بين خراسان وسوريا، يقطع قيادات تنظيم القاعدة – المدرج على قوائم الإرهاب الدولية – رحلات سرية لـ «دعم الإرهابيين»، منذ اشتعال أحداث الثورة السورية.

خلال الأسابيع الماضية، فجرت الاستخبارات البريطانية مفاجأة مدوية، حينما أعلنت أن نجل زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن انتقل لسوريا، وبعدها راجت التساؤلات حول كيف ينتقل قادة التنظيم الإرهابي إلى هناك.

وفقًا لما ذكرته مصادر وثيقة الاطلاع لـ «أمان» فإن فكرة نقل قيادات القاعدة من منطقة القبائل على الحدود الأفغانية الباكستانية في وزير ستان إلى سوريا، بدأت خلال عام 2012 بتوجيه من أيمن الظواهري، الزعيم الحالي لتنظيم القاعدة بعد أسامة بن لادن، وبتنسيق مع أبو خالد السوري القيادي السابق في حركة أحرار الشام.

كان مخطط الظواهري، أن يندمج فرع القاعدة السوري الذي نشط خلال تلك الفترة باسم جبهة النصرة مع حركة أحرار الشام، وجرى تعيين القيادي بالتنظيم “عبد الله محمد العدم” المكني أبو عبيدة المقدسي وصاحب الدورة الشهيرة المنشورة على الانترنت بعنوان «صناعة الإرهاب» ليصبح «منسقًا خاصًا» لنقل قيادات القاعدة إلى سوريا، قبل أن يقتل بعد إشرافه على المهمة لاحقا.

ولإتمام تلك المهمة أوفد الظواهري القيادي الشرعي بالتنظيم “أبو محمد الأزدي ” إلى سوريا، لينسق مع القيادى في جبهة النصرة “أبوعبد الملك السوري”، لنقل قيادات القاعدة من وزيرستان بعد مقتل عدد من القادة البارزين فى غارات للطائرات بدون طيار على معاقل القاعدة هناك.

وتبدأ الرحلة – بحسب المعلومات التى حصلت عليها«أمان» – من وزير ستان مرورًا بالمناطق الباكستانية الحدودية مع إيران، ثم يستقر «الإرهابيون» داخل مضافات خاصة في إيران، وهي أماكن معدة لإيواء عناصر وقيادات القاعدة تشرف عليها لجنة مختصة بـ «إدارة المضافات» تابعة للتنظيم.

يمكث المهاجرون داخل «المضافة» عدة أسابيع لحين إتمام الأمور الخاصة بانتقالهم، وتجهيز الوثائق المزورة لهم، ثم يتم نقلهم بالتنسيق مع «منسقي القاعدة» إلى تركيا ومنها يدخلون إلى إدلب عبر المعابر الحدودية المتواجدة في الشمال السوري، والتي تسيطر على عدد منها حاليا هيئة تحرير الشام.

وبحسب المصادر فإن المضافات التابعة للقاعدة فى الداخل الإيراني معروفة لـ«الاستخبارات» وهناك عدد من قيادات القاعدة مفروض عليهم الإقامة الجبرية هنالك، بينما تشترط إيران على قيادة القاعدة المركزية ألا تقوم عناصرها بتنفيذ أي هجمات إرهابية فى إيران، وأن يتأكدوا من عدم انتقال أي من العناصر التابعة لهم لـ«تنظيم داعش».

وأوضحت المصادر أن هناك خلية داخل القاعدة تسمى بخلية «خرسان» كانت مسؤولة عن تأمين القيادات المنتقلة إلى سوريا، مشيرة إلى أنها ضمت عربا وجنسيات أخرى.

وأشارت المصادر إلى أن هناك مراسلات حالية بين القيادي المصري بتنظيم القاعدة المدعو «سيف العدل» وبين أبومارية القحطاني وهو الشرعي العام السابق لجبهة النصرة والقيادي الحالي بهيئة تحرير الشام، تتضمن التنسيق لإنشاء موطأ قدم «خالص» للقاعدة فى الشمال السوري، وتوحيد الفصائل السورية ونزع حالة الاحتقان والاقتتال فيما بينها خاصة بعد الاقتتال بين أحرار الشام وهيئة تحرير الشام.

الدستور الأردنية