دور نساء الخوار ج

قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” إن من هوان الدنيا على الله أن يحيى بن زكريا قتلته إمرأة”

والأحباب كثير منهم يعلمون قصة ” سالومي ” ودورها في مقتل سيدنا يحيى

وقد سبق في كتابنا عن سيدنا الحسين القول بأن سيدنا الحسين طيلة ليلية استشهاده كان يقص على سيدنا زين العابدين قصة سيدنا يحيى
وأشرنا إلى بعض النقاط المتعلقة بذلك ومناسبتها مع الغرض من موضوع الكتاب

يجدر هنا الإشارة أيضا إلى دور نساء الخوارج في محاولتهم لهد الولة الإسلامية وحتى خروج الدجال

وكانت أنجح محاولتهم هو التحريض على مقتل سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه, حيث كان مهر قطام وهي من الخوارج قتل سيدنا علي

قال أهل التواريخ والسير أن ابن ملجم عليه لعنة الله قاتل سيدنا علي أتى الكوفة، وكان يكتم أمره، ولا يظهر الذي قصد له، وهو في ذلك يزور أصحابه من الخوارج فلا يطلعهم على إرادته،

ثم إنه أتى قوماً من تيم الرباب فرأى امرأة منهم جميلةيقال لها:

قطام

وقطام هذه هي لها قطام بنت شجنة بن عدي من تيم الرباب ويقال قطام بنت علقمة وكانت رائعة فائقة الجمال من أجمل أهل زمانها

وكانت ترى رأى الخوارج ،

وقد قتل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أباها وأخاها يوم النَّهروان .

فلما رآها ابن ملجم عشقها وأخذت بمجامع قلبه ونسي حاجته التي جاء لها فخطبها فقالت : فقالت: لا أتزوج حتى تشفيني

قال: وما تشائين ؟

قالت: لا أتزوجك إلا على ثلاثة آلاف درهم وعبد وقينة ، وأن تقتل عليّ بن أبي طالب .

فقال: ما سألت هو لك مهر إلا قتل علي، فقال: والله لقد قصدت لقتل على بن أبى طالب والفتك به وما أقدمنى هذا المصر غير ذلك ولكنى لما رأيتك آثرت تزويجك, فقالت: ليس إلا الذى قلت لك.

قال القائل

وَلَمْ أَرَ مَهْرًا سَاقَهُ ذُو سَمَاحَةٍ كَمَهْرِ قَطَامِ بَيِّنًا غَيْرَ مُعْجَمِ
ثَلاثَةُ آلافٍ وَعَبْدٌ وَقَيْنَةٌ وَضَرْبُ عَلِيٍّ بِالْحُسَامِ الْمُصَمَّمِ
وَلا مَهْرَ أَغْلَى مِنْ عَلِيٍّ وَإِنْ غَلا وَلا قَتْلَ إِلا دُونَ قَتْلِ ابْنِ مُلْجَمِ

فقال ابن ملجم: وما يغنيك أو ما يغنينى منك قتل على وأنا أعلم إنى إن قتلته لم أفلت ،

قالت: فالتمس غرَّته، فإن أصبته شفيت نفسي وَنَفَعَك العيشُ معي، وإن هلكْتَ فما عند اللّه خير لك من الدنيا،

فقال: واللّه ما جاء بي إلى هذا المصر، وقد كنت هارباً منه إلا ذلك، وقد أعطيتك ما سألت.

قالت: فإذا أردت ذلك فأخبرني حتى أطلب لك من يشد ظهرك ويساعدك على أمرك فبعثت إلى رجل من قومها من تيم الرباب يقال له : وردان فكلمته فأجابها وأتى ابن ملجم رجلا من أشجع يقال له : شبيب بن نجدة

فقال ابن ملجم: هل لك في شرف الدنيا والآخرة ؟

قال شبيب بن نجدة: وما ذاك ؟

قال : قتل علي,

فقال شبيب بن نجدة: ” ثكلتك أمك لقد جئت شيئاً إداً ، كيف تقدر على ذلك ؟ ”

قال ابن ملجم: ” إنه رجل لا حرس له ، ويخرج إلى المسجد منفرداً دون من يحرسه ، فنكمن له في المسجد ، فإذا خرج إلى صلاة الغداة ( الفجر ) شددنا عليه فقتلناه فإن نجونا شفينا أنفسنا وأدركنا ثأرنا وإن قتلنا فما عند الله خير من الدنيا وزبرج أهلها .

قال شبيب: ويحك لو كان غير علي كان أهون علي قد عرفت بلاءه في الإسلام وسابقته مع النبي صلى الله عليه وسلم وما أجدني أشرح لقتله .

فقال ابن مُلْجَم: ويحك؛أما تعلم أنه قد حَكم الرجال في كتاب الله، وقتل أهل النهروان العباد المصلين ؟

قال : بلى

قال : نقتله بما قتل من إخواننا فأجابه فجاؤوا حتى دخلوا على قطام وهي في المسجد الأعظم معتكفة فيه ( اعتكاف شهر رمضان )

فقالوا لها : قد اجتمع رأينا على قتل علي

فدعت لهم،

وأخذوا أسيافهم، وجلسوا قبالة السدة التي يخرج منها علي، فخرج علي إلى صلاة الصبح يقول : الصلاة الصلاة فبدره شبيب فضربه فأخطأه ووقع السيف بعضادي الباب فضربه ابن ملجم على رأسه وقال: الحكم لله يا علي لا لك ولا لأصحابك

فقال علي رضى الله عنه: فزت ورب الكعبة لا يفوتكم الكلب فشد الناس عليه من كل جانب، ليأخذوه ثم ألقى السيف من يده وأقبل الناس عليه

فجعل ابن ملجم يقول للناس: إياكم والسيف فإنه مسموم.

ولما أدخل ابن ملجم على علي قال له سيدنا علي: يا عدو الله ألم أحسن إليك ؟ ألم أفعل بك ؟

قال : بلى

قال : فما حملك على هذا ؟

قال : شحذته أربعين صباحا فسألت الله أن يقتل به شر خلقه!

قال له علي : ما أراك إلا مقتولا به وما أراك إلا من شر خلق الله عز و جل.

وكان ابن ملجم مكتوفا بين يدي الحسن إذ نادته أم كلثوم بنت علي وهي تبكي يا عدو الله ! قتلت أمير المؤمنين !

فقال : لم أقتل إلا أباك

فقالت : يا عدو الله إنه لا بأس على أبي والله عز و جل مخزيك .
قال : فعلام تبكين والله لقد اشتريته بألف وسممته بألف ولو كانت هذه الضربة لجميع أهل مصر ما بقي منهم أحد ساعة وهذا أبوك باقيا حتى الآن.

فلما مات علي رضوان الله عليه ورحمته وبركاته ودفن بعث الحسن بن علي إلى عبد الرحمن بن ملجم فأخرجه من السجن ليقتله فاجتمع الناس وجاؤوه بالنفط والبواري والنار فقالوا نحرقه فقال عبد الله بن جعفر وحسين بن علي ومحمد بن الحنفية دعونا حتى نشفي أنفسنا منه فقطع عبد الله بن جعفر يديه ورجليه فلم يجزع ولم يتكلم فكحل عينيه بمسمار محمى فلم يجزع وجعل يقول إنك لتكحل عيني عمك بملمول مض وجعل يقول اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق حتى أتى على آخر السورة كلها وإن عينيه لتسيلان ثم أمر به فعولج عن لسانه ليقطعه فجزع

فقيل له قطعنا يديك ورجليك وسملنا عينيك يا عدو الله فلم تجزع فلما صرنا إلى لسانك جزعت فقال ما ذاك مني من جزع إلا أني أكره أن أكون في الدنيا فواقا لا أذكر الله فقطعوا لسانه ثم جعلوه في قوصرة وأحرقوه بالنار”.

انظر: الطبقات الكبرى (3/35ـ40), مقاتل الطالبيين (1/ 8), المعجم الكبير (1/97ـ 104), الثقات (2/302ـ303), المستدرك (3/154), الاستيعاب (3/1123ـ1125), تاريخ دمشق (42/558ـ559), تاريخ الإسلام (3 / 607ـ608) ونهاية الأرب (20/ 127ـ129)

انتهت أول قصة من قصص نساء الخوارج

كانت نساء الخوارج تكتفى بالتحريض كما كان من أمر قطام لعنة الله عليها

إلا أنه لم يمر عام أو عامان إلا وقد حدثت نقلة نوعية ألا وهي خروج نساء الخوارج في القتال

وكان أبو مريم (مولى لبني الحارث بن كعب ) أول من أخرج نساء الخوارج في الحروب خرج ومعه امرأتان قطام وكحيلة.

انظر: أنساب الأشراف , الكامل في التاريخ (3/277) ونهاية الأرب (20 / 172)

قلت وأبو مريم هذا خرج سنة 41ـ42هـ وجه إليه المغيرة بن شعبة جابرا البجلي فقتل أبا مريم ببادوريا ( فرية غرب بغداد)

بعد خروج أبي مريم هذا ومعه قطام وكحيلة حدثت نقلة نوعية أخرى حيث تطورت نساء الخوارج

والنقلة هي ظهور : ” النساء المقاتلات ” وكأنهن من أشجع الفرسان

ثم تطورت الأمور وظهرت كتائب نساء الخوارج المقاتلات ؟؟؟؟؟

اقرأ معي القصة الآتية :

غزالة زوجة شبيب بن يزيد وأمه جهيزة

كان شبيب بن يزيد بن أبي نعيم الشيباني أحد رؤوس الخوارج وفارس زمانه بعث لحربه الحجاج خمسة قواد فقتلهم واحدا بعد واحد وهزم جيوش الحجاج بن يوسف الثقفي مرات ثم سار إلى الكوفة وحاصر الحجاج.

وكانت زوجته غزالة من سبي أصبهان وكانت غزالة من الشجاعة والفروسية بالموضع العظيم,

قيل فيها: عديمة النظير في الشجاعة, شديدة البأس

تقاتل قتالا شديدا يعجز عنه الابطال من الرجال

وكان الحجاج يخاف منها أشد خوف.

دعته إلى المبارزة فهرب منها فعيره ذلك بعض الناس بقوله:

أسد علي وفي الحروب نعامة … فتخاء تجفل من صفير الصافر

هلا برزت إلى غزالة في الوغا … بل كان قلبك في جوانح طائر

صدعت غزالة قلبه بفوارس … تركت مناظره كأمس الدابر

نذرت غزالة أن تدخل مسجد الكوفة فتصلي فيه ركعتين تقرأ في الأولى البقرة وفي الثانية آل عمران.

وقيل بل نذرت أن تبول على منبر الحجاج,

فهجم شبيب على الكوفة ومعه ألف من الخوارج ومعه أمه جهيزة وزوجته غزالة فى مائتين من نساء الخوارج قد اعتقلن الرماح وتقلدن السيوف ( وقيل مع مائة وخمسين وقيل خمسين امرأة )

ثم اقتحم المسجد وأقعد غزالة على المنبر حتى خطبت في الناس وصلت صلاة الفجر بالناس ووفت نذرها ,

ثم اعترض من في المسجد فقتلوا،

وقتل أبو سليم، وهو أبو ليث بن أبي سليم المحدث في عدة من النساك,

كل ذلك والحجاج في الكوفة لم يجسر أن يفتح باب قصره إلى أن انصرفوا ثم جعل الناس يقولون

أوفت غزالة نذرها … يا رب لا تغفر لها

قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: لما صعدت غزالة منبر الكوفة قال أيمن بن خريم بن فاتك الأسدي:

أبى الجبناء من أهل العراق … على الله والناس إلا قسوطا
أيهزمهم مئتا فارسٍ … من السافكين الدماء العبيطا
وخمسون من مارقات النساء … يجررن للمبديات المروطا
وهم مائتا ألف ذي قونسٍ … يئط العراقان منها أطيطا
رأيت غزالة إذ طَرَّحتْ … بمكة هودجها والغبيطا
سمت للعراقين في سومها … فلاقى العراقان منها البطيطا
ألا يتقي الله أهل العراق … إذا قلدوا الغانيات السموطا
وخيلُ غزالة تعتامهم … فتقتل من كان منهم وسيطا
وخيلُ غزالة تحوي النهاب … وتسبي السبايا وتجبي النبيطا
وتحجرهم في حجال النساء … كما تحجر الحية العضر فوطا
وقد قال أهل الوفاء اهبطوا … نقاتل فلم يستطيعوا هبوطا
من الغش إما شقاق الأمير … وإما نفاقاً وإما قنوطا
ولكنهم يمنعون الفرار … إذا ما غزالةُ غطت غطيطا
كأنهم في الصعود الكؤود … نعامٌ نوافر لاقت حطوطا
أقامت غزالة سوق الضراب … لأهل العراقين حولاً قميطا
وأنتم دبا الأرض عند العطاء … وفي الحرب تأبون إلا شطوطا
أهابوا غزالة أم قد رضوا … غزالة إذ خالطوها خليطا

جهيزة أم شبيب

وكانت أمه جهيزة أيضاً شجاعة من أشجع النساء، تقاتل مع ابنها في الحروب.

قال الناس:

أم شبيب وَلَدتْ شبيباً … هل تلد الذيبة إلا ذيباً

وكانت جميلة أصلها من بلاد الروم جارية من السبي حمراء لا شهلاء ولا زرقاء طويلة جميلة تأخذها العين

فابتاعها أبو شبيب ثم أقبل بها وذلك سنة خمس وعشرين هـ أول السنة فلما أدخلها الكوفة قال أسلمي فأبت عليه فضربها فلم تزد إلا عصيانا فلما رآى ذلك أمر بها فأصلحت ثم دعا بها فأدخلت عليه فلما تغشاها تلقت منه بحمل فولدت شبيبا وذلك سنة خمس وعشرين في ذي الحجة في يوم النحر يوم السبت

وأحبت مولاها حبا شديدا وكان حدثة وقالت إن شئت أجبتك إلى ما سألتني من الإسلام فقال لها شئت فأسلمتوولدت شبيبا وهي مسلمة
وقالت: إني رأيت فيما يرى النائم أنه خرج من قبلي شهاب فثقب يسطع حتى بلغ السماء وبلغ الآفاق كلها فبينا هو كذلك إذ وقع في ماء كثير جار فخبا وقد ولدته في يومكم هذا الذي تهريقون فيه الدماء وإني قد أولت رؤياي هذه أني أرى ولدي هذا غلاما أراه سيكون صاحب دماء يهريقها وإني أرى أمره سيعلو ويعظم سريعا.

مقتل شبيب وزوجته غزالة وأمه جهيزة

كما قلنا من قبل هزم شبيب جيوش الحجاج مرات وتزلزل له عبد الملك بن مروان فقد ادعى شبيب الخلافة، وتحير الحجاج في أمره وقال أعياني هذا وجمع له جيشا كثيفا نحو خمسين ألفا

وعرض شبيب جنده فكانوا ألفا وقال يا قوم ان الله نصركم وأنتم مئة فأنتم اليوم مئون ثم ثبت معه ست مئة فحمل في مئتين على الميسرة هزمها ثم قتل مقدم العساكر عتاب بن ورقاء التميمي , ثم جاء المدد من الشام فالتقاه الحجاج بنفسه فجرى مصاف لم يعهد مثله وثبت الفريقان . قتلت غزالة زوجته وأخاه مصاد.

ثم إن خالد بن عتاب بن ورقاء قال للحجاج: ائذن لي في قتالهم؛ فإني موتور (لأن شبيب قتل أبوه عتاب بن ورقاء فأذن له، فخرج في عصابة، ودار من ورائهم ، فقتلت غزالة وقطع رأسها ومر برأسها إلى الحجاج مع فارس فعرفه شبيب فأمر رجلا فحمل على الفارس فقتله وجاء برأس غزالة فأمر به فغسل ودفنه.

وأضرم خالد بن عتاب النيران في عسكر شبيب، فوثب شبيب وأصحابه على خيولهم، فقال الحجاج: احملوا عليهم، فقد ارتعبوا، فشدوا عليهم فهزموهم، وتأخر شبيب في خاصة قومه، ودخل الليل وتقهقر شبيب وذكر من كان مع شبيب: أنه كان ينعس، ويخفق برأسه، وخلفه الطلب، فقال له أحد الخوارج يا أمير المؤمنين، التفت فانظر من خلفك، فالتفت غير مكترث، ثم أكب يخفق، ثم قلت: إنهم دنوا، فالتفت، ثم أقبل يخفق، وبعث الحجاج إلى خيله أن دعوه في حرق النار، فتركوه ورجعوا.

ثم فتر الطلب عنهم ( مطاردتهم ) وساروا إلى الأهواز فبرز متوليها محمد بن موسى بن طلحة فبارز شبيبا فقتله شبيب

ومَرَ أصحاب شبيب بعامل للحجاج على بلد ، فقتلوه، ثم أتوا بالمال على دابة، فشتمهم شبيب على مجيئهم بالمال، وقال: قد اشتغلتم بالدنيا، ثم رمى بالمال في الفرات. ومضى شبيب إلى كرمان فأقام شهرين ورجع فالتقاه سفيان بن أبرد الكلبي وحبيب الحكمي على جسر دجيل ( اسم نهر بالآهواز ) فاقتتلوا حتى دخل الليل فعبر شبيب على الجسر فقطع به فغرق وقيل بل كانت بين يديه فرس أنثى ماذيانة فنزا فرسه عليها ( أراد جماعها ) !! وهو على الجسر فاضطربت الماذيانة ونزل حافر رجل فرس شبيب على حرف السفينة فسقط في الماء فلما سقط قال ليقضي الله أمرا كان مفعولا فوقع في الماء ثم ارتفع فقال ذلك تقدير العزيز العليم وغرق.

فلما تحققت الخوارج سقوطه في الماء كبروا وانصرفوا ذاهبين متفرقين في البلاد

قال خلاد بن يزيد الأرقط: كان شبيب ينعى لأمه، فيقال لها: قتل، فلا تقبل، فلما قيل لها: إنه غرق، قبلت، وقالت: إني رأيت حين ولدته أنه خرج مني شهاب نار، فعلمت أنه لا يطفئه إلا الماء.

أمر الحجاج الغواصين أن يستخرجوا جثة شبيب من النهر ثم أمر بشق بطنه واستخراج قلبه، فاستخرج فإذا هو كالحجر كأنه صخرة وكانوا يضربون به الارض فيرتفع قامة الانسان كالكرة ، فشق قلبه فكان في داخله قلب صغير كالكرة فشق فأصيب علقة الدم في داخله.

تفرق الخوارج أصحاب شبيب في الأرض وقتلت أمه بعد ذلك وعرف أصحاب شبيب بـ ” الشبيبية ” نسبة إليه

الشبيبية:

وهم أتباع شبيب بن يزيد أجازوا إمامة المرأة منهم اذا قامت بأمورهم وخرجت على مخالفيهم وكان أتباعه يقولون أن أم شبيب كانت هي الإمام بعد شبيب إلى أن قتلت واستدلوا على ذلك بأن شبيبا لما دخل الكوفة أقام أمه وزوجته على منبر الكوفة حتى خطبت وصلت عزالة الصبح بالمسجد الجامع، فقرأت في الركعة الأولى بالبقرة، وفي الثانية بآل عمران.

انظر : تاريخ الطبري (3 / 586ـ591), البدء والتاريخ (6/33 ـ 34), تاريخ دمشق (43/498), وفيات الأعيان (2 /454 ـ 457), الكامل في التاريخ (4/174ـ176), سير أعلام النبلاء (4/146ـ149), تاريخ الإسلام (5 / 418ـ419) وسمط النجوم العوالي (3 /268 ـ 273)

أم حكيم

قال ميمون بن هارون حُدثت أن امرأة من الخوارج كانت مع قطري بن الفجاءة يقال لها أم حكيم وكانت من أشجع الناس وأجملهم وجها

وأحسنهم بدينهم تمسكا وخطبها جماعة منهم فردتهم ولم تجب إلى ذلك

فأخبرني من شهدها أنها كانت تهجم على الناس وترتجز

( أحمِلُ رأساً قد سئمتُ حَمْلَهْ … وقد مَلِلْت دَهْنَه وغسلَهْ )

( ألاَ فتىً يحمل عنّي ثِقْلَه … )

قال : وهم يفدونها بالآباء والأمهات فما رأيت قبلها ولا بعدها مثلها.

فراشه

روى أبو حاتم عن أبي عبيدة وعن العتبي أيضا قال كانت امرأة من الخوارج من الازد يقال لها فراشه

وكانت ذات نبه في رأي الخوارج

تجهز أصحاب البصائر منهم

وكان الحجاج يطلبها طلبا شديدا فلم يظفر بها وكان يدعو الله أن يمكنه من فراشه أو من بعض من جهزته

فمكث ما شاء الله ثم جيء برجل فقيل له هذا ممن جهزته فراشه فخر ساجدا ثم رفع رأسه

فقال له يا عدو الله

قال أنت اولى بها يا حجاج

قال أين فراشه

قال مرت تطير منذ ثلاث

قال اين تطير

قال تطير بين السماء والأرض

قال أعن تلك سألتك عليك لعنة الله

قال عن تلك اخبرتك عليك غضب الله

قال سألتك عن المرأة التي جهزتك واصحابك

قال وما تصنع بها

قال دلنا عليها

قال تصنع بها ماذا

قال اضرب عنقها

قال قاتلك يا حجاج ما اجهلك تريد أن ادلك وأنت عدو الله على من هو ولي الله ؟

قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين

قال الحجاج : فما رأيك في أمير المؤمنين عبد الملك

قال على ذاك الفاسق لعنة الله ولعنة اللاعنين

قال ولم لا أم لك

قال انه أخطأ خطيئة طبقت ما بين السماء والأرض

قال وما هي

قال استعماله اياك على رقاب المسلمين

قال الحجاج فما رأيكم فيه قالوا نرى أن نقتله قتله لم يقتل مثلها أحد

قال ويلك يا حجاج جلساء اخيك كانوا خيرا من جلسائك

قال واي اخوتي تريد قال فرعون حين شاور في موسى فقالوا أرجه وأخاه وأشار عليك هؤلاء بقتلي

قال فهل حفظت القرآن

قال وهل خشيت فراره فأحفظه

قال هل جمعت القران

قال ما كان متفرقا فأجمعه

قال اقرأته ظاهرا

قال معاذ الله بل قرأته وأنا انظر إليه

قال فكيف تراك تلقى الله أن قتلتك

قال القاه بعملي وتلقاه بدمي

قال إذا اعجلك إلى النار

قال لو علمت أن ذاك اليك أحسنت عبادتك واتقيت عذابك ولم ابغ خلافك ومناقضتك

قال أني قاتلك

قال إذا اخاصمك لان الحكم يومئذ إلى غيرك

قال نقمعك عن الكلام السيء يا حرسي اضرب عنقه

وأومأ إلى السياف إلا تقتله فجعل يأتيه من بين يديه ومن خلفه ويروعه بالسيف فلما طال ذلك عليه رشح جسده وجبينه

قال جزعت من الموت يا عدو الله

قال لا يا فاسق ولكن ابطأت علي بما لي فيه راحة

قال يا حرسي اعظم جرحه فلما حس بالسيف قال لا اله إلا الله والله لقد اتمها ورأسه في الأرض انتهى”

الشَجَّاء

أخذت امرأةٌ من الخوارج تسمي : الشَجَّاء فقطعَ زياد يديْها، ورجليها، فقيل لها: كيف تريْنَ يا شجَاءُ؟ قالتْ: قد شَغلني هولُ المطَّلَع عن بَرْدِ حَدِيدكم.

قال الحجاجُ لأمراة من الخوارج : لأحصدنكُمْ حصْداً. قالتْ: أنتَ تحصُدُ، والله يزرَعُ، فانظُرْ أينَ قُدْرةُ المخلُوقِ من قدرةِ الخالق؟

روى الأصمعي عن علي بن سالم الباهلي قال أتي الحجاج بن يوسف بامرأة من الخوارج فجعل يكلمها ولا تكلمه معرضة عنه

فقال بعض الشرط الأمير يكلمك وأنت معرضة عنه ,

فقالت :

أني استحي أن انظر إلى من لا ينظر الله إليه,

فأمر بها فقتلت”.

بقلم  د . محمود صبيح

عن مركز القلم للأبحاث والدراسات

يهتم مركز القلم بمتابعة مستقبل العالم و الأحداث الخطرة و عرض (تفسير البينة) كأول تفسير للقرآن الكريم في العالم على الكلمة وترابطها بالتي قبلها وبعدها للمجامع والمراكز العلمية و الجامعات والعلماء في العالم.

شاهد أيضاً

مقررة للأمم المتحدة : إسرائيل ترتكب “تطهيرا عرقيا وإبادة جماعية” بغزة

RT : أكدت مقررة الأمم المتحدة الخاصة للأراضي الفلسطينية أن “هناك أسبابا منطقية” للقول إن إسرائيل ارتكبت العديد …

اترك تعليقاً