قالت الكاتبة الأمريكية والباحثة في الشؤون الدينية، ديانا باس، في مقال كتبته لـCNN، إن الكثير من الإنجيليين المؤيدين للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يعتبرون إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، قضية أبعد بكثير من السياسة أو الدبلوماسية، بل هي تصب مباشرة في صميم عقائدهم ونظرتهم إلى اقتراب “يوم القيامة” وعودة المسيح الثانية.
وتقول الكاتبة إنها عندما سمعت بقرار ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل لم تفكر إلا بأمر واحد، وهو دراستها للكتاب المقدس خلال فترة وجودها في المدرسة الثانوية، مضيفة أن التعبير الأول الذي يتوارد إلى الذهن مع الإعلام هو “القدس؟ لا بد أن نهاية الزمان قد اقتربت!”
وتضيف باس، أنها كانت قد درست الكتاب المقدس في العقد السابع من القرن الماضي بشكل مكثّف خلال شبابها مضيفة “بالنسبة لنا لم يكن الكتاب المقدس مجرد نص ديني، بل كان الخطة الإلهية الموضوعة للتاريخ برمته، وعرفنا عبره كيف تصرّف الله في الماضي وكيف سيتصرف في المستقبل.”
وتلفت باس إلى محورية مدينة القدس في الكتاب المقدس باعتبارها موطن إبراهيم وداود بالنسبة لليهود، ومكان صلب وقيامة المسيح بالنسبة للمسيحيين، كما أنها المدينة التي “سيعود المسيح إليها ليحكمها كملك” مضيفة: “كنا نتطلع نحو تحقّق هذا وصليّنا كي نصل إلى هذه الخاتمة”. ولفتت إلى أن النظرة نحو القدس كانت تقوم على أن تمدد إسرائيل هو إرادة إلهية وإشارة لاقتراب نهاية الزمن.
وتابعت الكاتبة بالقول: “بالنسبة للكثير من الإنجيليين المحافظين، فإن القدس ليست مرتبطة بالسياسة ولا بخطط السلام ولا بالفلسطينيين وحل الدولتين، وإنما تنبع أهميتها من ارتباطها بالنبوءة، النبوءة في الكتاب المقدس وحلول نهاية الزمن” مستذكرة ما كان يرويه القس الذي يعلمها الكتاب المقدس حول معركة “أرمجدون” التي ستحصل قبل يوم القيامة وتكون المعركة الأخيرة التي تخوضها البشرية وستقود اليهود لإعادة الاعتراف بالمسيح على أنه مخلّصهم.
وتحدثت بايس، عن أفكار منتشرة بين الإنجيليين حول التحضير للفترة التي تسبق عودة المسيح، مضيفة أن تلك الأفكار مؤثرة في محيط داعمي ترامب الذي حصل على أصوات 81 في المائة من الناخبين الإنجيليين البيض بأمريكا، مضيفة أن بعض كبار القساوسة الذين تربطهم علاقات قوية بترامب عبروا عن رضاهم عن الخطوة بالقول إنها تمثل ركنا أساسيا في تحقيق النبوءات.
وتابعت الكاتبة بالقول، إن ترامب يريد من خلال إعلان القدس عاصمة لإسرائيل تذكير ناخبيه من الإنجيليين أنه “رجل الله الذي يساهم في دفع التاريخ – كما يراه الكتاب المقدس – قدما ويساهم في حلول نهاية التاريخ.” وختمت بالقول: “ربما لا يؤمن الرئيس ترامب بهذا، لكن الملايين يؤمنون به، وهذا أمر مهم، ليس للسياسة الأمريكية فحسب بل وللسلام في القدس، وكذلك لسلامنا جميعا.”
مصر تايمز