صور.. قبل افتتاح مكتبة .. دير سانت كاترين عمره 1513 سنة..
يعتبر دير سانت كاترين من أشهر وأهم الأديرة على مستوى العالم، والذى أخذ شهرته من موقعه الفريد فى البقعة الطاهرة التى تجسدت فيها روح التسامح والتلاقى بين الأديان.
بنى الدير فى زمن الإمبراطور ستينيانوس “505 – 537 م” ليشمل الرهبان المقيمين بسيناء بمنطقة الجبل المقدس منذ القرن الرابع الميلادى عند البقعة المقدسة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وتلقى فيها ألواح الشريعة، وهو أحد المواقع المصرية المسجلة على قائمة التراث العالمى “اليونسكو” منذ عام 2002 م.
ويحوى الدير منشئات مختلفة منها الكنيسة الرئيسية “كنيسة التجلى” التى تتضمن بداخلها كنيسة العليقة الملتهبة و9 كنائس جانبية صغيرة، بالإضافة إلى ذلك يشمل الدير 10 كنائس فرعية، وقلالى لإقامة الرهبان، وحجرة طعام، ومعصرة زيتون، ومعرضا للجماجم، والجامع الفاطمى ومكتبة تحوى ستة آلاف مخطوط.
دير سانت كاترين
القداسة سانت كاترين:
القدسية سانت كاترين
سانت كاترين قديسة مصرية وليست يونانية وهى ابنة كوستاس من عائلة نبيلة بالإسكندرية عاشت أيام حكم الإمبراطور الرومانى مكسيمانوس “305 – 311 م”، وتحولت للمسيحية فى زمن الوثنية ومن أجل أن ينتزعها الإمبراطور من المسيحية أصدر أوامره لتعذيبها، ولم يؤثر هذا على إيمانها مما دفع أحد الجنود لقطع رأسها، وبعد مضى قرون على استشهادها رأى أحد رهبان سيناء رؤيا بأن الملائكة حملوا بقايا جسدها ووضعوها فوق قمة جبل قرب الدير فصعد الرهبان للجبل فوجدوا الرفات فدفنوها فى أعلى ذلك الجبل وأطلق على الجبل اسم جبل سانت كاترين، وهو أعلى جبل فى مصر وأطلق على الدير دير سانت كاترين وكان يسمى بدير طور سيناء منذ إنشائه.
كنيسة التجلى:
كنيسة التجلى
أعاد جستنيان بناء كنيسة العليقة الملتهبة التى بنتها الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين فى القرن الرابع الميلادى، وكانت قد تهدمت، وأدخلها ضمن كنيسته الكبرى التى أنشأها فى القرن السادس الميلادى وأطلق عليها اسم كنيسة القيامة، وقد وضع تصميمها المهندس ستيفانوس من إيلا، وبعد العثور على رفات القديسة كاترين فى القرن التاسع الميلادى، أطلق على هذه الكنيسة اسم كنيسة التجلى، وعلى الدير دير القديسة كاترين.
بنيت الكنيسة بحجارة ضخمة من الجرانيت المنحوت، وتحتوى بداخلها على كنيسة العليقة المقدسة ومجموعة من الكنائس الفرعية، وهى تنتمى إلى الطراز البازيليكى تنقسم لصحن وجناحان، ويغطى الجزء العلوى من قبة شرقية الكنيسة فسيفساء تصور تجلى السيد المسيح، وتعتبر من أقدم وأجمل فسيفساء فى الشرق تغطى مساحة تقدر بست وأربعين متر مربع، واستخدمت فيها أحسن المهارات التقنية والإبداعية وزينت من قطع صغيرة مطلية بمواد ثمينة كأوراق الذهب والفضة والهجينة الزجاجية، تحتل صورة السيد المسيح وسط القوس وعن يمينه وشماله النبى إليا والنبى موسى وفى الأسفل الرسل يوحنا ويعقوب ساجدين يميناً والرسول بطرس يركع عند قدمى السيد المسيح وتحيط بالفسيفساء واحد وثلاثون ميدالية تحتوى على صور الرسل والأنبياء ويعلو هذا المنظر رسماً لملاكان يتوجهان إلى الحمل ويعلوهما منظراً للنبى موسى يخلع نعليه أمام العليقة الملتهبة على يمين النبى موسى وهو يتسلم الوصايا العشر، وتوجد ميداليتين للملاكين تمثلان يحيى المعمدان والسيدة مريم العذراء، ولقد ظهر عليها علامات التلف ما ترتب عليه إعداد مشروع لاستعادة جمالية ورونق الموزاييك إذ أنها كانت مغطى بطبقة سوداء يصعب من خلالها رؤية لمساحة المكعبات، لذا تم توثيق العمليات المنجزة، وتدعيم قطع الموزاييك المكونة لمنظر التجلى.
كنيسة العليقة الملتهبة:
كنيسة العليقة الملتهبة
تنخفض أرضية كنيسة العليقة الملتهبة 70 سم عن أرضية كنيسة التجلى، وهى تحوى مذبح دائرى صغير مقام على أعمدة رخامية فوق بلاطة رخامية تحدد الموقع الحقيقى لشجرة العليقة، ويقال إن جذورها لا تزال باقية فى هذا الموقع والآن توجد شجرة عليقة بالدير أصلها داخل الكنيسة وأغصانها خارجه ولا يدخل هذه الكنيسة أحد إلا ويخلع نعليه خارج بابها تأسياً بنبى الله موسى عليه السلام عند اقترابه من العليقة.
مكتبة دير سانت كاترين:
مكتبة الدير
تعد مكتبة دير سانت كاترين من أهم المكتبات الملحقة بالأديرة لما تحويه من مخطوطات وكتب نادرة، وسوف يتم افتتاحها يوم 16 من الشهر الحالى، من قبل الدكتور خالد العنانى وزير الآثار.
تقع مكتبة دير سانت كاترين فى الدور الثالث من بناء قديم جنوب كنيسة التجلى وتحوى نحو ستة آلاف مخطوطة متنوعة فيما بين مخطوطات دينية وتاريخية وجغرافية وفلسفية، بالإضافة لألف كتاب حديث، ويعود أقدمها للقرن الرابع الميلادى.
فى عام 2007 تقدم رهبان دير سانت كاترين بدراسة تفصيلية لأعمال ترميم واجهة المكتبة وتطويرها من الداخل “الجزء الشرق والحائط الجنوبى”، والتى وافقت عليه اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية بجلستها بتاريخ 7/ 2/ 2008، 2009/8/4، 2011/4/7 م، على أن تكون الأعمال تحت إشراف منطقة آثار سيناء جنوب سيناء وقطاع المشرعات وتتضمن الأعمال تطوير النصف الشرقى من مبنى المكتبة كمشروع أول، رفع كفاءة التوظيف المعمارى لبعض المبنى، تدعيم وترميم سور جاستنيان “أسوار القرن السادس”، لحمايتها من التدهور.
مكتبة دير سانت كاترين
ولقد تم الانتهاء من كل أعمال المراحل الأولى الخاصة بتطوير الجناح الشرقى فى نوفمبر 2017، وهنا تجدر الإشارة إلى أن خلال المرحلة الأولى من مشروع الترميم تم إعلان الكشف عن مخطوط جديد ينتمى إلى المخطوطات المعروفة باسم بالميسست، ويضمن هذا المخطوط أجزاء من نصوص طبية يونانية قديمة، يعود تاريخها إلى القرن الخامس أو السادس الميلاديين، وهذه النصوص تتضمن أجزاء من بحث الطبيب العظيم هيبوقراط، بالإضافة إلى ثلاث نصوص طبية لكاتب مجهول، تم اكتشافها للمرة الأولى.
الجامع الفاطمى:
الجامع الفاطمى
يقع الجامع فى الجزء الشمالى الغربى داخل الدير ويواجه الكنيسة الرئيسية، حيث تتعانق مئذنته برج الكنيسة وتخطيطه مستطيل ينقسم لستة أجزاء، وله ثلاثة محاريب ومنبر خشبى آية فى الجمال يعد أحد ثلاثة منابر خشبية كاملة من العصر الفاطمى، وللجامع مئذنة جميلة، تتكون من دورتين قطاعهما مربع فى منظر لا يتكرر إلا فى مصر هذا التعانق والوحدة التى تجمع الأديان فى بوتقة واحدة.
معرض الجماجم:
معرض الجماجم
يطلق على مقبرة الرهبان بالدير اسم الطافوس ويقع مدفن الرهبان ومعرض الجماجم فى وسط حديقة الدير ويدفن الرهبان موتاهم فى هذا المدفن ويتركون الجثث حتى تتحلل فينبشونها ويأخذون عظامها ويجعلونها فى معرض خاص قرب المدفن يطلق عليه كنيسة الموتى الذى يسمى الآن معرض الجماجم.
كنيسة دير سانت كاترين
اليوم السابع