سر خلاف ملك الاردن مع ترامب 

 بقلم ناجي امه

• أسباب الصراع بين الملك عبدالله والرئيس ترامب تتعلق بمشروع اممي يعرفه كل ساسة العالم، وحتى غالبية شعوب هذه الدول، الا الشعوب العربية في عالمنا الثالث، المنشغلة بدعاة الوهابية التي أوجدت لتجهيل الأمة وتحقيق هذا المشروع الجهنمي.

فالمشروع الصهيوني يقوم على ثلاثة ثوابت،

• اولا : يجب مصادرة الثروات الطبيعية في الشرق الاوسط وهما النفط والماء.

وبالفعل تم هذا الامر، بعد ان قام صدام حسين بدخوله إلى الكويت لخلق مبرر لاجترار كافة جيوش العالم إلى المنطقة حسب الخطة الصهيونية العالمية.

وبعد ان تمت السيطرة على نفط العراق كما هو موضوع بالخطة انتقلوا إلى السيطرة على النفط الليبي ومن ثم النفط السوري ( منطقة الرقة التي تحولت إلى قاعدة أمريكية ) اما النفط الخليجي فهو اصلا تحت السيطرة منذ عام 1973.

اما السيطرة على المياه في الشرق الأوسط يمكنكم العودة إلى الدراسات التي وضعتها الامم المتحدة.

• ثانيا : الشرق الأوسط الجديد

وأيضا تحقق هذا الأمر بسرعة لم يكن يتصورها واضعي المشروع أنفسهم، فالأمر حسب دراساتهم كان يجب ان يطبق في عام 2022 وهو عام قرن الشيطان، ويقوم على تقسيم العالم العربي قبل قيام دولة إسرائيل اليهودية، واليوم العالم العربي مقسم عاموديا وافقيا ومناطقيا، فدول الخليج مختلفة مع بعضها البعض ومحور الممانعة مختلف مع بعض دول الخليج وكل من يدعو للتطبيع مع اسرائيل، والسعودية وحلفاؤها مختلفون مع قطر وسوريا ولبنان واليمن ويقودون حربا بطريقة مباشرة او غير مباشرة، ومصر مختلفة مع قطر، وليبيا مختلفة مع الجميع وتقاتل نفسها،  والمغرب العربي لا دخل له بمشاكل الوطن العربي الا خطابيا وعن بعد، والقرن الإفريقي العربي غير موجود فهو يعمل مع من يدفع له، اما الاردن وابو مازن فان دورهما مرتبط بالبقاء على مسافة متساوية من الجميع بسبب وضعهما الجغرافي والاقتصادي.

• ثالثا : اعلان الدولة اليهودية وعاصمتها القدس.

مع اعلان القدس عاصمة إسرائيل يكون قد تم اعلان دولة إسرائيل رسميا، لانه طيلة 70 عام إسرائيل ليست دولة، ولا يحق لها حسب النظام العالمي ان تشن حروبا او تنشئ سفارات او ان تعلن التطبيع رسميا مع اي جهة لانه لا يوجد دولة ليس لديها عاصمة.

وحسب المخطط عندما تعترف الامم المتحدة بدولة إسرائيل رسميا ( يكفي ان تعترف بها امريكا صاحبة حق النقض الفيتو حسب القانون الدولي) يكون قد انتهى دور الامم المتحدة، وبدا اعلان النظام العالمي الجديد وهو الحكومة الموحدة.

ولإنهاء دور الأمم المتحدة مطلوب ان يصبح هناك صراعا داخل مجلس الأمن يبدأ بخلاف مع واشنطن، التي تقوم بوقف دعمها للامم المتحدة ومن ثم انسحابها منه ومطالبة الأمم المتحدة بنقل مقرها من نيويورك إلى اي دولة تراها مناسبة.

لذلك كل ما تشاهدونه هو مسرحية، فالمخطط يستدعي ان يقوم احد الاعضاء بمجلس الأمن بدعوة إلى عقد جلسة حول القدس، وجميع الحضور يعلمون ان واشنطن سوف تستخدم حق النقض الفيتو، وعندما يحضر الجميع ويكتمل النصاب يطرح التصويت فتقوم واشنطن باستخدام حق النقض كما هو معلوم، ويثبت قرار تحويل القدس عاصمة إسرائيل، لذلك تلاحظون ان كل الذين يدعون لاجتماع الامم المتحدة هم حلفاء امريكا.

وهنا ياتي دور عبدالله ملك الاردن المدعوم فرنسيا وبريطانيا وهما اكبر متضررين من تنفيذ هذا المشروع  لانه مع انتهاء الامم المتحدة ومجلس الأمن ينتهي دورهما كقوى عظمى بموجب حق النقض الفيتو، وهما يأملان ان يتأخر تنفيذ هذا المشروع إلى حين اقتراب موعد قرن الشيطان،

وفي حال نجح الملك عبدالله بتنفيذ المشروع البريطاني الفرنسي وتاخير انهيار الامم المتحدة نكون قد ربحنا وقتا اضافيا قد تستفيد منه القدس ومحور الممانعة، لكن الخطورة تكمن في ان تلتف واشنطن واسرائيل على المراوغة البريطانية الفرنسية وتفرض حلولا سلمية للازمات بالمنطقة كي لا تنشغل واشنطن الا بتصفية الامم المتحدة، ولهذا السبب هدد ترامب كل من يصوت ضد قراره وهددت سفيرة واشنطن هالي الامم المتحدة ايضا.

ملاحظة موقف بريطانيا وفرنسا ليس له اي ابعاد اخلاقية او انسانية يتعلق بالقدس انما ضرورة المصالح

يمكنكم العودة إلى المقال المنشور في 25/ 6/ 2016 الذي قلت فيه بان احد أسباب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو كبح طموح إسرائيل قبل انهيار الامم المتحدة  وذكرت فيه تصادم قطر السعودية

( خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي بقلم : ناجي أمهز)

 

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم بمتابعة مستقبل العالم و الأحداث الخطرة و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم في العالم على الكلمة وترابطها بالتي قبلها وبعدها للمجامع والمراكز العلمية و الجامعات والعلماء في العالم.

شاهد أيضاً

“فايننشال تايمز” : الاتحاد الأوروبي سيمنح تونس 165 مليون يورو لكبح الهجرة غير الشرعية

RT : قالت صحيفة “فايننشال تايمز” يوم الأحد إن الاتحاد الأوروبي سيقدم لقوات الأمن التونسية …