المصدر : ابنا











………………
المصدر : ابنا
………………
رصيف ٢٢ : “سجنت سيدنا الحسين وسجنتنا”… حسام جاد : يسجل المقريزي في كتابه “المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار” رواية تاريخية تشير إلى أن السماء بكت على الأرض دماً يوم قُتل الحُسين بن علي، وينقل عن علي بن مسهر، قال: “حدثتني جدتي، قالت: كنت أيام مقتل الحسين جارية شابة، فكانت السماء أياما كأنها عُليقة، وروي أن السماء أمطرت دماً”. وعلى الرغم مما تبدو عليه هذه القصة من مبالغة وما تحمله من مفارقة منطقية تجعل منها نسقاً أسطورياً أكثر منها رواية تاريخية، تشير إلى قوة حضور شخصية الحسين بن علي في تاريخ المسلمين ووجدانهم، وتدل على مركزية حادثة مقتله في محرم سنة 61هـ / 680م مع ثلاثة وعشرين رجلاً من أبنائه وإخوته وأحفاد فاطمة الزهراء ابنة نبي المسلمين، في كربلاء بأرض العراق على يد جيش يزيد بن معاوية حاكم بلاد الشام وأمير المؤمنين وخليفة نبيهم من 60هـ / 680م إلى 64هـ / 683م. “لما قتل الحسين بن علي بكت السماء عليه وبكاؤها حُمرتها” – القطب أبو الحسن السري السقطي بل إن إصرار المقريزي على تسجيل تلك الرواية في كتاب المواعظ بعد مرور ما يزيد عن سبعة قرون من مقتل الحسين، وهو المؤرخ المخضرم الملم بأدوات علوم الجرح والتعديل، والعالم بمفهوم الاستنباط والعلة عند ابن خلدون، يرشدنا إلى فهم الحالة المعرفية التي تجذرت داخل الشخصية المصرية على وجه الخصوص، وأصبحت جزءاً اصيلاً من تكوينها الديني، خاصة بعد الوجود الفاطمي (الشيعي) في…
اليوم السابع : في مشهد مهيب وسط العاصمة المصرية القاهرة، تتوافد أعداد كبيرة من الناس إلى جامع سيدي علي زين العابدين لمشاهدة حجر أسود لامع محاط بإطار فضي، والذي يحمل قصة فريدة تربط بين القاهرة والكعبة، حيث يُقال إن هذا الحجر ليس مجرد حجر عادي، بل إنه قطعة أصلية من الكعبة نفسها! تعود القصة إلى عهد السلطان العثماني مراد الرابع، الذي شهد ترميم الكعبة بمشاركة عمال مصريين كانوا ضمن فريق الترميم، وبعد انتهاء العمل شعر هؤلاء العمال بصعوبة فراق الكعبة عند عودتهم إلى مصر، وكمكافأة على جهودهم وتقديراً لوفائهم، قرر السلطان منحهم قطعة من الكعبة ليصطحبوها معهم إلى وطنهم، ومنذ ذلك الحين استقر الحجر في جامع سيدي علي زين العابدين، ليظل هناك شاهدًا على عمق الروابط التاريخية والثقافية بين البلدين. ويحمل هذا الحجر، الموجود في قلب القاهرة، رمزية خاصة، إذ يمثل تاريخًا طويلًا من الجهد والتفاني، ويؤكد أن لكل مكان في القاهرة قصة عريقة تستحق الاكتشاف، فهو ليس مجرد قطعة من الحجر، بل رمز يعكس ترابط الثقافات وتداخلها، ويحث الزوار على استكشاف حكايات هذه المدينة العريقة. وهكذا، تحتضن شوارع القاهرة وحاراتها العديد من الأسرار والقصص التي تنتظر من يكتشفها، ليتجلى لنا جانب جديد من جمال تاريخ هذه المدينة التي تعج بالحكايات والذكريات التي لا تنتهي.