله قائلا انا اتمنى ان تصبح اختي نائب او وزيرة واستشهد بقول للامام الخامنئي مما اضطر بالسيد نصرالله ان يؤكد طرح وجهة نظره بانه لا يرفض ان تكون المراة نائب ولكن عندما يصحح المفهوم لدور النائب في البرلمان وانه بسبب المشقة التي يتوجب على النائب وايضا هنا قاطع الأستاذ سامي السيد نصرالله بقوله انا لم اقتنع.
لن اتوقف طويلا امام عثرات الأستاذ سامي ربما بسبب رهبة عظمة الشخصية او ضيق الوقت وبين انه كاتب وصحفي ولكن حقنا ان نساله ماذا حصل؟؟، وما هي مبرراته وسبب طرح الأسئلة بطريقة البرهان بالجواب وهي خاصية ليست اعلامية بل دينية فقهية، ولماذا انتقل من الصراع الدائر بالمنطقة سياسيا وعسكريا إلى أسئلة هو يعلم بان الوقت لا يتسع للرد عليها، بالسرعة التي يسأل بها.