” إدارة التوحش” هو مرجعية لكيفية الوصول إلى مرحلة الفوضى فى البلاد التى يعمل بها التنظيم، ومن ثم يشرح كيف يتم التدريب عليها، وكيفية إدارة“شوكة النكاية والإنهاك” للدولة عبر مجموعات خاضعة له، كأنصار بيت المقدس وأنصار الشريعة، وهو ما حدث فى اليمن ومصر وليبيا، حتى يصلوا للمرحلة الثالثة والأخيرة التى تقود إلى”التمكين”؛ أى إقامة الدولة الإسلامية، حسب الخطاب الجهادى.

مؤلف الكتاب شخصية غامضة لحد كبير “أبى بكر ناجى”، ومما لا ريب فيه أنه اسم وهمى، إلا أن البعض من الجهاديين أكدوا أنه مجموعة من الدروس التى كان يدرسها الضابط المصرى سيف العدل، فى معسكرات القاعدة بأفغانستان لأعضاء التنظيم، والتى جمعها تلاميذه من بعده، لمجلة صوت الجهاد، وآخرون قالوا إنه للقيادي في الجماعة الإسلامية الحكايمة.

لا يعرف وقت محدد لصدور هذا الكتاب، إلا أنه بدأ فى الظهور مع التحولات الاستراتيجية التى شهدتها الحركة السلفية الجهادية، من مقاتلة “العدو القريب” المتمثل بالنظم السياسية العربية والإسلامية التى تنعتها “بالمرتدة”، إلى مقاتلة “العدو البعيد” المتمثل بالغرب عمومًا والولايات المتحدة الأميركية، وكيفية القضاء عليها، بإثارة الفوضى فى الأنظمة القريبة منها، ومن ثم السيطرة على الأقطار العربية.

اهتم المختصون الأميركيون والغربيون بترجمة الكتاب، وترجم مركز مكافحة الإرهاب فى كلية “ويست بوينت” العسكرية الكتاب إلى الإنجليزية بعنوان «إدارة الوحشية» وتم توزيعه على المسؤولين فى الدوائر السياسية للحكومة، والمسؤولين فى وزارة الدفاع.

مؤلف الكتاب يؤكد أنه لا حل للوصول إلى الخلافة الإسلامية إلا عبر 3 مراحل هى “النكاية”، و”التوحش” المقصود به الفوضى، ثم “إدارة التوحش” بمعنى إدارة المناطق التى تم السيطرة عليها، وهى المرحلة الأخيرة، التى سينتقل بعدها التنظيم إلى احتلال البلاد المجاورة، أو يوجه هجماته منها إلى أنظمة حاكمة قريبة عبر المرحلة الثانية وهى النكاية والإنهاك، حتى يأتيها التمكين والمجموعات المسلحة من الخارج، وهذا إلى حد قريب ما نجحت فيه تنظيمات السلفية

استفزاز الفيل الأمريكي وإسقاط الأنظمة

يشرح “إدارة التوحش” كيف كانت استراتيجية القاعدة العسكرية، التى تبدأ باستفزاز الفيل الأمريكي لاحتلال بلاد المسلمين ومن ثم إيقاظ الوعى لدى عامة المسلمين، وحشد المجاهدين لمقاومة احتلال الغرب، ثم صناعة تنظيمات إقليمية تحت وعاء الجماعة الأم، وبعدها الانتقال إلى إثارة الفوضى ومقاومة الأنظمة العربية والإسلامية القريبة وإسقاطها.

وأكد أبو بكر ناجي أن حركة التجديد الجهادية المعاصرة خلصت بعد أن عركتها الأحداث والمعارك وتراكمت لديها الخبرات خلال أكثر من ثلاثين عاماً إلى أن عليها القيام ببعض العمليات النوعية المرتبة بنظام معين والتى بدأت بعملية نيروبى ودار السلام لتحقيق الأهداف التالية، إسقاط جزء هام من هيبة أمريكا وبث الثقة فى نفوس المسلمين من خلال كشف الهالة الإعلامية الكاذبة بأنها قوة لا تقهر، وجعل أمريكا تستبدل حربها على الإسلام من نظام الحرب بالوكالة إلى أن تحارب بنفسها ثم خلع الأنظمة القريبة منها.

وقال: إننا نجحنا فى حشد أتباع جدد لنا بعد انبهارهم بالعمليات التى واجهنا بها أمريكا، وبسبب غضبهم من التدخل الأمريكى السافر والمباشر فى العالم الإسلامى، وتراكم ذلك الغضب فى مجموعات جديدة للتنظيم.

“التوحش” وليس “الفوضى”

يريد أبو بكر ناجى أن يسيطر التنظيم عبر الجماعات المتحالفة معه على منطقة، تكون فى وضع يشبه وضع أفغانستان قبل سيطرة طالبان، منطقة تخضع لقانون الغاب بصورته البدائية، مما يجعل أهلها الأخيار يتعطشون للقاعدة لكى تحكمهم.

وقال إنها ليست فوضى بل توحش، لأنها ليست إدارة لشركة تجارية أو مؤسسة تعانى من الفوضى أو مجموعة من الجيران فى حى أو منطقة سكنية أو حتى مجتمعاً مسالماً يعانون منها، لكنها طبقاً لعالمنا المعاصر ولسوابقها التاريخية المماثلة، وفى ظل الثروات والأطماع والقوى المختلفة والطبيعة البشرية وفى ظل الصورة التى نتوقعها، يكون الأمر أعم من الفوضى، مما يجعل العقلاء يقبلون أى تنظيم من الأخيار أن يدير هذا التوحش، بل ويقبلون أن يدير هذا التوحش، قبل أن تتحول هذه المنطقة إلى مزيد من التوحش!!.

وأكد أن إدارة التوحش قامت فى تاريخنا الإسلامى مرات متعددة، وأول مثال لها كان بداية أمر الدولة الإسلامية فى المدينة، وباستثناء الإمبراطورية الرومانية والفارسية وبعض الدول أو الدويلات التى كانت على أطراف الجزيرة كان النظام القبلى فى الجزيرة يقوم على نظام مشابه لنظام إدارة التوحش، ويمكن اعتبار المرحلة الأولى من العهد المدنى – قبل استقرارها وإقامة دولة تأتيها الزكاة والجزية مشابه لذلك، حيث أديرت المدينة بنظام إدارة التوحش.

النكاية والإنهاك للدول والأنظمة قبل الفوضى

يؤكد تنظيم القاعدة فى كتابه أن مراحل وصوله للتمكين وإقامة الخلافة هى “شوكة النكاية والإنهاك” ثم مرحلة “إدارة التوحش” ثم مرحلة “شوكة التمكين وقيام الدولة”، وأن هناك من الدول من يستمر التنظيم فى النكاية بها وإنهاكها بسبب قوة حكومتها حتى يأتيها شوكة التمكين من الخارج.

ورشح نيجيريا والمغرب واليمن ومصر وباكستان والعراق وبلاد الحرمين، كدول أولى فى مرحلة الإنهاك للأنظمة، وقال إنه من المحتمل أن تمر بعض الدول غير الرئيسية بنفس مراحل الدول الرئيسية التى رشحها التنظيم تبعاً لتطورات الأحداث.

وقال “نستطيع القول إن الأمر فيه من المرونة بحيث يتغير تبعاً للتطورات، فهذا الترشيح مبدئى – بالطبع – وإلا فإن لأهل كل منطقة من هذه المناطق – ما صدقوا مع الله ثم مع أنفسهم – النظر بدقة أكبر فى إمكانية تحركهم بصورة مركزة أم لا – هذا أولاً – أما ثانياً فإن المقصد من الترشيح أن هذه هى أقرب الدول المرشحة إلا أنه لا بأس، بل قد يكون من الأفضل الاقتصار على بلدين أو 3 يتحركون بصورة مركزة على أن تتحرك باقى الدول على نفس طريق”.

وأضاف: “ندرك أن الإنهاك الذى كان يقوم به طائفة العلم والجهاد هو الذي حقق النصر فى المعارك الكبرى لا المعارك الكبرى ذاتها، بل لم تكن هذه المعارك الكبرى كحطين إلا محصلة لمعارك صغيرة لا تكاد تذكر فى التاريخ، لكنها كانت الأرقام الأولى لتشكل النصر الكبير النهائى”.

كما قال “علينا أن نركز على تلك الدول أولاً، حتى لا تتشتت القوة الضاربة للمجاهدين فى دول لا مردود من وراء العمل المركز فيها، وبالطبع هذا الترشيح المبدئى النظرى يتيح لأهل كل بلد إمعان النظر واتخاذ القرار”.

صفات الدول المرشحة لمرحلة الفوضى

لعل ما يجرى فى سيناء هو بعينه الذى وضعه الكتاب عن تلك الخصائص وصفات الدول المرشحة من قبل التنظيم لإثارة الفوضى، وأهمها وجود عمق جغرافى وتضاريس تسمح فيها بإقامة مناطق تدار بنظام إدارة التوحش، وضعف النظام الحاكم، وضعف مركزية قواته على أطراف المناطق فى نطاق دولته بل وعلى مناطق داخلية أحيانًا خاصة المكتظة، ووجود مد إسلامى جهادى مبشر فى هذه المناطق، مع البيئة الحاضنة وطبيعة الناس فى هذه المناطق، التى تسمح بوجود أفراد القاعدة وإيوائهم، كذلك انتشار السلاح بأيدى الناس فيها.

وقال إن من تصاريف الأقدار المبشرة – بإذن الله – أن أغلب الدول المرشحة هى فى جهات متباعدة مما يصعب مهمة أى قوات دولية في الانتشار فى مساحة واسعة فى عمق العالم الإسلامي.

وقال “الأمر باختصار إن مرحلة شوكة النكاية والإنهاك عن طريق مجموعات وخلايا منفصلة فى كل مناطق العالم الإسلامى، الرئيسية وغير الرئيسية، حتى تحدث فوضى وتوحش متوقعة فى مناطق عديدة بالدول الرئيسية المختارة طبقاً للدراسات التى وضعناها كما قلنا، بينما لن تحدث فوضى فى مناطق باقى الدول لقوة الأنظمة فيها وقوة مركزيتها، ثم ترتقى مناطق الفوضى والتوحش إلى مرحلة إدارة التوحش، بينما تستمر باقى مناطق ودول العالم الإسلامى بجناحين، هما الدعم اللوجستى لمناطق التوحش المدارة، بواسطتنا وجناح شوكة النكاية والإنهاك للأنظمة حتى يأتيها الفتح من الخارج بإذن الله، ونقصد بالدعم اللوجستى “المال”، “محطة انتقال الأفراد”، “إيواء العناصر”، و”الإعلام”.

الأهداف الرئيسية لمرحلة “شوكة النكاية والإنهاك”

ستبدأ الجماعات المتحالفة مع القاعدة مثل “داعش”، و”النصرة”، أو “جيش الإسلام”، و”أنصار بيت المقدس” مواجهة قوات “الردة”، والأنظمة العميلة لها، وتشتيت جهودها والعمل على جعلها لا تستطيع أن تلتقط أنفاسها وذلك فى مناطق الدول الرئيسية المرشحة وغير المرشحة، بعمليات صغيرة الحجم أو الأثر، على سبيل المثال “لو ضربة عصا”، وفق الكتاب.

وقال “إن انتشار العمليات الصغيرة وتصاعدها سيكون له تأثير على المدى الطويل، مثل جذب شباب جدد للعمل الجهادى عن طريق القيام كل فترة زمنية مناسبة من حيث التوقيت والقدرة بعمليات نوعية تلفت أنظار الناس، مع ملاحظة أنه يجب أن تُحسب قيمة العملية العادية الصغيرة جيداً ونتائجها فأحياناً تؤدى العملية الصغيرة لمفاسد أو مشاكل أو كشف مجموعات أخرى تُحضِّر لعملية نوعية متوسطة، وإذا كان من يقومون بعمليات صغيرة قادرين على الترقى وتطوير أنفسهم للقيام بعملية نوعية متوسطة فعليهم ذلك حتى لو تم إلغاء العملية الصغيرة من أجلها، إلا أنه فى الجملة أفضل طريق للترقى للمجموعات الناشئة للقيام بعمليات نوعية هو القيام بعمليات صغيرة فى البداية، ما التزموا بتحركات واحتياطات سليمة”.

وأكد أن الهدف من العمليات الصغيرة هو إخراج  بعض المناطق من سيطرة “أنظمة الردة” وهو الهدف الذى يعلنه القاعدة وتنظيماته المتفرعة، ويعقدون النية عليه، لإحداث الفوضى.

وأضاف: إننا قد نفاجأ بسقوط مناطق فى أطراف أو فى عمق دول “غير مرشحة” مثل سوريا فى الفوضى والتوحش، وهنا لا يخلو الأمر من احتمالين إما أن توجد تنظيمات إسلامية فى تلك المناطق قادرة على إدارة هذا التوحش أو لا توجد وفى هذه الحالة إما ستقع تحت قبضة تنظيمات غير إسلامية، وهنا لابد من التنبيه على ضلال دعوة بعض قادة الحركات المهترئة بوجوب الحفاظ على النسيج الوطنى.

ومن أهداف مرحلة “شوكة النكاية والإنهاك” وفق الكتاب الارتقاء بمجموعات النكاية بالتدريب.

مهمات إدارة التوحش والفوضى

وضع الكتاب عدة مهمات على عاتق التنظيمات المسلحة أولها، السيطرة على مناطق الفوضى، وتوفير الطعام والعلاج والنفقات، وتأمين المنطقة عبر إقامة التحصينات الدفاعية وتطوير القدرات القتالية.

كما أشار إلى استكمال إنشاء جهاز استخبارات خاص مصغر، عبر تأليف قلوب “المرتدين” وفق الكتاب، بشيء من المال.

وطالب بردع المنافقين بالحجة وغيرها، وإجبارهم على كبت وكتم نفاقهم، وعدم إعلان آرائهم المثبطة، ثم العمل على الوصول للتمكين من التوسع ومن الإغارة على الأعداء لردعهم وغنم أموالهم وإبقائهم فى توجس دائم وحاجة للموادعة، وبعدها يتجه التنظيم لإقامة التحالفات مع من يجوز التحالف معه ممن لم يعط الولاء الكامل للإدارة، حتى الوصول لشوكة التمكين والتهيؤ لقطف الثمرة وإقامة الدولة.

وفى مرحلة النكاية هناك أهداف للتنظيم منها الاستمرار فى الإنهاك بقدر الإمكان، وإنشاء شبكة دعم لوجستى لمناطق التوحش، وإذا حدث تعارض بينهما يقدم الأنسب والأفيد.

خطة العمل والتحرك لتنظيمات السلفية الجهادية

تبدأ خطة التحرك للتنظيمات الجهادية بضربات متسلسلة للأنظمة لإسقاط هيبتها، مما سيحدث مدًا للتيار الجهادى يفوق أضعاف ما خسره من قبل، وهنا سيحتدم الصراع، فإما ستشن حرب محدودة وفى هذه الحالة لن يشفى غليلها ولن تنجح في تطويق هذا المد المتصاعد، الذى سيبلغ العشرات من المجموعات الجديدة.

وقال الكتاب: لا بد من تنويع وتوسيع ضربات النكاية فى العدو الصليبى والصهيونى فى كل بقاع العالم الإسلامى هم وأتباعهم من الأنظمة، بل وخارجه إن أمكن بحيث يحدث تشتيت لجهود حلف العدو ومن ثم استنزافه بأكبر قدر ممكن، فمثلاً: إذا ضرب منتجع سياحى يرتاده الصليبيون فى أندونيسيا سيتم تأمين جميع المنتجعات السياحية فى جميع دول العالم بما يشمل ذلك من شغل قوات إضافية أضعاف الوضع العادى وزيادة كبيرة فى الإنفاق، وإذا ضرب بنك ربوى للصليبيين فى تركيا سيتم تأمين جميع البنوك التابعة للصليبيين فى جميع البلاد ويزداد الاستنزاف، وإذا ضربت مصلحة بترولية بالقرب من ميناء عدن ستوجه الحراسات المكثفة إلى كل شركات البترول وناقلات وخطوط أنابيبها لحمايتها وزيادة الاستنزاف، وإذا تم تصفية 2 من الكتاب المرتدِّين في عملية متزامنة ببلدين مختلفين فسيستوجب ذلك عليهم تأمين آلاف الكتاب فى مختلف بلدان العالم الإسلامى، وهكذا تنويع وتوسيع لدائرة الأهداف وضربات النكاية التى تتم من مجموعات صغيرة ومنفصلة، مع تكرار نوع الهدف مرتين أو 3 ليتأكد لهم أن ذلك النوع سيظل مستهدفاً”.

وطالب أبو بكر ناجى المؤلف الوهمي لكتاب القاعدة بعدة أهداف يجب التركيز عليها، وقال إنه ينبغى علينا ضرب جميع الأهداف لأنها جائزة لنا شرعًا، إلا أننا يجب أن نركز على الأهداف الاقتصادية وخاصة البترول والسياحة، قد يقول قائل سنُواجَه بحملة إعلامية توجه لنا كل التهم بداية من العمالة إلى العمل على إفقار وإضعاف البلاد اقتصادياً، وسيذكرنا البعض أنه عندما وجهت الجماعة الإسلامية بمصر هجمات إلى السياحة فشلت وتراجعت، إلا أنها لم تحسن استغلال فكرها، كذلك لم تحسن الرد على الحملات الإعلامية.

وقال إن الأنظمة المنهكة فى حماية باقي الأهداف الأخرى سندفعها إلى ضخ مزيد من القوات لحماية اقتصادها، فيحدث العجز، ويبدأ التراخى وخلو الأطراف والمناطق المزدحمة والشعبية من القوات العسكرية أو توجد أعداد من الجند بقيادة هشة وضعيفة، وذلك لأنهم سيضعون الأكفاء لحماية الأهداف الاقتصادية، ومن ثم تكون هذه القوات الكثيرة الأعداد أحياناً الهشة بنياناً سهلة المهاجمة والحصول على ما في أيديها من سلاح بكميات جيدة، وسيشاهد الجماهير كيف يفر الجند لا يلوون على شىء، ومن هنا يبدأ التوحش والفوضى وتبدأ هذه المناطق تعانى من عدم الأمان، هذا بالإضافة إلى الإنهاك والاستنزاف.

فك الاشتباك والطريق إلى حدوث الفوضى

يقول الكتاب الأخطر: إذا كانت مجموعاتنا قريبة من مكان التوحش أو هناك وسيلة للوصول إليه وهناك عيون وأفراد تدين لنا بالولاء فى منطقة الفوضى علينا دراسة الوضع ومدى إمكانية نزولنا لإدارة هذا التوحش فإذا تجمعت بعض مجموعات النكاية فى كيان واحد ونزلت لتدير منطقة من مناطق التوحش فعليها أن توازن مع مناطق التوحش بجوارها بين التكتل والانتشار بما يُشعر العدو بقدرتنا على الردع ويُشعره بعدم الاطمئنان، الردع الذى يطول القادة والأتباع فيخوف القادة ويجعل الأتباع تفكر في التحول للانضمام للمجاهدين لتموت على الشهادة بدلاً من أن تموت مع الكافرين الظالمين، هنا قد يجنح العدو للمسالمة – طبعاً بدون اتفاق – ويقنع العدو نفسه بالخطوط الخلفية لحماية الاقتصاد والمال فهو الغرض الذى حشد قواته له.

ولخص ناجى الخطة السابقة فى نقاط محددة وهى: استراتيجية عسكرية تعمل على تشتيت جهود وقوات العدو، واستنزاف قدراته المالية والعسكرية، واستراتيجية إعلامية تستهدف وتركز على فئتين، فئة الشعوب بحيث تدفع أكبر عدد منهم للانضمام للجهاد والقيام بالدعم الإيجابى والتعاطف السلبى ممن لا يلتحق بالصف، والفئة الثانية جنود العدو أصحاب الرواتب الدنيا لدفعهم إلى الانضمام لصفنا أو على الأقل الفرار من خدمة العدو.

وأضاف: بعد فترة مناسبة نعمل على: تطوير الاستراتيجية العسكرية بما يدفع قوات العدو إلى التقوقع حول الأهداف الاقتصادية لتأمينها، وتطوير الاستراتيجية الإعلامية بحيث تصل وتستهدف بعمق القيادة الوسطى من جيوش الردة لدفعهم للانضمام للجهاد، وفى كل هذه المراحل نبرر عقليًا وشرعيًا لماذا تكون عملياتنا، على أن يكون فى هذه الخطة من الشفافية بل والاعتراف بالخطأ أحيانًا ما يكشف أكاذيب وحيل العدو ويرسخ انطباع الصدق عنا عند الشعوب، وهى الرقم الصعب لنا، وهذا ليس معناه أننا نعوِّل عليها حركتنا، فنحن نعلم أنه لا يُعوَّل عليها في الجملة بسبب ما أحدث الطواغيت فى بنيتها، وأنه لا صلاح للعامة إلا بعد الفتح.

وأكد أن أهم أهداف هذه الخطة الإعلامية تجنيد البعض من جموع الشعوب والإتيان بهم إلى المناطق التى يديرها التنظيم، خاصة الشباب عندما يصل إليهم أخبار القاعدة بكل شفافية.

وقال إن إمكانية ضم هذا العدد من أمة المليار أسهل من ضمهم شباب الحركة الإسلامية الملوث بشبهات مشايخ السوء من السلفيين وأشباههم، فشباب الأمة على ما فيهم من معاصٍ أقرب للفطرة، وخبرات العقود السابقة أثبتت لنا ذلك، أما الأحداث الأخيرة فقد وضح للجميع أن العامى بفطرته تفاعل معها أفضل بمراحل من قعدة الجماعات الإسلامية الذين سلموا دينهم لأحبار ورهبان السوء.

قواعد وسياسات لتحقيق أهداف القاعدة وأعوانها

وضع كتاب تنظيم القاعدة قواعد وسياسات لتحقيق أهداف القاعدة وأعوانها أهمها إتقان فن الإدارة وهى تعلم كيفية إنشاء اللجان والتخصصات وتوزيع الأعمال بحيث لا تتجمع الأعمالكلها على كاهل شخص واحد من التنظيم أوكاهل قلة من الأفراد، مع تدريب جميع الأفراد ونقل الخبرات حتى إذا غاب أمير للجماعة قام آخر، وقال: يجب أن نستطيع أن ننقل الكفاءات عند الحاجة من مكان إلى مكان آخر،  بدون أن يعرف الأفراد أسرار الفروع التى لا يعملون فيها، وإنما قصدت أن يتم التدريب ونقل الخبرات كالمهارات والتقنيات لا أكثر، مثل القواعد الصحيحة التى يجب أن ندرب الأفراد عليها ونتبناها هى أن “مجهول الحال بدار الكفر يجوز قتله قصداً للمصلحة”، وهى قاعدة صحيحة المقصود بها هنا هو من لم يظهر منه ما يدل على إسلام أو كفر، وهو ليس عليه علامات الإسلام الظاهرة، ولكن تطبق على دار الكفر التى أكثر أهلها كفار، أما دار الكفر التى أكثر أهلها مسلمون فلا تُطبق عليهم تلك القاعدة، وهناك كثير من التطبيق العملى لكثير من القواعد الجهادية التى تحفل كتب فقه الجهاد بها ويجب أن تطبقها القيادات الميدانية، ونعم قد لا يجب أن يرجعوا كل مرة للراسخين فى العلم خاصة إذا تعذر ذلك ولكن أصل الفئة المستهدفة أو نوع العمل القائم يجب أن يمر قبل اعتماده وتكراره على الراسخين فى العلم فى المرة الأولى على الأقل”.

ويضيف: القاعدة الثانية التي يجب أن نعتمدها “إن الجيوش النظامية إذا تمركزت فقدت السيطرة، وعلى العكس إذا انتشرت فقدت الفعالية”.

وقال إن المقصود إننا عندما نستهدف موقعاً أو هدفاً من المستحيل أن يضع العدو قوات ضخمة فى هذا الموضع، وإلا عند أول طلقة نار سيفقد السيطرة وتضرب قواته بعضها البعض، لذلك سيضع العدو قوات تتناسب مع طبيعة وحجم الموقع، وهنا علينا أن نعرف ما هى طبيعة وأنواع المواقع التى حجم قواته فيها حتى يمكننا إعداد قوة لمهاجمتها لأن العدو يستحيل عليه زيادة قواته فيها، ويُستفاد من القاعدة أهمية تعلم فن اختيار موقع الاشتباك مع العدو فى أى ظرف أو لحظة يُفرض علينا فيها، والأهم أنه كلما انتشرت قوات العدو على أكبر رقعة من الأرض كلما فقدت فعاليتها وسهلت مواجهتها.

ودعا إلى أن يكون معدل العمليات تصاعدياً ليبث رسالة عملية حية للناس والشعوب وصغار جند الدول المستهدفة أن قوة الجهاديين في تصاعد، وما ينطبع فى أذهانهم من تصاعد العمليات – إما من حيث العدد أو النوعية أنهم فى تقدم مستمر وأن مصير عدوهم الهزيمة، مما يُجرئ الشعوب ويُحيى الأمل فى نفوسهم ويسهل مدداً دائماً للحركة وتصاعداً ذاتياً لها، وقال: “لذلك ينبغى أن نخطط عملياتنا بأن نبدأ بعمليات صغيرة ثم الأكبر وهكذا حتى لوكان فى إمكاننا القيام بالكبيرة من البداية، كما رتبت منظمة القاعدة عمليات إشعال المواجهة، هذا فضلاً عن فوائد أخرى كثيرة من تصاعدية الأعمال منها الارتقاء بالشباب وتعويدهم على المواجهة وغير ذلك”.

وقال لا بد أن تكون العمليات فى صورة أمواج فذلك يناسب المجموعات التى قواعدها العسكرية ومواقعها الدفاعية حصينة إلا أنها بعيدة عن موقع العمليات، وكذلك المجموعات التى تريد أن توصل رسالة للعدو أن أمواج الرعب ودفع ثمن أفعاله لن تنتهى، وليس معنى توقفالعمليات فترة هى استقراره ليفعل ما يريد بالشعوب المسلمة وإنما كل ما فى الأمر أننا نُعد لّموجة أخرى من العمليات التى ستملأ قلوبهم رعباً، وأن هذا الرعب ليس له نهاية.

وأكد أن طريقة الأمواج هذه تناسب أكثر مجموعة البلدان التى تم تحديدها للبدء بها لإثارة الفوضى والتوحش.

ووجه أبو بكر ناجي رسالة لأتباعه قائلاً “اضرب بقوتك الضاربة وأقصى قوة لديك فى أكثر نقاط العدو ضعفاً”، أما تطبيق هذه القاعدة على التخطيط لعمليات صغيرة على سبيل المثال “إذا كانت مجموعة منفذة من 10 أفراد تواجه عملية سهلة جداً – وليست استشهادية بالطبع – ولا تحتاج إلا لفرد أو 2 بل إنها أحيانا تُرسل مجاهداً واحداً أو 2 لعملية أكبر ولكن إذا أرسلت كامل عددها إلى هذه العملية المضمونة – بإذن الله – بغرض الاستعراض وإرهاب العدو عندها يتحدث الناس والصحف عما حدث، ويظن الناس والعدو أن العمليات المقبلة سيتم لها حشد وتفوق عددى مناسب مما يعلى من أسهم الجهاديين إعلاميًا، ويرجف القلوب من مواجهتهم، إلا أن هذا لا يُطبق إلا بعد دراسة جيدة للاحتمالات ومصالح ذلك ومفاسده، والاقتصار على العدد المحدود الذى يكفى أولى فى الجملة”.

ووضع “إدارة التوحش” لهذه القاعدة مجالات أخرى فى ظروف ومتطلبات أخرى تشبه إلى حد كبير ما حدث في مديرية أمن الدقهلية، منها: إذا كان هناك هدف سهل الوصول إليه، مثل مبنى للعدو يعقد فيه اجتماعات – مثلاً – ونحو ذلك وهدمه يتم بشرك مفخخ صغير الحجم، إلا أن لدينا مخزوناً جيداً من المتفجرات قد يتم التخلص منها أثناء تحركنا بدون استخدام، فيمكن فى هذه الحالة استخدام كمية من المتفجرات لا لتهدم المبنى فقط أو حتى تسويه بالأرض ولكن لتجعل الأرض تبتلعه ابتلاعاً وفى ذلك تتضاعف كمية الرعب لدى العدو، وتتحقق أيضا أهداف إعلامية جيدة من أبرزها عدم استطاعة العدو إخفاء خسائره، ومثل ذلك تكرر كثيراً وتحقق من ورائه نتائج جيدة عديدة”.

وقال “إن أقرب وسيلة لهزيمة العدو الأقوى عسكريًا هى استنزافه عسكريًا واقتصاديًا”.

التنظيمات المسلحة والأنظمة تحت النار

تساءل كتاب القاعدة الذى وضع استراتيجية العمليات المسلحة في المنطقة “إننا والأنظمة تحت النار فكيف ننتصر؟”، وأجاب أن ذلك سيكون باعتمادنا الشدة وتركنا الرخاوة، لأن الأمة ذات البأس هى التى تستطيع أن تحافظ على ما تكتسبه من مواقع، وهى التى تخوض الأهوال وهى ثابتة ثبات الجبال.

وستعتمد التنظيمات التكفيرية وفق “إدارة التوحش” على 1- سياسة دفع الثمن، والتى تعنى جعل الأنظمة تدفع الثمن إن فكرت فى أى عمل إجهاضى لهم.

وقال: إن فكر العدو فى الرد سيدفع ثمن إجرامه كاملا حًتى يرتدع عن العودة لمثله، ويفكر ألف مرة قبل القيام بعمل هجومى تجاهنا، بحيث يتوقف عن المبادرة بالإجرام وتكون أفعاله مقتصرة على الدفاع عن نفسه، لكننا سنواجه مشكلة غارات العدو – الصليبى أو المرتد – الجوية على معسكرات تدريب أو مناطق سكنية فى نطاق المناطق التى نديرها، ومع وضع تحصينات دفاعية وخنادق لمواجهة تلك المشكلة إلا أنه ينبغى كذلك أن نتبع سياسة دفع الثمن فى مواجهة إجرام العدو، وسياسة دفع الثمن فى هذه الحالة تحقق ردعاً للعدو وتجعله يفكر 1000 مرة قبل مهاجمة مناطقنا.

2- تحقيق الشوكة، وهى إشعار العدو أنه محاصر ومصالحه مكشوفة، وأنه إذا كسر جزءً من مجموعة مسلحة لن يستسلم الباقون، وسيبقى الثأر لدمائهم قائمًا من الباقين، وستبقى أهداف المجموعة قائمة حتى يفنوا عن آخرهم.

وقال: إن الشوكة الكبرى التى يعمل لها العدو ألف حساب هى محصلة شوكات المجموعات سواء مجموعات النكاية أو مجموعات الإدارة في مناطق التوحش، ففى وجود موالاة إيمانية بينها تتمثل فى عقد مكتوب بالدماء أهم بنوده “الدم الدم والهدم الهدم”.

3- فهم قواعد اللعبة السياسية للمخالفين، وعدم ترك القرار السياسى بأيدى من لا يخوض المعارك العسكرية تحت أى حجة، وتحديد ردود الفعل تجاه أى خطوة.

4- فهم السياسة الإعلامية للخصوم والتعامل معها،  وكسب المعركة الإعلامية مع الأنظمة مقدمة لكسب المعركة العسكرية والسياسية، ومن أهم ما يساعد على ذلك هو أن تصل مواد التنظيم الإعلامية إلى مُستهدَفيها.

5- استقطاب المجندين إلى التنظيمات، حيث وضع تنظيم القاعدة أسسًا لاستقطاب الأتباع الجدد إليه أولها هى المعركة الملتهبة مع الأنظمة التى تعرف بهم، عن طريق الإعلام الجهادى، ومن رفع الحالة الإيمانية للشعوب، والمخاطبة المباشرة لهم، أو عن طريق العفو عن بعض المذنبين منهم، أو تأليفهم بالمال.

وقال: لا شك أنه كلما زاد وهج ولهيب المعركة واشتدت وطأتها على الناس، يحرك ذلكالقلوب والعقول وتبلغ الحجة على الناس أقصى مدى لها، ومن ثم يبلغ الاستقطاب مداه، إلا أنه فى مقابل هذه الشدة من لهيب معركة حامية الوطيس نجد أن كل مرحلة من مراحل معركتنا تحتاج إلى أساليب من اللين، والعفو والاستقطاب بالمال.

6- إتقان الجانب الأمنى وبث العيون واختراق الخصوم مثل قوات الشرطة والجيوش والأحزاب السياسية المختلفة والصحف والجماعات الإسلامية وشركات البترول – كعامل أو مهندس – وشركات الحراسات الخاصة والمؤسسات المدنية الحساسة.

وقال: بدأ ذلك بالفعل منذ عقود لكننا نحتاج المزيد فى ظل التطورات الأخيرة، من تدريب رجالنا وتوجيه بعضهم – تبعاً لنظرة وفراسة قادة المجموعات فى سمات وقدرات هؤلاء – للعمل فى الجهاز الأمنى لاختراق تلك المؤسسات بعد تبيين أهمية ذلك، وأن هذا الدور بمثابة عملية استشهادية بل قد ينتهى فعلاً إلى ذلك بعملية استشهادية لتدمير الموقع، أو القيام بعملية تجاه بعض الشخصيات فيه، مع وضع برنامج تربوى وعلمى فردى يحفظ على العضو تدينه دون أن يتم كشفه، بل لا بد من اختراق الجماعات الإسلامية الأخرى بل والترقى فى سلمها القيادى من خلال أفراد موثوق فى تمكنهم من مدافعة الشبهات العلمية والشهوات، ينتج عن ذلك فوائد كثيرة مختلفة، وهناك حالات سابقة ناجحة، أما من يثبت عليه التجسس علينا بالبينة فيجب معاملته بما يكون رادعاً لأمثاله، وإذاكان فارًا فيجب تعقبه وعدم تركه حتى ولو بعد سنوات، ويجب إعلان أنه سينال عقابه ولو بعد سنين طويلة، مما سيجعل ضعاف النفوس يترددون فى فعل ذلك كثيراً، كذلك ينبغى إصدار بيان كل فترة وأخرى – خاصة بعد الكشف عن جاسوس ومعاقبته – بفتح مجال التوبة لمن يتقدم مختارًا بالاعتراف بأنه تحت ضغط معين أو زلة معينة تعامل مع العدو، مع ترويج أن ذلك حدث ليصل ذلك الخبر للعدو بصورة أو بأخرى – حتى وإن لم يحدث حقيقة – مما سيربك العدو وجواسيسه لشكِّه فيهم.

وأضاف، كما يجدر التنبيه أن اتباع الشدة والغلظة وعدم الرحمة مع من يثبت – بيقين – القيام ذا العمل فى حقه قد يستنكره من لم يمارس الجهاد عملياً تحت دعوى التركيز على أئمة الكفر وعدم إهدار الجهود على أغمار العدو من صغار الجند والمخبرين والمرشدين، إلا أن استهداف المخبرين والمرشدين لا يدخل تحت هذا الباب، وذلك لأن كبار القادة والضباط لمباحث العدو وجنده لا يستطيعون التحرك بدون هؤلاء – سواءً فى بحث المهمة أو تنفيذها -، فهم لا يستطيعون التحقيق فى قضية أو نزول منطقة لتنفيذ عملية مداهمة أو اعتقال أو هجوم على موقع بدون هؤلاء المخبرين والمرشدين، والعمل على إفناء هؤلاء يشل حركة ضباط العدو تما     ماً، بل والعمل على إفنائهم بمنتهى الغلظة والبشاعة يردع من يحاول أن يفكر فى القيام بمثل ذلك، مع أهمية التغطية الإعلامية لنشر الأمر وتبريره للناس.

انتقد الكتاب هزيمة الجماعة الإسلامية فى التسعينات وقال لم يكن لقيادتها تصور جيد وواضح للاستراتيجية العسكرية، بعد أن عطلت 4 أخماس قواتها تحت ما يسمى بالجناح الدعوى بل وجعلته مكشوفًا مما مكن النظام المصرى منها.

الكتاب أجاب عن السؤال “ماذا على السلفية الجهادية أن تفعل للتعجيل بنفاد صبر العدو وإبطال هدفه واستراتيجياته؟”، وأجاب: نحن لو كان عندنا القوة التى عند العدو لكان عندنا القدرة على حسم المعركة من البداية لأن جنودنا لا تخشى الدم والموت بل تطلبه، ولكننا ليس عندنا هذه القوة – وذلك من سنن الله فى الدعوات -، لذلك ستكون خطتنا بالنظر لكل المعطيات السابقة هي العمل على إطالة فترة المعركة عن طريق مقاومة أهداف العدو، والمبادرة بتوجيه ضربات قوية وموجعة له، على أن يكون تركيزنا في

البداية – بحكم إمكانياتنا – على رد الفعل المتمثل فى مقاومة أهدافه أكثر من المبادرة بتوجيه ضربات له، ثم بعد فترة إذا نجحنا لن تكون أعمالنا إلا المبادرة بضربه لأنه بحكم التجارب المرصودة ستكون أيامه فى المرحلة الثانية هى عبارة مقاومة غاراتنا إلى أن نصل إلى مرحلة إسقاطه بإذن الله”.

وأكد أن إبطال استراتيجية الأنظمة وجيوشها عن طريق الحشد، وجعل عملياتهم منتشرة على أكبر رقعة من الأرض – على الرغم من محدوديتها فى البداية.

كما أن على التنظيمات أن تمنع الحكومات من تحقيق هدفها بجمع أكبر عدد من أتباعها فى السجون حتى لا تضع الأنظمة فى يدها أكبر أوراق للضغط عن طريق: تلافى التسيب الأمنى قدر الإمكان، وتنفيذ التعليمات الأمنية بدقة، كتحطيم أى سى دى أو تقطيع الأوراق إذا تعرض عضو لكمين.

والأهم هو جعل مداهمات الأمن لاعتقال الأتباع تتحول إلى جحيم ويسقط فيها أكبر عدد من القوات، وذات تكلفة عالية فى الدم، والإنفاق، واتخاذ وقت طويل فى الإعداد لها، بل إذا تم اعتقال أو قتل أفراد فى مداهمة يتم المبادرة بتوجيه ضربة ردع، ودفع ثمن يتم الإعلان إعلامياً عنه.

وهكذا وبناء على ما ورد فى كتاب القاعدة فإنها لم تعد تنتظر حدوث هذا التوحش من تلقاء نفسها وإنما أصبحت تسعى جاهدة إلى خلقه، و نراه جليا اليوم في بعض من أنحاء ليبيا، في العراق، في اليمن، في الصومال وفي سوريا ويريدون خلقه في شبه جزيرة سيناء، في تونس وفي الجزائر أيضا.

وبين هذا وذاك نبقى بين جماعات تبشر بواقع أكثر تطرفًا وإرهابًا، عبر ثلاث مراحل، وهى شوكة النكاية والإنهاك، ثم مرحلة إدارة التوحش، وبعدها مرحلة التمكين .

 ماهر فرغلي

 aman-dostor.org/537