بسبب ابتعادنا عن قل اعوذ برب الفلق خسرنا القدس والحق.

بقلم ناجي امهز
لم نخسر القدس لانها عربية او اسلامية، فهناك مئات الآلاف من المدن والمعابد التي تغيرت أحوالها وتناقلت ملكيتها، بل خسرنا فلسطين كلها .
لسبب واحد، لان الصهيونية أدركت وشعرت ان الحسد يسكننا، يعيش بيننا، يعشش في عقولنا، ويجري في دمائنا، وعرفت هذه العين، كيف تستخدم هذا الوحش الراقد في أعماقنا.
منذ خمسة الاف عام، ونحن نشاهد كف اليد وفي وسطه (عين) رمزا لطرد الحسد، واذا بها عين الحسد تطاردنا، تقول لنا، انا أعرفكم جيدا، واعرف سر ضعفكم وخرابكم ومكمن تحطيمكم وقهركم، وهزيمتكم، فان كان كلام الله لم يستطيع ان يقضي على الحسد الذي بداخلكم، بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5 ) فحكما الحسد سوف يقضي عليكم.
من هنا بدا خبث السامري عمله، ودهاء الصهيونية يدرس سر الحسد الموروث جينيا في دماء العرب، الذين تناقلوا عبر الأجيال بالأصلاب كما يتناقلون انتماءاتهم وعاداتهم وتقاليدهم وغدرهم وخيانتهم، وسجود أجدادهم امام أصنامهم.
نعم انه الحسد الذي تعوذ منه محمد كما تعوذ من الشرك بالله، كما ال محمد الذين لم يعرفوا الشرك بالله، بينما كان للأعراب الف صنم وصنم وكبيرهم اله الحسد.
لماذا خسرنا فلسطين والقدس، بسيطة (سهلة) كما خسر الاخ اخاه، والصديق صديقه، والجار جاره بسبب الحقد والطمع والجشع والأنانية والحسد، كما فقدنا الانسانية بانفسنا، وشوهنا عظمة اسلامنا، وحولنا دين الله من دين الرحمة والحب إلى نصوص وهابية في الكتب.
لاننا خسرنا رحمة محمد الذي ارسله الله رحمة للعالمين، وحسدنا علي بن ابي طالب على نسبه وكرمه الذي اطعم الطعام لليتامى والمساكين، وقبلنا ان يقتل يزيد الامام الحسين.
وصدقوني سوف نخسر مكة، وكل ارض داستها أقدامنا او حتى لنا بها قبرا،
طالما ان القوي يستقوي بطواغيت الأرض من امريكا واسرائيل على اضعاف الشعب الضعيف أكثر واكثر، حتى يمزق وجودهم، ويدوس كرامتهم، ليرضي مرض الحسد الساكن روحه،
وطالما الغني مستعد ان يتاجر بكل شيء ليزداد غنى فوق غناه على حساب الفقراء المسحوقين سحقا بسبب الفقر، ويقول لك هذا من فضل ربي ولا يعلم ان ربه هذا ليس الا الحسد.
خسرنا القدس، بالتأكيد خسرناها لاننا نحسد المقاوم الذي يستشهد بوجه إسرائيل والتكفير الارهابي، فيأخذنا الحسد لنقذف بدينه ونتهكم على طائفته ونجرح بعائلته ونقهر اطفاله الايتام، وفي الختام نقول عنه، استشهد لانه مجنون، حتى الجريح قبل ان ننظر إلى ما فقده من جسده ونطيب روحه ونخفف معاناته وأوجاعه، نحسده على بعض ما يأتيه، فنحاول منعه قوت يومه لنتلذذ بقهره.
وتسألوني لماذا خسرنا القدس، بسبب الحسد الذي تغذيه الدعاية الصهيونية فينا، والتي خسرتنا قيمنا وملامحنا، وتفاصيل حياتنا، وما يميزنا عن غيرنا،
بسبب الإعلام الممهنج الذي يريد الجميع يشبه الجميع، الرجال لا تميزهم الا بفارق الاموال، لا فرق ان كانت حراما او حلال، والنساء شبيهات بعضهن البعض بسبب عمليات التجميل، فاصبح مرض الأنا مسيطرا على كل تفاصيل حياتنا، انا ومن بعدي الطوفان ونتناسى بان الطوفان سيجرفنا جميعا.
صدقوني لن تعود القدس وعدالة الحق، الا اذا قتلنا الحسد بداخلنا بقل اعوذ برب الفلق، والا جميعا نسير خلف هذا الوحش، الذي في النهاية سيلتهمنا بمرض سرطاني كما التهمت إسرائيل فلسطين.
( لله در الحسد ما أعدله بدا بصاحبه فقتله ).

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم بمتابعة مستقبل العالم و الأحداث الخطرة و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم في العالم على الكلمة وترابطها بالتي قبلها وبعدها للمجامع والمراكز العلمية و الجامعات والعلماء في العالم.

شاهد أيضاً

“فايننشال تايمز” : الاتحاد الأوروبي سيمنح تونس 165 مليون يورو لكبح الهجرة غير الشرعية

RT : قالت صحيفة “فايننشال تايمز” يوم الأحد إن الاتحاد الأوروبي سيقدم لقوات الأمن التونسية …