كتبت/ أمنية فؤاد
طرحت أسئلة كثيرة عن سبب إعلان ترامب لقراره حول القدس، وطرحت إجابات عدة وتحليلات إعلامية وسياسية، ودرج مصطلح “صفقة القرن” التي تمت من خلال هذا الخطاب في العام الحلي 2017، لكن لم يحلل أحد خطاب ترامب كما يجب، ولم يكتشف أحد أن صفقةالقرن لم تبدأ بعد، وإن بدأت فسيكون العام القادم أولى خطواتها، بخطة تحوي حرفان “أ” و “ب” وربما ينضم لهما “ج”.
فنورد هنا تفاصيل تقرير لصحيفة “ميدل إيست آى البريطانية” التي تتحدث عن صفقة القرن التي يتحدث عنها الأمريكان وانتشرت كتعبير سيء السمعة منذ زيارة جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي وكبير مستشاريه، للرياض في شهر شباط الماضي ولقائه بالأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، ومناقشة ملامح الخطة معه، وبالتالي عرضها على الفلسطينيين.
نعم، الجميع يعلم تفاصيل التحرك الأمريكي وملامح الخطة التي من المقرر إعلانها بشكل رسمي في أوائل العام 2018، ولكنهم ينكرون ما تؤكده الوقائع.
“ميدل إيست آي”، ومن قبلها “واشنطن بوست” الأمريكية، تحدثتا عن ملامح الخطة وتضمنها إقامة دولة فلسطينية حدودها قطاع غزة والمنطقتان «أ» و«ب» وأجزاء من المنطقة «ج» في الضفة الغربية، مع التزام الدول المانحة بمبلغ 10 مليارات دولار للبنية التحتية بما في ذلك مطار وميناء بحرى في غزة ودعم مجالات الاقتصاد الفلسطيني مع تأجيل قضيتَي القدس وعودة اللاجئين لحين ميسرة، وبدء محادثات سلام إقليمية بين “إسرائيل” والدول العربية بقيادة السعودية.
ومن هنا يمكن فهم تصريحات وزير خارجية السعودية لقناة “24” الفرنسية يوم 15 ديسمبر الحالي بثقته في جدية ترامب في إحلال السلام بين العرب والإسرائيليين!
ولكن.. أى سلام تتحدث عنه السعودية وإدارة ترامب مع “إسرائيل”؟ الإجابة تكمن فى تصريحات ولي العهد السعودى لمستشار الرئيس الأمريكي التى تم تسريبها للإعلام الغربي عن تحمُّسه للتوصل إلى سلام بين “إسرائيل” والعرب كخطوة أولى يتم بعدها تشكيل ائتلاف بين السعودية و”إسرائيل” لمواجهة التهديد الإيراني!؟ لتكتشف أن صفقة القرن لا تعني إعادة الأراضى المحتلة ولكن تعني «القدس مقابل إيران»! فولي العهد السعودي يرى أن صراع بلاده مع إيران صراع وجود على النفوذ.
وتتعجب حينما تقرأ أن البحرين، وفقاً لتقرير نشرته “فورين بوليسي”، سمحت لوفد منها قوامه 23 فرداً بزيارة تل أبيب يوم 9 ديسمبر، أي بعد ثلاثة أيام من قرار “ترامب”، بدعوى عرض سماحة البحرين فى التعامل مع العقائد الأخرى! وكأن “إسرائيل” هي اليهودية أو كأن البحرين ليس بها مواطنون يهود من أبرزهم هدى نونو سفيرتها فى واشنطن من 2008 إلى 2013! ثم تقرأ حواراً لوزير الاستخبارات الإسرائيلي “يسرائيل كاتس” مع موقع “إيلاف” السعودى مروِّجاً لاقتراح للخليج بإعادة خط سكة حديد «حيفا- الحجاز» ليربط “إسرائيل” بالخليج اقتصادياً مروِّجاً للفكرة بأن ربع التجارة التركية للخليج يدخل من حيفا!
ليبقى السؤال: ماذا بعد القدس وماذا بعد إيران يا عرب؟