"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

«دماء على رمال سيناء» كتاب جديد يكشف خفايا جماعات الإرهاب فى مصر (1/3)

 “دماء على رمال سيناء” كتاب جديد يكشف خفايا جماعات الإرهاب فى مصر
خريطة الجماعات الإرهابية الجديدة داخل القطر المصري
“فرغلى وحسن” يشرحان فكر ومنهجية الإرهابيون الجدد
الكتاب اعتمد على تجارب الباحثيين طوال السنوات الماضية
دماء على رمال سيناء:
الجهاديون كفروا مرسي لهذا السبب.. والإخوان سعوا لتخويف الشعب بـ”الإرهابيين”

على أنقاض الدول ورائحة الموت، تحيا جماعات العنف المسلح وتنتشر وتتوحش، ومن هذه المحطة الجنائزية، بدأ الباحثان ماهر فرغلي وصلاح الدين حسن رحلتهما فى بحر التنظيمات الإسلامية، عند لحظة فارقة ألهمت أجيال إرهابية جديدة هي لحظة تشييع جنازة الإرهابي أبورويدة أحمد أبو النجا، التى حضرها شباب السلفية الجهادية خلف قيادتهم وعلى رأسهم محمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم القاعدة، وانطلقت من مسجد الحصرى فى أعقاب مجرزة رفح الأولى.

يورد الفصل الأول من الكتاب حكاية الجنازة على لسان المؤلفين الذين قالا: تسلّل أحدنا إلى المسجد، بعد أن اعترضه عدد من الأشخاص ليمنعوه من الدخول، بسبب الأعداد الغفيرة التى حضرت للصلاة.
عقب انتهاء صلاة الجمعة، تقدّم إلى المحراب النعش الملفوف براية القاعدة المكتوب عليها «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وما إن فرغ الإمام من صلاة الجنازة، حتى ظهر محمد الظواهري، طالباً من عدد من أتباعه حمل الجثمان، والخروج من المسجد، إلا أنّ أحدهم طالبه بإعادة الصلاة على الجثمان، فما كان من قيادي القاعدة إلا أن أجابه بأنّ صلاة إمام المسجد تكفي، لكنّ الشخص نظر بحنق، وكأنه يقول له: كيف تقبل الصلاة من شيخٍ أزهريّ مُعيّن من قبل الدولة المصرية.
بنفس اللغة البسيطة، حاول الكتاب صياغة خريطة واقعية للجماعات الجهادية الجديدة التى برزت على الساحة منذ ثورة الـ25 من يناير 2011 وحتى بدايات عام 2016، وكانت البداية من “رحلة سيناء”.
على رمال أرض الفيروز، وقف ماهرفرغلي وصلاح الدين حسن، بينما كانت أشعة الشمس الذهبية تلفح وجههما فى هجير الصحراء، ليبحثا عن جذور الإرهاب الجديد ويخطا كتاب “دماء على رمال سيناء: القصة الكاملة للتنظيمات الجهادية الجديدة فى مصر” الذى أصدرته مؤخرًا منظمة مؤمنون بلاحدود.
فى البدء كان الصراع بين الصوفية والسلفية
يحكى «دماء على رمال سيناء» قصة الصراع «الصوفي – السلفي» و«السلفي – السلفي» على ثرى أرض الفيروز.
انطلاقًا من “قافلة برهامي” التى قادها نائب رئيس الدعوة السلفية الدكتور ياسر برهامي إلى سيناء للحوار مع أبناء السلفية الجهادية هناك عقب مجرزة رفح الأولى، فى محاولة منه لإقناعهم أن تطبيق شرع الله لن يكون بقتال قوات الجيش والشرطة.
لكن قافلة برهامي تعثرت في طريقها بحجر أنجال السلفية الجهادية فى سيناء الذين هاجموا نائب رئيس الدعوة السلفية، واشتبكوا لفظيا كما يذكر الكتاب فى فصله الثاني قائلًا: “صعد نائب رئيس الدعوة السلفية، ياسر برهامي، المنبر، وسخّر خطبته لمناصحة الجهاديين، والتشديد على حرمة تكفير المسلمين دون سند أو بيّنة، فتعالت الأصوات من خلف المسجد، لتقطع الخطبة والصلاة، وتتهمه بأنّه يلصق تهمةً بإسلاميي سيناء دون بيّنة، وكونه يناصحهم إقرارٌ ضمنيٌّ منه بأنّهم هم المسؤولون عن قتل الجنود في رفح، في حين أنّهم ليسوا مسؤولين.
بعد انتهاء الصلاة نشبت مشادات كلامية بين برهامي والعشرات من أبناء السلفية الجهادية، الذين بدوا غير مرحبين بضيفهم، كما بدت الخلافات المنهجية بينهم عميقة وجذرية.على بعد عدة كيلو مترات، كان هناك مريدين آخرين يتوافدون على الشيخ سليمان أبو حراز القيادي الصوفي الشهير، ذائع الصيت فى سيناء، ولم يكن هذا التوافد سوى دليل واضح على الصدام بين “الصوفية والسلفية” على أرض سيناء، كما يرى الكاتبان.

يشير “فرغلي وحسن” إلى أن محاولات الصوفية مواجهة الفكر السلفي الجهادي فى سيناء، تسببت فى حالة حرب بين الطرفين، ترتب عليها تكفير “إرهابيو سيناء” للطرق الصوفية، متابعين أن الأجهزة الأمنية حاولت استخدام التيار الصوفي لمقاومة التيار السلفي، وغزوه لسيناء، وكان لهذا الاستخدام أثرٌ في تكفير الصوفية حتى نشأت مدرسة التكفير، وتشكّلت ملامحها الأولى.
بعد عدة أشهر تحققت “نبؤة الكتاب” وبلغ الخلاف بين الصوفيين والتكفيريين مداه، فخطف تنظيم ولاية سيناء الشيخ سليمان أبوحراز وقطع رأسه، ثم أخفى جثته فى مكان غير معلوم، معلنا بذلك الحرب على “مريدي آل البيت” داخل شبه الجزيرة الحدودية.
ميدان التحرير: هنا مفرخة الإرهاب
على نغمات “ثوري ورددي يا جبال” تلك الأنشودتين الحماسيتين التى يعرفهما كل المنتمين لجماعات الإسلام السياسي، كان العشرات من أبناء السلفية الجهادية يتجمعون فى “قلب القاهرة” داخل ميدان التحرير الذى تحول بعد الثورة المصرية إلى مفرخة الإرهاب بحسب ما ورد فى كتاب دماء على رمال سيناء.
شيدت خيام “الكبار” فى ميدان التحرير، وشيد معها أساس الإرهاب الجديد عندما التقى شيوخ العنف بشباب السلفية المتحمسين من “طلاب الشريعة وحازمون”، هناك جلس توفيق فريج مؤسس أنصار بيت المقدس بجوار محمد الظواهري شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وبالقرب منهما كان محمد حجازي كبير الدواعش فى مصر المحال للمفتى، ليؤخذوا البيعات من الجيل الجديد على “السمع والطاعة حتى الموت”.
كانت تلك المعطيات كافية ليحكم مؤلفو”دماء على رمال سيناء” أنه لا تعارض بين ثورات الربيع العربي وبين عودة العنف.
ينقل الكتاب عن طارق المصري أحد شباب السلفية الجهادية الذين التقى بهما المؤلفان قوله: إنّ شريعة الله -عز وجل- النبراس والملاذ الآمن لملايين المسلمين في مصر، وإنّ مرسي وأبو الفتوح، وبمن فيهم حمدين صباحي، مشكوك في عقيدة كلّ منهم، وإنه يجب على كل مسلم ومسلمة أن يسعى إلى أن تعود الأرض إلى ربها، وأن يتمّ إنهاء عقود من الظلم والطغيان، التي عانتها الحركة الإسلامية الجهادية طيلة هذه السنوات الماضية، ووضعتهم خلف السجون، أطلق الشاب هذه الكلمات من قلب ميدان التحرير، ليعبر بوضوح عن نشأة التنظيم التكفيري الجهادي الجديد ليصبح بناءً جديداً فى جسم الإسلام الجهادي.
أسهب المؤلفان بعد ذلك فى شرح الفوارق الأيدولوجية بين جماعات السلفية الجهادية وبعضها البعض وإيضاح العوامل المشتركة بينها وبين جماعات التكفير، ثم يشيران إلى انتشار جماعة “الرايات السود” أو التكفير والهجرة فى الشيخ زويد قائلين إنهم تلقوا تدريبات فى دير البلح داخل غزة، لكن وبالرغم من امتلاء تلك المنطقة بـ”المسلحين” لم يسمع أحد خلال السنوات القليلة الماضية بهذا التنظيم، ويخلط المؤلفان بين هذه الجماعة العنيفة وبين غيرها فى الصفحة الخمسين من الكتاب.
كما يذكران فى موضع آخر جماعة جند الإسلام التى تواجدت فى فترة من الفترات داخل سيناء لكن لا يذكرون أن تلك الجماعة لم يعد لها وجود بسبب عاملين هما ضربات قوات إنفاذ القانون المصرية، وخلاف الجماعة مع تنظيم داعش.
أشباح خالد مساعد تعود عبر “أنصار بيت المقدس”.
عندما كان المتظاهرون الغاضبون من الرئيس حسنى مبارك يعتصمون فى ميدان التحرير طلبا لرحيله، فجر مسلحو بيت المقدس أنبوب الغاز الواصل إلى دولة إسرائيل وأعلنوا ميلاد تنظيمهم الجديد.
بحسب كتاب دماء على رمال سيناء، فإن التنظيم ماهو إلا امتداد لتنظيم التوحيد والجهاد المصري الذي أسسه طبيب الأسنان خالد مساعد مع خميس الملاحي.
يعتبر المؤلفان أن تنظيم التوحيد والجهاد كاد أن يندثر بعد مقتل مؤسسيه، لكن شابا تشبع بأفكار التكفير من جماعتي “الشوقيين والناجون من النار” خرج من السجن وأعاد بناء التنظيم وسماه أنصار بيت المقدس هذا الشاب هو توفيق فريج الذى كان متوجدًا فى ميدان التحرير بعد الثورة.
يتابعان: في السجون، ادعى أتباع «التوحيد والجهاد» أنهم لم يكونوا يكفّرون المجتمع، لكنهم كفّروا النظام الحاكم فقط، واتهموا الجماعة السلفية في سيناء بأنّها متقاعسة عن الجهاد.
خرج عدد كبير لا بأس فيه من أتباع «التوحيد والجهاد» من السجون، محملين بأفكار التكفير، ومنهم توفيق فريج زيادة، الذي قاد الجماعة فيما بعد، بعد أن أصبح اسمها بيت المقدس.
أجاد الباحثان شرح الحالة المعقدة لتنظيم التوحيد والجهاد، وسلط الضوء على جذور الإرهاب التى غذت شجرة تنظيم أنصار بيت المقدس، وأشارا إلى ارتباط التنظيم بجماعة سلفية جهادية غزاوية هي أنصار الإسلام.
كما لفتا إلى الهجوم الذى نفذته الجماعة داخل الحدود الإسرائيلية قرب مفرق شيكما فى إيلات والذى أسفر عن مقتل وإصابة حوالى 21 إسرائيليا، وواصلا السرد كاشفين حقيقة الجاسوس الذى استخدمته إسرائيل للوصول إلى الخلية التى نفذت تلك العملية وهو خالد السواركه، والذى كان ضمن ما عرف بـ”مجموعة أبورائد” التابعة للموساد.
فى وقت لاحق، ذبح التنظيم 4 سيناوين قال إنهم كانوا فى المجموعة التى تواصلت مع إسرائيل بنفس الطريقة التى يذبح بها تنظيم داعش الأسرى لديه، ليثبت تنظيم أنصار بيت المقدس أن “الدعشنة” ليست حكرًا على أحد، وذلك بحسب ما ورد فى الكتاب.
إرهابيو أوروبا “الهاربون” يدقون طبول الحرب: أحرقوا مصر
تتشعب الجذور وتتعدد الجماعات التى ذكرها المؤلفان، لكن إحدى الروابط الوثيقة بين كل تلك الجماعات هو “الفكر الإرهابي” الذى لم يزل يسرى فى أذهان بعض الشباب رغم الحرب الدائرة عليه.
يسعى منظرو الإرهاب دوما لاستثارة حماس الشباب عبر شعارات “تطبيق الشريعة والدولة الإسلامية” لكن فى طريقهم لجذب الأتباع يختلفون ويتصادمون تماما كما يقول المثل المصري العامي “كل شيخ وله طريقة”.
أثناء حكم الإخوان، سعى الجميع للسيطرة على مفاصل الدولة وحرفها عن ثوابتها التى قامت عليها، فخرج الإرهابي أبوالمنذر الشنيقطي ليطالب الرئيس المعزول مرسي بتطبيق الشريعة، ثم فتح النار عليه معتبرًا أنه خدع مشايخ السلفية ولم يكن ينوى تطبيقها، بينما صعد آخرون من لهجتهم ضد حكومة مرسي فوصفوهم بـ”المرتدين”، لكن النبرة الأعلى كانت للإرهابيين الهاربين فى أوروبا وكندا أمثال هاني السباعي وطارق عبد الحليم، ومحمد أسعد بيوض، الذين نقل الكتاب عنهم دعوتهم لإشعال مصر، والقيام بمواجهات شاملة وحرب لا هوادة فيها للسيطرة على الدولة المصرية وحكمها، لكن هؤلاء لم يقلبوا الطاولة على الإخوان واكتفوا بوصفهم بـ”الجبناء والمتخاذلين”.
لم يشر المؤلفان إلى الصدمات اللاحقة بين هؤلاء الإرهابيين، خاصة بعد بيعة تنظيم أنصار بيت المقدس لتنظيم داعش.
غدر الحلفاء: الجهاديون ينقلبون على مرسي.
من ضمن المحطات الهامة أيضًا فى كتاب دماء على رمال سيناء، محطة لغز خلية مدينة نصر، وهي خلية إرهابية أسسها جهاديون لاغتيال الرئيس المعزول محمد مرسي إبان فترة توليه الحكم.
ففى الوقت الذى كان فيه الإخوان والجهاديون جنبا إلى جنب سعى عدد من الإرهابيين لاغتيال مرسي وهو ما يعد “إنقلابا” على رئيس الإخوان.
أورد المؤلفان حوارًا مع عادل عوض شحتو وهو جهادي قديم سافر إلى أفغانستان واعتقل، ثم شارك لاحقا فى تكوين خلية مدينة نصر.
شحتو أكد فى حواره أنه أمهل مرسي فترة لتطبيق الشريعة لكنه لم يكن ينتوى قتله فعليا.
كانت المفارقة فى نجاح المؤلفين فى الوصول إلى أعضاء الخلية وإجراء حوارات صحفية معهم أثناء وجودهم داخل مقرات النيابة العامة والسجون.
أما القيادي محمد أبو سمرة فقال فى حوار مع المؤلفين أنهم وقفوا بجوار الإخوان وشاركوا معهم فى الثورة لكن الإخوان غدرت بهم وكان عندها استعداد للتضحية بهم لصالح المخابرات الأمريكية.
لكن كتاب دماء على رمال سيناء لم يورد التفاصيل الكاملة عن خلية مدينة نصر فى موضعها الذى حددها هو لها، واكتفى باقتباس حوارات سابقة للمؤلفين مع قيادات جهادية دون أن يفك “لغز” خلية مدينة نصر عند تلك المرحلة.
القفز من السفينة.. الظواهري: عزل مرسى حل للأزمة
بنفس الطريقة السابقة، تحدث مؤلفا دماء على رمال سيناء عن حركة تسمى شباب التوحيد والجهاد قال إنها حكمت بكفر مرسي ودعت من وصفتهم بالعلماء للتبرأ من الدستور الإخواني آنذاك، لكنهما قفزا أيضًا من تلك المرحلة دون أن يشفيا غليل القارئ بالمعلومات الكافية عن الحركة التى ذكروها، وانتقلوا على الفور لحديث محمد الظواهري على حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي حول نبذ العنف، والذى توعد فيه بهزيمة من اعتبارهم عملاءً للأمريكان، وانتصار “الجهاديين” حتى لو خسروا كل قيادتهم ضمن الصف الأول والثاني.
لاحقًا، قفز الظواهري من سفينة الإخوان المنكوبة واعتبر أن عزل مرسي ينزع فتيل الأزمة التى كانت موجودة بمصر وأنه ينبغى الإقرار بذلك مقابل إيقاف الملاحقات الأمنية وإخلاء سبيل المحتجزين على حد تعبيره.
وعند تلك المرحلة لفت مؤلفا كتاب دماء على رمال سيناء النظر إلى نقطة هامة متعلقة بـ”علاقة الإخوان والجهاديين” بعد إيرادهما لتصريح القيادي الإخواني محمد البلتاجي الذى اعتبر فيه أن الإرهاب فى سيناء هو رد فعل على عزل مرسي، حيث أكد “فرغلي وحسن” أن الجماعات الإرهابية استغلت فترة الإخوان لتقوية نفوذها وتدريب عناصرها لكنها لم تنفذ تلك العمليات الإرهابية لنجدة الإخوان حينها، وإنما بدأ ذلك فى وقت لاحق.
تحت عنوان الجهاديون يثأرون للإخوان أورد المؤلفان حوارًا مقتضبًا مع أحد الإرهابيين الشباب قال فيه إنه يؤيد وجود الإخوان فى السلطة حتى تضرب باقي خصوم من وصفها بـ”الحركة الإسلامية”، حتى تكبر الحركات الجهادية وتستطيع السيطرة على البلاد فى وقت لاحق.
وألمح “فرغلي وحسن” إلى أن بيانات الجماعات الإرهابية الخاصة بتبنى الهجمات الدامية كانت دوما تحمل عبارة “ثأرًا للمسلمين” فى إشارة من كاتب البيان للإخوان فى رابعة والنهضة.
لكن الكتاب قصر جدًا فى إيضاح العلاقة المشتبكة للأجيال الإرهابية الجديدة التى ظهرت خاصة بعد فض رابعة والنهضة وبين الإخوان، ولم يشر الكتاب فى هذا الموضع إلى أن كثير من الشباب الذى انخرط فى أعمال إرهابية كان من أعضاء جماعة الإخوان.
ولم يذكر أيضًا أن هناك جماعات بأكلمها قامت بقيادة جهادية وعناصر من الإخوان مثل جماعة أجناد مصر التى كان جل عناصرها من شباب الإخوان.

 أحمد سلطان

 aman-dostor.org/1119