شرت منابر إعلامية تابعة لإرهابيّ سيناء، تحذيرات لأعضائها تجاه صحفيّ “الملف السيناوي”، والعاملين على متابعة ودراسة التنظيمات الإرهابية، محرضةً ضدهم بتهمة “العمل مخبرين أمنيين”.
وجاء فى أحد أبرز تلك المنابر وهو “منبر سيناء”، قائمة بأسماء بعض الصحفيين، ووصفتهم بـ”الكاذبين” الذين يعملون على الإيقاع بمن أطلقوا عليهم “الأخوة المجاهدين”.
كما وجهوا رسائل إلى أهالي سيناء بعدم الاستماع إلى هؤلاء الصحفيين، أو الانتباه إلى ألفاظ “التكفيريون”، و”المسلحون”، و”الإرهاب”، و”القتلة”.
ولم تكن تلك المرة الأولى التي يحذر ويهدد فيها تنظيم إرهابي فى سيناء، الأهالي من إطلاق لفظ “التكفيريين” عليهم، ف فى 26 سبتمبر الماضي، ووزع تنظيم داعش بيانًا على الأهالي، جاء فيه: “نحذركم من وصف المجاهدين بالتكفيريين أو الإرهابيين، ومن لم يتعظ ويتذكر فلا يلومن إلا نفسه”.
ودعت التنظيمات الإرهابية فى سيناء، عناصرها إلى عدم الاستماع إلى الصحفيين، لافتين إلى أنهم تسببوا فى الإيقاع بعدد من أعضائهم خلال الفترة الأخيرة.
ووجه الإرهابي “هاني دهب”، رسالة إلى إرهابيّ سيناء قال فيها: “هؤلاء الصحفيون كل همهم جمع الأخبار وتوصيلها للجهات الأمنية، فكم من صحفي كان سببا أول فى قتل أخوة وأخوات واعتقالهم، فهم دائمًا يحاولون الحديث والتقارب بخطوات ممنهجة كإظهار حبه للجهاد وانبهاره بالمجاهدين، ومحاولة إظهار نفسه أنه محب للدواعش، وغاضب على القاعدة محاولًا تشتيت الأفكار وجلب المعلومات”.
وتابع دهب: “أغلب هؤلاء الصحفيين كانت لهم تجارب مع التيارات الإسلامية فهم يعلمون بشكل واضح طريقة التفكير لذا يسهل عليهم اختراق الأخوة والأخوات، بل والحديث معهم فى أدق الأمور، فكثير ممن قتل أو اعتقل من الأخوة والأخوات كان بسبب ما ذكرت”.
ولفت عكاشة، فى تصريحات لـ”أمان”، إلى أن شريحة المهتمين بالتنظيمات والباحثين فيها ليسوا بالعدد القليل، ومن الممكن أن يستهدف أحد منهم سواء داخل سيناء أو خارجها، وبهذه الطريقة يضم للائحة أهدافه هدفا جديدا متسقا مع مسألة التنوع وقائمة مستهدفيه، موضحًا أن التنظيمات الإرهابية تسعى لتوسيع نطاق أهدافها والتنوع فيها، فلم تعد مقتصرة على النقاط العسكرية والحواجز الأمنية فقط، وهو ما ظهر خلال الفترة الأخيرة وكان آخرها مسجد الروضة.
وبشأن ما ذكرته تلك التنظيمات بأن الصحفيين يعملون مع الأجهزة الأمنية، قال عكاشة: “العمل مع الأجهزة الأمنية حجة واتهام يطلقونه على كل من يقف ضدهم وليس مقصورا على الأجهزة الأمنية فقط، هم يقتلون أبناء سيناء العاديين بحجة العمل مع الأجهزة الأمنية، ويقتلون المسيحيين بحجة التعامل مع الجيش والأجهزة، فهي اتهامات فضفاضة لا أساس لها من الصحة”.
وأوضح الخبير الأمني، أن تهديد الصحفيين والعاملين فى هذا الملف ليس ملمحًا قاعديًا- أي يخص تنظيم القاعدة فقط- بل هو توجه عام للتنظيمات الإرهابية، تجاه كل من يعمل على رصد وتحليل وتوضيح تحركاتهم وأفكارهم، فى محاولة لإسكات تلك الأصوات، وتوصيل رسالة لهؤلاء الأشخاص بأنهم معروفين ومتابعين من قبل عناصر التنظيم، لافتًا إلى أنه بعد 30 يونيو كان هناك “قوائم سوداء” للاستهداف من قبل جماعة الإخوان، وتحرك داعش فى هذا الاتجاه أيضًا.
الدستور