«مجموعات قبطية» لمساعدة «الداخلية» فى تأمين الكنائس
كشفت مصادر كنسية لـالوطن، أن بعض الإيبارشيات التابعة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية شكلت مجموعات من الخدام الأقباط بالكنائس، من أجل تأمينها وحمايتها بجانب جهود الأمن، خلال الاحتفالات والمناسبات والصلوات، خشية وقوع أى أعمال إرهابية، عقب الحادث الإرهابى لاستهداف كنيسة مارمينا والبابا كيرلس السادس بمنطقة حلوان فى القاهرة، الجمعة الماضى .
وقالت المصادر، إن تلك الخطوات جاءت بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية التى تفرض إجراءات أمنية مشدّدة لتأمين الكنائس، وسبق لوزارة الداخلية أن أخطرت الكنائس فى يونيو الماضى باستعدادها لتدريب أفراد الكشافة، ومن يرونه، على حفظ الأمن بداخلها، وأن بعض الإيبارشيات استجابت لتلك المطالب، وأرسلت أفراداً منها لتلقى الدورات التدريبية من خلال هيئة الحماية المدنية، وبعضها رفض، مثل إيبارشية المنيا وأبوقرقاص، الذى أعلن الأنبا مكاريوس، الأسقف العام للإيبارشية، فى بيان وقتها، أن هذا الأمر قد يُساء فهمه من أصحاب العقول المريضة، على أنه جناح عسكرى داخل الكنيسة، وقد يُفهم ضمناً بالتالى أنه سيتم تسليحه بشكل أو بآخر، وهو أمر لا توافق عليه الكنيسة بلا شك .
المطرانيات توزّع كتيبات بتعليمات أمنية على الخدام حول كيفية التعامل مع المتفجرات وطرق التفتيش والمراقبة وحصلت الوطن، على كتيب أصدرته مطرانية الجيزة للأقباط الأرثوذكس، وتم توزيعه على خدام الكنائس يحتوى على بعض الملاحظات عن تأمين الكنائس فى المناسبات والأعياد والصلوات اليومية، تم تقسيمه إلى أجزاء عن تأمين الكنائس أثناء الصلوات، وكيفية التعرّف على شخص يرتدى حزاماً ناسفاً، وتأمين الكنائس خلال الاجتماعات المختلفة، وكذلك فناء الكنائس، وإجراءات التفتيش، والعمل المكلف به العامل من قِبَل الكنيسة، والإجراءات التى تتبع فى حالة وجود متفجرات، وطرق الإسعافات الأولية.
وبالنسبة لتأمين الكنائس أثناء الصلوات، طالبت المطرانية باختيار 3 خدام، وأيضاً خادمات، ويكون وقوفهم فى أماكن غير معروفة، وعملهم مراقبة الحركة أثناء الصلوات ويكون وقوفهم موزعاً من الدكك الخلفية إلى الأمامية، ويقومون بمراقبة دخول أى أحد غريب غير معروف فى حالة ارتياب، أو أن يكون مثبتاً يده أو فى أماكن من جسمه دون حركة، وعلى الخدام فى هذه الحالة التعامل مع الغريب بحرص شديد واستدراجه خارج الكنيسة، واستدعاء آخرين لمحاولة شل حركته أو تسليمه للأمن. وحول التأمين داخل فناء الكنيسة، يتم تعيين بعض الخدام والخادمات للمراقبة، والتأكد من عدم الوجود داخل فناء الكنيسة لأى سبب من الأسباب، وعدم الخروج بمجموعات كبيرة فى حالة انصراف الأقباط وعدم الوقوف أمام باب الكنيسة، ومسح الفناء ودورات المياه والمكاتب من وجود أى متعلقات غير متعارف عليها، أو موجودة فى أى مكان داخل الكنيسة، ومحاولة توعية الأقباط بمراجعة متعلقاتهم أكثر من مرة لئلا يدس آخر لهم شيئاً، وتوعية الأقباط بنظرهم للمصلين المحيطين بهم والمتعارف عليهم طوال الفترات السابقة، وأنه فى حالة وجود شخص غريب، عليهم طلب مساعدة من الأب الكاهن أو مسئول الأمن.
أما إجراءات التفتيش، فشملت التعليمات ضرورة تفتيش الكنائس بصفة مستمرة قبل القداسات والاجتماعات، وتفتيش السطوح والمنارات والأمان العليا داخل الكنائس، والحجرات والمكاتب بـدواعى أمنية لوجود حقائب تركت ليس لها صاحب، وغيرها، وتفتيش الدكك قبل بدء الصلاة، حيث ربما تغافل أحد وأدخل شنطة بها مفرقعات وتركها، وتفتيش الأشخاص المشتبه بهم خارج الكنيسة، مطالبة بوجود الخدام بالكنيسة بصفة مستمرة أثناء المناسبات، وأن يتمتّعوا باليقظة التامة والملاحظة السريعة لأى شخص يشتبه به أثناء مناسبات الأفراح والعزاء.
وعن العمل المكلف به العامل من قبل الكنيسة، أشارت المطرانية إلى أنه يتمثل فى وقوف الخدمات على مسافة كافية للدخول من باب الكنيسة والتفتيش وإظهار تحقيق الشخصية وعدم الوقوف على سلالم الكنيسة أو الفناء، وبعد الانتهاء من الصلاة الانصراف دون الوقوف فى الشارع، وأن يكون الانصراف بصورة فردية وليست جماعية. ووضعت المطرانية صفات لخدامها للتعرّف على الشخص الذى قد يكون مرتدياً حزاماً ناسفاً، مثل : أن يكون مرتدياً ملابس شتوية فى وقت الصيف، وأن يكون الجاكت ثقيلاً يُخفى داخله أشياء متفجّرة ويلبس ملابس بأكمام طويلة، فضلاً عن التمتمة أثناء السير أو المشى فى اتجاه واحد، وهو يقول مثلاً: الشهادة أو آيات من القرآن، عدم إظهار وجهه فى الكاميرات، إحدى يديه تكون ثابتة لا تتحرك، واليد الأخرى تتحرك بشكل عادى، وجود إحدى يديه فى وضع قبضة اليد دائماً لإخفاء جهاز التفجير فى يديه عن طريق الضغط، عدم تنسيق الجسم بحيث يوجد بروز فى الصدر أو البطن أو الظهر، وظهور علامات الارتياب والعرق والقلق والارتعاش والتمتمة، عدم الاستجابة لأى نداء أثناء السير فى اتجاه واحد، حلاقة الذقن حديثة وتظهر على وجهه، وجود رائحة مسك وعنبر على جسمه، حيث يكونون قد قاموا بتغسيله ووضع الروائح عليه قبل تلك العمليات، وعند إيقافه بالقوة يقوم بتفجير نفسه فوراً.
وشملت التعليمات أنه فى حال وجود متفجّرات أن يتم عمل كردون أمنى بمحيط 50 متراً على الأقل، وعدم التعامل نهائياً مع المواد أو الوقوف بجوارها، وعدم السماح لأى شخص بالاقتراب، حتى لو كان ضابطاً، والتعامل مع المفرقعات عبر ضابط المفرقعات فقط، وعدم التجمهر حول قوات الحماية المدنية وتركهم للتعامل مع بلاغ المفرقعات. واختتمت التعليمات بالإشارة إلى الإسعافات الأولية فى حالة وجود ضحايا، عبر إفساح الطريق لرجال الإسعاف ولسياراتهم وما شابه ذلك، وإذا كان الخادم مدرباً على الإسعافات، فعليه أن يقوم بربط الأطراف المكسورة بقطع صلبة وتعليق اليد بالرقبة، والضغط على النزيف وربطه بشىء لوقف النزيف، أو الضغط على العرق الواصل لوقف النزيف وربطه، ونقل المرضى إلى أقرب مستشفى فى حالة الحروق.
وتأتى تلك التعليمات بجانب الإجراءات الأمنية التى اتخذتها وزارة الداخلية والقوات المسلحة لتأمين الكنائس واحتفالات الأقباط بعيد الميلاد الذى سيتم الاحتفال به يومى السبت والأحد المقبلين، حيث تم إقامة حرم آمن حول الكنائس، وتركيب بوابات إلكترونية على أبواب الكنائس وكاميرات مراقبة.
الوطن