شفقنا-خاص- ألف یوم من القصف المتواصل جوا وبحرا وبرا ، الف يوم من الحصار الشامل جوا وبحرا وبرا ، الف يوم والجوع يحاصر 20 مليون انسان ، الف يوم والامراض تنهش بالملايين حتى وصل عدد المصابين بالكوليرا اكثر من مليون اصابة ، الف يوم والشعب اليمني يتعرض لقصف اعلامي وحرب نفسية استخدمت فيها اخس ما يمكن تصوره من اساليب ، الف يوم لا مستشفيات ولا مياه صالحة للشرب ولا غذاء كاف ولا دواء ، ولكن لم يمر ولا يوم واحد فكر فيه الشعب اليمني ان يرفع فيه الراية البيضاء.

هذه الجرائم التي ترتكب منذ الف يوم ضد ابناء الشعب اليمني ، الفقير ماديا والغني معنويا ، التي مررنا على بعض منها ، هي ليست من عمل دولة او دولتين ، انها نتاج مؤامرة اقليمية ودولية اُريد منها اركاع الشعب اليمني وقتل السمو والشموخ والاباء في داخل الانسان اليمني بهدف اذلاله.

منذ الف يوم تكالبت اغنى دول الخليج الفارسي ، مدفوعة ومدعومة من اقوى دول العالم عسكريا واقتصاديا ، الى جنب جيوش جرارة من المرتزقة ، ضد الشعب اليمني ، واستُخدمت خلال الايام الالف احدث وافتك ما توصلت اليها مصانع امريكا والغرب من اسلحة ، لاسيما المحرمة منها ، حتى تحول ليل اليمنيين الى نهار ، وتساقط عشرات الالاف من الشهداء والجرحى ، واُبيدت البنية التحتية لليمن بشكل كامل ، وخرج النظام الصحي من الخدمة ، ولم توفر طائرات التحالف العربي الامريكي حتى رياض الاطفال والمدارس والاسواق والاعراس والمآتم.

الف يوم والتحالف العربي الامريكي يحارب اليمنيين بسلاح الطعام ، فلم يسمح بوصول المساعدات الانسانية مثل الغذاء اليهم تحت ذريعة منع وصول “الاسلحة الايرانية” الى اليمن ، او تحت ذريعة ان مقاتلي انصار الله يستحوذون عليه ، حتى اخذت منظمات الامم المتحدة تحذر من وقوع مجاعة تهدد حياة الملايين ، بعد ما تأكد موت طفل يمني كل 10 دقائق.

الف يوم والتحالف العربي الامريكي يحارب اليمنيين بالدواء ، فلم يسمح بوصول العلاجات الخاصة بالكوليرا بسبب اغلاقه للموانىء اليمنية ، الى ان اعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن وصول عدد الوفيات بالكوليرا الى نحو 3 الاف حالة وفاة ، فيما وصلت حالات الاصابة بالكوليرا إلى مليون ، فيما مازال هذا التحالف يعيد ذات المزاعم الخالية من اي مشاعر انسانية او اسلامية او عربية في حدودها الدنيا ، مثل تكذيب هذه التقارير تارة ، واتهام “الحوثيين” بنهب الطعام والدواء تارة اخرى.

الم يئن الاوان لكل التحالفات والدول والجيوش والمرتزقة التي تقاتل الشعب اليمني ، والامبراطوريات الاعلامية وجيوش الاعلاميين المرتزقة ، من الذين يدافعون ويبررون عمليات القتل اليومي لابناء الشعب اليمني العربي المسلم ، ان يكفوا عن تكرار كذبة انهم يحاربون “ميليشيات حوثية” في اليمن انتصارا ل”شرعية” المدعو عبد ربه منصور هادي؟ ، ترى كيف يمكن لكل هذه الجيوش الجرارة التي تمتلك الاسلحة الذكية والفتاكة والاقمار الصناعية ، والتي لم تترك جريمة يمكن ان تخطر ببال اكثر العقول اجراما، الا وارتكبتها ، ولم تتحرج حتى عن استخدام الاسلحة المحرمة دوليا ، ان تعجز عن القضاء على “ميليشيات” ليس لها “حواضن شعبية” ، كما يدعي هذا التحالف الطويل العريض؟.

ان الصمود الاسطوري للشعب اليمني والجيش اليمني وحركة انصارالله اليمنية ، فضح اكذوبة التحالف العربي الامريكي بشان محاربة “الميليشيات الحوثية المتمردة”  في اليمن ، فهذا الصمود هو الذي استنطق الاشياء وجعلها تعلن وبصوت عال: انتم تقاتلون شعبا باكمله ، اطفالا ونساء ورجالا ، وليس “ميليشيات” ، وهذه الحقيقة ستعترف بها كل الدول التي شاركت في هذه الحرب الظالمة صاغرة ، عاجلا ام اجلا.

*ماجد حاتمي