بعد مرور أكثر من أربع شهور على إعلان قوات سوريا الديمقراطية تحالف الفصائل الكردية العربية المدعومة من واشنطن، تحريرها لمدينة الرقة من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، استطاعت أن تقضي على أوجه الإرهاب التي ظل مقيم في هذه المدينة لما يقرب من 4 أعوام متتالية، عندما أعلن التنظيم إقامته الخلافة المزعومة في سوريا وعاصمته «الرقة».
الثلاثاء الماضي، أعلنت فيه قوات سوريا الديموقراطية، سيطرتها بشكل كامل على مدينة الرقة بعد طرد عناصر التنظيم من آخر نقاط تمركزهم وتحديداً المشفى الوطني والملعب البلدي ودوار النعيم.
ولا تزال عمليات التمشيط مستمرة في المدينة بحثاً عن عناصر متوارية من تنظيم داعش، ولتفكيك الألغام التي زرعها الجهاديون بكثافة، وخلال ذلك أعلنت «سوريا الديموقراطية»،أنها ستقوم على تسليم مدينة الرقة إلى مجلس مدني لإدارة شؤونها، الذي أُنشىء مجلس الرقة المدني الذي يضم وجهاء من أبرز عشائر الرقة وشخصيات سياسية، في أبريل الماضي لإدارة المدينة وريفها، بينما كانت العمليات العسكرية جارية لطرد التنظيم المتطرف من المحافظة.
وتشكل السيطرة على مدينة الرقة نكسة كبرى للتنظيم الذي مني في الأشهر الأخيرة بسلسلة خسائر ميدانية في سوريا والعراق المجاور.
والطريف في الأمر أن المعارك التي خاضتها قوات «سوريا الديمقراطية»، أن مقاتلات أيزيديات وعربيات شاركن ضمن التحالف الكردي العربي الذي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عموده الفقري.
وفي أول رد فعل من قبل التنظيم، قام بنشر بيان مطول عبر احدى عناصره ويُدعى «أبو مهند الأسد»، أوضح خلالها الأسباب التي تدفع التنظيم إلى عدم الحديث عن الخسائر بشكل علني، «لماذا تصمت أعماق؟ لسببين أولا لأنها في “أكثر الأحيان” لا تغطي أخبار الانحياز؛ لأن القائمين عليها يعلمون جيدًا أن انحياز الدولة غير مضمون والعودة واردة في أي وقت.. والسبب الآخر أنها أحيانا لا تعلم؛ فأعماق وكالة أنباء تبث للعالم، وعسكريا وفي المراحل الدقيقة من البديهي أن لا تعلن تفاصيل معركتك للعامة».
ويضيف بالكذب على عناصر التنظيم أن التنظيم قد يعود إلى الرقة في أي وقت «ربما تسترجع الدولة كامل الرقة غدا -ولا شك بقدرتها على ذلك-»، زاعمًا أنه «ربما هناك مناطق القتال فيه على أشده».
كما زعم أن سبب الانسحاب قد يكون لضربات قوية ستواجه الدولة بكاملها، «إنما ما أقوله هنا ان انحياز الدولة من الرقة هو الاختيار التكتيكي الأكثر فاعلية في هذا الوقت لضرب السوري بالكردي كما ضربت من قبل العراقي بالكردي».
ويذكر أن التحالف الدولي لمحاربة داعش بقيادة واشنطن، أكد في بيان له، على أن التنظيم خسر 87 في المئة من أراضي «الخلافة» المزعومة التي أعلنها في البلدين في العام 2014.
الدستور الأردنية