نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن مصادر فلسطينية وعربية وأوروبية رسمية قولها إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قدم خطة منحازة لصالح الإسرائيليين أكثر من أية خطة تبنّتها سابقاً الولايات المتحدة الأميركية، بحيث يستحيل على أي قائد فلسطيني أن يقبلها، وذلك بحسب ما سمعته هذه المصادر من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وبحسب الصحيفة الأميركية، الطرح السعودي جعل كثيرين في واشنطن والشرق الأوسط يتساءلون عما إذا كان بن سلمان ينفّذ التزامات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن التسوية الفلسطينية – الإسرائيلية، من أجل كسب رضى الأميركيين، والعمل على الضغط على الفلسطينيين، أو تقديم عرض سخي لهم. أو ربما عباس الذي بات ضعيفاً داخلياً بحسب الصحيفة، يرسل إشارات لأهداف خاصة تفيد بأنه يتعرّض للضغط من الرياض.
وذكرت “نيويورك تايمز” أن السفير السعودي في الولايات المتحدة الأمير خالد بن سلمان، قال في رسالة عبر بريده الالكتروني إن “المملكة ما زالت ملتزمة بحل على قاعدة مبادرة السلام العربية لعام 2002، يشمل القدس الشرقية كعاصمة لدولة فلسطينية بناءً على حدود عام 1967، وأي اقتراح خلاف ذلك هو أمر خاطئ”.
وأشارت الحصيفة الأميركية إلى أن لقاء بن سلمان مع عباس تمّ بعد أقل من أسبوعين من زيارة صهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنير إلى الرياض لبحث خطة السلام.
وأضافت الصحيفة أن “كلمة” في اقتراح كوشنير هزّت المنطقة التي تعاني من العديد من الصراعات، كما أدهشت مسؤولين رسميين عرب وغربيين على حد سواء، مشيرة إلى أن مسؤولين فلسطينيين من حركتَيْ “فتح” و”حماس” قالوا إنهم وجدوا الخطة مهينة وغير مقبولة.
وما أضيف إلى دهشة الفلسطينيين، بحسب مسؤولين رسميين فلسطينيين بالإضافة إلى مسؤول لبناني رفيع المستوى، وعدد من الأشخاص الآخرين الذين اطلعوا على هذه المسألة، هو ادعاء بأن بن سلمان قد أخبر عباس بأنه “إذا لم يقبل بالتسوية المطروحة فإنه سيتم الضغط عليه من أجل الاستقالة لإفساح المجال أمام بديل يرضى بها”.
من جهة أخرى، ذكّرت الصحيفة بأن الأمير خالد بن سلمان أكد أن السعودية تدعم بشكل كامل القيادة الفلسطينية وعلى رأسها محمود عباس، مضيفاً أن بلاده “لم ولن تتدخل في الشؤون الداخلية للفلسطينيين”.
وقال مستشار للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لطلب عدم الكشف عن اسمه، إن “مسؤولين فرنسيين سمعوا عن صيغة من بعض المقترحات السعودية، ظهرت شبيهة جداً لعرض إسرائيلي وغير مقبولة عند الفلسطينيين”.
وأشار هذا المستشار إلى أن فرنسا قالت الأميركيين إنه “إذا ما أرادوا بدء محادثات بشأن التسوية الفلسطينية – الإسرائيلية فإن عليهم المضي قدماً، لكن عليهم أن يتذكروا أن فرنسا ودولاً أخرى لديها أيضاً مصالح واهتمامات بالمنطقة”.
مسؤول في حركة “فتح”، بحسب الصحيفة الأميركية، لفت إلى أن عباس محبط بشأن الاقتراح السعودي.
وبحسب الصحيفة رأى مسؤولون غربيون وإقليميون أن الهدف الأساسي للسعودية يبدو أنه الوصول إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ما سيكون صعباً تحقيقه إذا ما بقي النضال الفلسطيني قضية إقليمية.
مسؤول حكومي لبناني أعرب للصحيفة عن دهشته مما قال إنه اقتراح سعودي بأن تكون “أبو ديس”، وهي ضاحية من ضواحي القدس الشرقية”، عاصمة للفلسطينيين.
الجدير ذكره أن “أبو ديس” بلدة فلسطينية منعزلة عن مدينة القدس من خلال جدار هو جزء من جدار الفصل العنصري الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلّة.
المسؤول اللبناني قال إنه “لا يمكن لأي عربي أن يقبل بهذا النوع من الألاعيب”، مضيفاً أنه “لا يمكن لأحد أن يقترح هذا الأمر على الفلسطينيين ما لم يكن فاقداً للخبرة ويحاول إرضاء أسرة الرئيس الأميركي”.
المسؤول اللبناني، بالإضافة إلى سياسي لبناني آخر أحيطا بالمحادثات الجارية، قالا إنه “تمّ إبلاغ عباس بأنَّ لديه شهرين لقبول الاتفاق أو سيتم الضغط عليه لكي يستقيل”.
وبحسب مسؤول فلسطيني آخر في لبنان، قالت “نيويورك تايمز” إن الفكرة التي طرحها السعوديون تشمل “تعويض الفلسطينيين عن خسارة أراضٍ في الضفة الغربية عن طريق إضافة بعض الأراضي إلى قطاع غزة من شبه جزيرة سيناء المصرية”، مشيرة إلى أن “مصر رفضت الفكرة”.
الميادين