بدأ وضع الأساس لدولة اسرائيل الكبرى

رأي اليوم

بدأ بناء البنية التحتية لإسرائيل الكبرى خطوة خطوة.. عقيدة حكام إسرائيل: من يتنازل عن حقوقه أولاً وثانياً سيتنازل عنها ثالثاً وعاشراً.. ومن يتنازل عن القدس أولا  سيتنازل عن الحرمين الشريفين ثانياً

  zaloum-new-new.jpg77

 د. عبد الحي زلوم

 1-

بناء البنية التحتية

 بناء شبكات سكك الحديد التي كشف عنها وزير الاتصالات والاستخبارات  الاسرائيلي  مؤخراً لمبعوث ترامب لربط دول الخليح مع ميناء حيفا والوصول إلى الخليج و منابع النفط هي جزء من سياسة الخطوة خطوة التي بدأت بالتعاون الأمني والاستراتيجي أولاً  والاحلاف السرية ثم  العلنية ثانياً ثم تسليم  صمامات  الغاز الفلسطيني المسروق يتحكم في كهرباء وصناعة كل دول الجوار  العربي ثالثاً  وانشاء شبكة سكك الحديد المعلنة عنها رابعاً ثمّ اعلان اسرائيل الكبرى خامساً و باقرب مما تظنون . تمّ تحويل حلم ايجاد دولة يهودية في فلسطين من فكرة خيالية الى واقع خلال 50 سنة فهل يحتاج تحقيق إسرائيل الكبرى كل هذا الوقت؟ تحت ظروف (العوالم العربية) ودول الطوائف والقبائل والمشيخات سيتحقق ذلك الحلم الى حقيقة بأقل من ذلك وبكثير .

2-

ما علاقة القطارات واسرائيل الكبرى

 كان اول ما استرعى انتباهي حين نظرت الى الخارطة المقترحة من وزير المواصلات والاستخبارات الاسرائيلي انها تتطابق تماماً مع جغرافيا خريطة اسرائيل الكبرى كما نشرتها وزارة الخارجية الاسرائيلية مع المنظمة الصهيونية العالمية سنة 1982.

المسافة اليوم ما بين الدمام في السعودية  مثلاً وحيفا في البحر هي حوالي 6 الاف كم . الخط ما بين الدمام وحيفا (فلسطين) هي 600كم فقط حسب المخطط المذكور أعلاه . لو أخذنا سرعة القطارات الجديدة هذه الايام مثل خط شنغهاي (Shanghai Maglev) في الصين والذي يسير بسرعة 480 كم في الساعة فالمسافة ما بين حيفا والدمام هي ساعة وعشرين دقيقة . انزال جوي يتبعه امدادات معدات وجنود تصل الى أكبر حقول العالم في طرفة عين !

هذا مع العلم أن الهيمنة على اسرائيل الكبرى قد بدأت سياسياً واقتصادياً واستراتيجياً قبل اي احتلال مباشر .

3-

بدأ غزو فلسطين ببناء سكة حديد

عندما  قررت بريطانيا غزو فلسطين  قررت  القيادة العسكرية أنها بحاجة  إلى تأمين المواصلات لجيوشها الغازية مع قاعدتها في قناة السويس فقررت بناء خط سكة حديد وانبوب مياه موازي خلف جيوشها فاستحضرت المواد اللازمة لذلك وبدأت  بناء  سكة الحديد سنة 1916  إبتداء من القنطرة على الضفة الشرقية لقناة السويس عبر سيناء على الساحل وصولاً إلى العريش في فلسطين . وكان بناء السكة يسير جنباً إلى جنب مع تقدم الجنود. كانت العمالة أغلبيتها من المصريين  حيث كانت مصر آنذاك محمية بريطانية. في المقابل مدت تركيا فرعاً من خط سكة حديد الحجاز الى بئر السبع والتي تبعد العشرات القليلة من الكيلو مترات لتأمين جيوشها ضد الغازي البريطاني القادم عبر سيناء.

بينما  كان الانجليز يبنون خط سكتهم هذا  كان أشاوس عرب الثورة العربية يحطمون خط  سكة حديد الحجاز  بتوجيهات من الجاسوس البريطاني المعروف لورنس حيث تمّ استعمال خشب السكة وقوداً لطهي المناسف .

تمّ تطوير شبكة سكك الحديد الفلسطينية أثناء الانتداب لما في ذلك من اهمية لتأمين المواصلات خاصة للجيش البريطاني اثناء تمكينه الحركات الصهيونية في فلسطين من النمو . كانت محطة قطار القدس تبعد عن مدرستي العمرية في حي الطالبية حوالي 100م بين حقل كبير من الزيتون . وتمّ قرار حكومة نتنياهو مؤخراً بشبك سكك الحديد الفلسطينية في الضفة  الغربية ايذاناً بضمها .

4-

سكة حديد الحجاز

كان اول تفكير في بناء سكة حديد للحجاز خصوصاً لاغراص الحج منذ سنة  1864.  كانت نسبة الوفيات حوالي 20% من الحجاج نتيجة العطش والجوع و المرض وكان الهدف من بناءها خدمة الحجاج الى بيت الله الحرام . الا ان التفكير الجدي بدأ عندما اصبحت الامبراطورية الالمانية متحالفةً مع الدولة العثمانية واصبح لها مخططات لزيادة نفوذها في البلاد العربية لأمور عسكرية مستقبلية ولتنمية اقتصادية متنامية . فبدأت بالتفكير في بناء خط حديد الحجاز الذي كان مطلباً رئيسياً للسلطان عبد الحميد واعتبروه جزء من مشروعها الكبير خط BB اي الرابط بين برلين وبغداد .

بدا مشروع بناء السكة سنة 1900 وكان التمويل من بنك دويتشه وبمساعدة من الحكومة الالمانية . بدأ خط سكة الحديد هذا من دمشق الى المدينة المنورة وكان المقصود وصوله الى مكة مع خط فرعي الى مدينة حيفا . طول السكة 1320 كم واول وصول للخط للمدينة المنورة كان في 1 سبتمبر 1908.

 استخرج الجيش الالماني النفط من الصخر الزيتي الاردني قرب محطة المقارن في شمال الاردن لاستعماله كوقود لتسيير القطارات . بعد حولي 100  سنة من توقف الخط  وتخريبه امعاناً في تثبيت الفرقة بين البلدان العربية الثلاث التي يمر بها الخط  – سوريا- الاردن والحجاز لم تفلح اعادة وتشغيل الخط وبعد 100 سنة ايضاً بقي إنكار إمكانية استعمال الصخر الزيتي كمصدر للطاقة في الاردن  بالرغم من أن  كل كتب التاريخ تقول أن الالمان قد استعملوه و كان لهم التكنولوجية اللازمة لاستخراجه .

الخلاصة :

نحن اليوم على ابواب غزوة استعمارية صهيونية اخرى وسيتم اشهار حلف امريكي صهيوني ( عربي) ونحن اليوم كدول الطوائف في الاندلس وامارات بلاد الشام ايام الغزو الصليبي . جاء صلاح الدين الايوبي وكان كردياً  ومن اين سيأتي صلاح دين هذه الايام  المنتظر وهل سيكون عربياً؟

      مستشار ومؤلف وباحث

عن leroydeshotel

شاهد أيضاً

حاخام “يبارك” جنودا متهمين بالاعتداء جنسيا على أسير فلسطيني

الأناضول : شفقنا : أعرب الحاخام مئير مازوز، صاحب النفوذ الكبير في السياسة الإسرائيلية، عن …