"يابنى كونا للظالم خصما و للمظلوم عونا"..الإمام علي (عليه السلام)

ننشر القصة الكاملة للسلفية الجهادية فى غزة

وأضاف فى تصريحاته الخاصة لـ “أمان”: أما فيما يتعلق بالفكر السلفي الجهادي فكان ابرز معالم وجوده قد تشكلت عقب فوز حركة حماس فى الانتخابات التشريعية الثانية العام 2006، وسيطرتها على قطاع غزة، الأمر الذي أوجد مساحة وأريحية لتمدد هذا الفكر وانتشاره بشكل واضح وتمثل فى وجود عدة مجموعات ومسميات كجيش الاسلام وجيش الامة وغيره من الجماعات التي تلاشى بعضها واستمر البعض الآخر، وكانت الظاهرة الأبرز فى خارطة الفكر السلفي الجهادي قد تبلور مع تشكل ما عرف بـ “جلجلت” وهم شباب من حركة حماس ومن خارجها أرادو تطبيق الشريعة الاسلامية وفق فهمهم ومعرفتهم فى قطاع غزة باعتبار ان القطاع الآن قد بات تحت سيطرة حركة حماس وهي الآمر الناهي فى القطاع، وحدثت حالات صدام محدودة بين “جلجلت” وبين حماس تدحرجت لاحقا عندما أعلن الدكتور عبد اللطيف موسى من مسجد ابن تيمية برفح قيام الامارة الاسلامية، وتحصن وبرفقته مجموعة من عناصر السلفية الجهادية بالمسجد وحدث عقب ذلك اشتباك بينه وبين الأجهزة الامنية التابعة لحركة حماس فى غزة افضى لوفاته ومن معه.

واستطرد الباحث الفلسطيني فى تصريحاته قائلا: لم تنتهي المواجهة التي حصلت فى رفح بسبب السلفية الجهادية بقدر ما افضت لتناميها ولهذا أسباب عديدة لها علاقة بالواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي فى القطاع ثم تطور الأمر حتى بات يتقاطع مع المتغيرات الإقليمية وتمدد أو ظهور ما بات يعرف بتنظيم داعش وتقاطعه فى علاقاته مع قطاع غزة.

وعن مستقبل السلفية الجهادية فى غزة، يرى “العمور” ‘إن مستقبل السلفية مرتبط بالأوضاع الاجتماعية والاقاتصادية فى القطاع مشيرا إلى أن المصالحة بين حماس وفتح ستفضي لإحداث تغيير فى هذه الأوضاع الخاصة بتمدد السلفية، والأهم أن هناك تراجع ملحوظ بات يتشكل لهذا الفكر لا فى القطاع فقط ولكن فى المناطق العربية التي نشأ وعمل فيها.

وتابع قائلا: السلفية الجهادية فى القطاع أحد أهم روافد تنظيم داعش، ولكنها ليست داعش، فهم يقولون دائما إنهم لا يلتقون تنظيما ولا فكريا مع داعش ولا حتى مع القاعدة، واعتقد إن السلفية الجهادية فى القطاع لها خصوصية حيث أنها تغلب المواجهة مع إسرائيل وتؤجل الآن النزول للشارع لإحداث تغيير بالقوة.

وعن احتمالية التعاون المستقبلي بين السلفية الجهادية وداعش، نفى ثابت العمور الباحث الفلسطيني حدوث تعاون كبير الآن والذي كان فى السابق يتمثل فى انتقال عناصر وشباب السلفية الجهادية إلى داعش وذلك بسبب المصالحة الفلسطينية التي تمت وما عقبها من تطور العلاقات الأمنية والاسياسية بين مصر وحركة حماس والذي أفضى لانشاء منطقة امنية حدودية عازلة.

آخر الأسئلة التي أجاب عنها الباحث الفلسطيني المتخصص فى شئون الجماعات الإسلامية كان بشأن حقيقة وجود داعش فى غزة، حيث قال: لا يوجد تنظيم يطلق على نفسه داعش فى غزة حتى لو أن هناك جماعات تشبه التنظيم الإرهابي فى أفكاره، ومستقبل التنظيم فى القطاع لن يكون متاحا لوجود فصائل كبيرة وتقليدية لها حضورها، ولأن المجتمع الفلسطيني متدين بطبعه وينحاز لمن يقدم مواجهة الاحتلال على أي شيء آخر، فالناس تقبل بوجود سلفية جهادية بالنسخة الفلسطينية التي لا تسقط مواجهة الاحتلال من حساباتها والتي تدرك وتعرف خصوصية المجتمع الفلسطيني ولا تنزل للشارع لتفرض التغيير بالقوة كما تفعل بعض الجماعات خارج فلسطين، وأرى أن أخطر ما يواجه هذا التيار هو دخول إسرائيل على الخط واختراقه لبعضها وتنفيذها عمليات إرهابية وإلصاقها به.

الدستور الأردنية