*السيد نصرالله يعلن الجهاد لتحرير فلسطين وانا مع ان تقع السماء
بقلم ناجي امهز
مقدمة صغيرة لان مقالي اليوم خطير جدا وهي لمن يقرأ لاول مرة لناجي امهز اما متتبعي مقالاتي فهم اصبحوا ينتظرون ما اقول لان تجاربهم مع منشوراتي تجاوزت حد التكهنات، عندما كتبت في 28/2/2017 سيناريو الحرب على لبنان، اكد معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في 3/11/2017 ما قلناه حرفيا، وعندما كتبت في 2/5/2017 مقال السيد نصرالله يعلن الحرب وجها لوجه مع المسيح الدجال والذي رد عليه نتنياهو اثناء زيارة ترامب إلى إسرائيل في 22/5/2017 المقال منشور تحت عنوان نتنياهو يرد على السيد نصرالله بوجود ترامب اثناء العشاء بالقدس وطبق حرفيا بعد 6 اشهر من نشر المقال، وفي سياق المسلسل ذاته من المقالات نشرت في 3/6/2017 مقال كيف سترد إيران على استهداف ضريح الامام الخميني والبرلمان والذي تضمن سبع نقاط للرد طبقت جميعها، واخر مقال كان بعنوان سر اسرار قوة ترامب نشر قبل اسبوع من اعلان ترامب القدس عاصمة إسرائيل وكان كما توقعنا، يمكنكم العودة لاي مقال للتاكد بان هذه المقالات وهي ضمن سلسلة ويمكن القول ان مقالي هذا هو الاخير فيها لان ما بعده لن يعود كما كان قبله فنحن ننتقل من الصراع العربي الاسرائيلي إلى الصراع الايراني وحلفاؤه مع العدو الاسرائيلي.
عندما قال السيد نصرالله في 11/12/2017 الجملة الشهيرة التي طالما رددها الرئيس الراحل ياسر عرفات ( للقدس رايحين شهداء بالملايين ) قد يعتقد البعض انها من التراث اللفظي يرددها السيد نصرالله في يوم النكبة الجديد الذي اعلنه ترامب عندما اعلن القدس عاصمة إسرائيل، ولكن للذين يقرؤون في السياسة وخاصة الصراع العربي الاسرائيلي يدركون ويعلمون ويفهمون، ان قرار ترامب هذا، هو اعلان نهاية الصراع العربي الاسرائيلي بموافقة بعض العرب ومعه اعلان نهاية الوطن العربي والاسلامي، لان سر الوجود العربي والاسلامي في العالم والمحافل الدولية هو وجود القضية الفلسطينية، ومع انتهاء القضية الفلسطينية يعني انتهاء الوجود العربي والاسلامي في الامم المتحدة وعزلهم دوليا وخروجهم بالمطلق من المشهد الاممي، مما يعني تحول كافة الدول العربية والاسلامية إلى جمعيات خيرية او اقتصادية، لانه مع انتهاء القضية الفلسطينية لن يستقبل اي زعيم عربي في البيت الابيض كما يستقبل اليوم، ولن يسمح له بالوقوف على منبر الامم المتحدة ولا حتى ان يشارك بصياغة قرار خارج مزرعته.
ومع انتهاء الصراع العربي الاسرائيلي تنتهي حركات المقاومة المسلحة والتحرر على المستوى الفكري والثقافي ويتحول الوطن العربي والاسلامي إلى مجرد دولة شبيهة بدولة مانيمار، فان قامت جهة بابادة اقليات من جهة اخرى فلن تسمع من العالم الا كلمة يا (حرام) انما بظل القضية الفلسطينية لا يمكن ان يحدث هذا الامر لان الاسرة الدولية يهمها ميزان القوى وان لا تختلط الاوراق.
ولا تنتهي قصة نهاية القضية الفلسطينية عند حد الحروب الداخلية الدينية والاثنية في العالم العربي والاسلامي، بل حتى مفهوم الاقتصاد والهجرة سوف يتغير، وكل ما يروج عن السلام والفورة الاقتصادية هو كذب، فلن يكون هناك منظومة اقتصادية لان اقتصادنا بنظر الغرب لا يختلف عن اقتصاد الصومال الا ان المال ينبع من الأرض على شاكلة نفط، ولن تفتح ابواب الهجرة للعرب والمسلمين كما يحدث الان لتخفف الاعباء عن كاهل العدو الاسرائيلي بل سوف تصبح السياحة في بلد العام سام حلم من الاحلام.
وايضا لا تنتهي نهاية القضية الفلسطينية عند الحدود العربية بل سوف تصل تداعياتها الى الجمهورية الاسلامية في إيران، فاليوم ان كانت إيران تمتلك مقعدا دائما في المقدمة الدولية، هو بسبب دعمها الموقف التحرري لحركات المقاومة المناهضة للعدو الاسرائيلي ومطالبتها بتحرير فلسطين، وقدرتها على التأثير المباشر في ملف القضية الفلسطينية، والصراع العربي الاسرائيلي ومع نهاية الصراع العربي الاسرائيلي سوف تفقد إيران دورها المحوري العربي الاقيلمي وفي حال أرادت تغيير قواعد اللعبة ستجد نفسها امام مأزق دولي كبير يتسم بقيام تحالف غربي لاستهدافها بحجة زعزعة الاستقرار الدولي، وفي احسن الاحوال سوف تعود إلى مربعها الأول حول الصراع الأفغاني الباكستاني، هذا ان لم تزج بمعركة سياسية دينية وربما تتحول إلى عسكرية مع باكستان التي سوف تدعمها امريكا والصهيونية بحجة تقوية نفوذها بوجه الهند ومحاولة دفعها للسيطرة على الثروات الاسلامية والعربية، تحت المصطلح الديني الطائفي.
اذا نتيجة نهاية الصراع العربي الاسرائيلي مع بقاء إسرائيل في المنطقة يعني نهاية العرب والمسلمين، لذلك عندما قال سماحة السيد نصرالله ( للقدس رايحين شهداء بالملايين ) يعني بحال انتهاء الصراع العربي الاسرائيلي سيكون هناك بداية الصراع الايراني وحلفاؤه مع الاسرائيلي، ولا خيار اخر حتى لو استشهد الملايين في طريق القدس، وفي هذه الحالة يكون سماحته اعلن الجهاد لتحرير فلسطين.
ومع هذه القراءة لنتائج نهاية الصراع العربي الاسرائيلي تعلمون لمذا صرحت نيكي هيلي ل cnn إنهم كانوا ينتظرون رد فعل عنيف من العرب والمسلمين بشأن قرار “ترامب” الأربعاء الماضي عن القدس كما قال الجميع بأن السماء سوف تقع على الأرض بعد هذا القرار.
وتابعت ساخرة: “وها هو الخميس قد مر والجمعة والسبت والأحد والسماء لا تزال في مكانها”
وانا أتمنى ان تقع السماء على الارض ولا يأتي يوم انظر فيه لاسرائيل وانا عاجزا على رميها بحجر او ان اكتب عن مقاوم انتشل من اعماق روحه الثائرة تاريخ امة لا تموت.